مستخدمو قناة "ميدي1 تيفي" خرجوا عن صمتهم ونظموا وقفة احتجاج، اليوم ولمدة نصف ساعة، أمام مقر القناة الواقع بالمنطقة الحرة من مدينة طنجة، رافعين شعار "الإدارات مشات وجات و الحالة هي هي.. عيوتونا بالشعارات و الشغيلة الضحية". نقابة "مهنيي ميدي 1 تي في"، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، قالت في بيانها الصادر عن مكتبها، إن الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد "توالي مسلسل الاستفزازات في حق العاملات والعاملين بالقناة، بشكل بات يخلق جوا من اللاثقة واللااستقرار وسط صفوف الشغيلة، وإثر جمود الملف المطلبي، وتملص الإدارة من تعهداتها، وضبابية العلاقة التي تربطها والعاملين بالقناة". البيان الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه ربط غضب العاملين بقناة البوغار بموجة الطرد، والتهديد به، في حق عدد من المهنيين، والمعاملة المهينة، والحاطة من كرامة العاملين، الذين على عاتقهم صنعت صورة القناة الخارجية حسب نص البلاغ. حالة الاحتقان وسط المؤسسة التي يرأسها عباس عزوزي تنذر بالمزيد من التصعيد حيث تقرر إبان الوقفة حمل الشارة الحمراء لمدة ثلاثة أيام من طرف العاملين بجميع الأقسام كتعبير عن الغضب، مع تعهد المحتجين خوض "مسلسل نضالي" ، إلى حين حل النقاط العالقة في الملف المطلبي، وتنقية الأجواء الداخلية، والقطع مع المنطق السلطوي الذي تنهجه الإدارة، والذي بات يقتل روح المبادرة لدى عموم شغيلة القناة وفق ما جاء على لسان مسؤول نقابي. صحفية من داخل هيئة تحرير القناة، طلبت عدم ذكر اسمها، صرحت في اتصال مع هسبريس أن المشاكل تفاقمت مع تعيين نورالدين بوعبيد داخل قناة "ميدي1 تي في" مديرا للموارد البشرية، ومباشرته مهامه ابتداء بتاريخ 10 يوليوز2012. بوعبيد حصر عمله حسب الصحفية، في عد ساعات العمل بالدقيقة والثانية، دون مراعاة جودة المادة الإعلامية وإكراهاتها، ودون اعتبارا للمجهودات الفردية التي يبذلها العاملون للنهوض بقناة باتت تعيش أسوء أحوالها منذ انطلاقتها سنة 2006، في عهد الفرنسي "السلطوي العادل" بيير كازالطا، الذي يحن إلى عهده من عاشه أو سمع به، وفق تعبير الصحفية العاملة في قسم الاخبار. من جهته نفى نور الدين بوعبيد مدير الموارد البشرية بقناة طنجة مجموع المؤاخذات التي جاءت في بيان نقابة العاملين، حيث صرح المسؤول في اتصال مع هسبريس، أن النقابة لم تتصل بمديرية الموارد البشرية، قصد فتح حوار حول نقاط خلاف مفترضة، واصفا لغة البيان ب"تعمار الشوارج". أما حالات الطرد المذكورة في البيان فلخصها المسؤول التلفزي في حالة عاملة تم فصلها السنة الفارطة ، واصفا ملفها ب"الثقيل" الذي لا يزال مفتوحا في ردهات المحاكم، كما تحدث بوعبيد في اتصاله الهاتفي عن وضعية مصور قادته مهمة تلفزية إلى الأردن،فتبين لإدارة القناة أنه زور فاتورة بمبلغ 110 أورو بدل 16 أورو التي تغطي تكلفة المبيت بأحد الفنادق الأردنية حسب ذات المتحدث. مدير الموارد البشرية قال أن لقاء نُظم يوم الأربعاء الماضي، حضره المصور المذكور و معه ممثل العمال، كما صرح بوعبيد أن اعتراف "المتهم" بالتزوير، كاف لتجاوز أي قرار تأديبي أخذا بعين الاعتبار أقدمية العامل ووضعيته الاجتماعية. يشار أن الوقفة الاحتجاجية المنظمة بالقناة المتوسطية حضرها أزيد من خمسين عاملا بالمؤسسة، بينهم صحفيون (مقدمو برامج، رؤساء تحرير..) ومهندسو صوت و مصورون و تقنيون عاملون في تخصصات مختلفة.