افتقدكم اخوتي .. رغم أنكم تملؤون العالم ضجيجا وصراخا ! أحقا أنكم ترددون عل موائدكم التي تملؤها الشكولا والفواكه والمعجنات والبسكويت «الشعب يريد ..»! أحقا .. مازالت لكم قدرة على الكلام ؟ أمازلتم تنتمون إلينا .. إلى لغتنا وصحرائنا ودمنا وكرامتنا ! ليتني ولدت في قطعة جغرافية بعيدة عنكم حتى أجد مليون سببا لصمتكم، وحتى تعترفوا بضعفكم .. أيها الأقوياء . افتقدت الأمن في بيتي رغم أني لم أفعل شيئا يستوجب كل هذا الركام من الخوف والهلع . لم أفعل شيئا يستوجب كل هذه السلاسل الممتدة من القدس إلى قلبي .. وجيش يحاصرني . أنتم القيد .. أنتم الحرية ! لم يعد بيننا إلا الفراغ .. كنت أحسبه بعض نسب وبعض انتماء . الآن فقط .. أصبح الحزن عليكم قضيتي الوحيدة،.. وإن أمطروني بالقنابل فالله يمطرني بالشهادة .. لا أستطيع أن أحتفل بالسنة الجديدة مثلكم .. ولا بالعيد مثلكم .. ولا بالأحد مثلكم .. ولا أن أتمتع بالبحر مثلكم .. ولا بالشمس والهواء والسماء مثلكم ..لأن السماء عندنا تمطر رصاصا، والشمس محجوبة بدخان الصواريخ، والهواء مسمم برائحة الخونة، والبحر اختلطت مياهه بدم الشهداء، .. شيء واحد أستطيعه الآن .. أن أكتب في الصفحة الأولى من تاريخكم أني ' افتقدتكم ... اخوتي' ! . كم أتألم .. لكن ألمي علمني كيف أصنع من الخراب وطنا. كم أتألم .. لكن ألمي علمني كيف أبني من الدموع إنسانا . كم أتألم .. لكن ألمي علمني أنه في روحي يسكن الوطن . ** أراهن بكل ما أملك من صفحات الشعر في قلبي الكبير، وبحق هذا الصمت الذي يتدفق من شراييننا الجائعة منها والخائفة، من المحيط إلى الخليج، أن هذا العالم رجل مسن في الصفر من عمره، فلماذا لا ندخله إلى دار العجزة أونحنطه كتمثال حجري في متحف من متاحفنا الرقمية الإفتراضية ؟! .. العالم صار لا إنسانا .. إلا قليلا ! [email protected] https://www.facebook.com/belhamriok