تشير الكثير من المعطيات فإن قناة “ميدي آن تي في” تسير نحو تحقيق إخفاق آخر على مستوى المشاهدة. حيث أشار استطلاع للرأي أنجزته “ماروك متري” إلى أن القناة حققت نتائج هزيلة على مستوى نسبة المشاهدة لم تتجاوز الاثنين بالمائة، بعد نحو شهرين من إطلاق شبكتها البرامجية الجديدة. وفيما أشارت مصادر مطلعة، إلى أن الأرقام صدمت عباس عزوزي الرئيس المدير العام للقناة، وأصابته بالإحراج أمام من عولوا عليه لإنقاذ القناة، اعتبرت مصادر أخرى أن هذا الفشل يعزى بالأساس إلى سياسة المدير العام نفسه الذي اعتقد أن تغيير اسم وشكل القناة وإطلاق بعض البرامج، وكذا القيام بحملة إعلانية صرف عليها ملايين الدراهم، كفيل بالوصول إلى قلوب المشاهدين. وتشير نفس المصادر، إلى أن عزوزي، قام بتصريف فشل القناة هذا في بعض القرارات التي اتخذها مؤخرا حيث قام بطرد مديره التجاري واستقدام آخر فرنسي الجنسية، فيما يبدو أنها مقدمة لقرارات مماثلة ستكون في القادم من الأيام. وكانت بداية عباس عزوزي بالقناة غير موفقة، حيث أقدم بمجرد مجيئه على تسريح عدد من أجود الصحافيين خصوصا المغاربة منهم، وتوهم النجاح في فرنسيين لتحقيق إعلام القرب الذي بشر به الرأي العام خلال مؤتمر إطلاق القناة بالدار البيضاء. أكثر هؤلاء الأجانب حديثو العهد بالعمل التلفزيوني، بل إن غالبيتهم يجهلون خصوصيات المنطقة الاجتماعية والثقافية والسياسية، وهذا ما يبدو من خلال طريقة معالجة عدد من المواضيع أو من خلال البرامج الوثائقية المختارة، التي لا تعني المغاربة في شيء. وفي خضم كل هذا يجد مغاربة “ميدي آن تي في” أنفسهم مهمشين، إذ منهم من حسم أمره واختار الرحيل كرئيسة تحرير القسم الفرنسي سلوى الجعفري أو مختار العبدلاوي الذي ذهب مكرها إلى قناة الجزيرة، ومنهم من بقي مكرها أيضا يتجرع مرارة “الحكرة” التي اعتقد أن صفحتها طويت مع المدير السابق بيير كازالطا، حسب بعض المصادر من داخل القناة. وهو ما تؤكده معطيات “هسبريس” إذ ان هناك فوارق كبيرة في الأجور كما هو الحال مثلا بين الصحافي المغربي محمد بورويص الذي يتقاضى 6000 درهما مقابل 6000 دولار للصحافية الجزائرية جوهرة لكحل، ونفس المبلغ لمواطنتها ليلى بوزيدي. جدير بالذر، انه سبق لعباس عزوزي أن حسم أمره سلفا عندما صرح لجريدة “الصباح” بأنه لا يفكر في منافسة الجزيرة ولا العربية ولا فرانس 24