لم تمنع الأمطار التي تهاطلت صباح يوم أمس الأحد على مدينة الرباط، مئات المحتجين من المشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها المنظمة الديمقراطية للشغل، والتي اختارت لها شعار "سئمنا". المسيرة، التي ابتدأت بوقفة في ساحة باب الأحد وتابعتها عدة وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، ألقيت خلالها كلمات من طرف ممثلي التنسيقيات والمنظمات المشاركة في المسيرة، والتي ضمّت مختلف أطياف المجتمع، من الأطر العليا المعطلة، والممرضين، وعمال الإنعاش الوطني، وأساتذة محاربة الأمية والتعليم غير النظامي، والمهاجرين الأفارقة المقيمين في المغرب، ومستخدمي الجماعات المحلية، الذين قال ممثلهم إنهم سيخوضون ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل اعتصاما مفتوحا أمام مقر وزارة الداخلية والبرلمان، من أجل الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم. بعد انتهاء إلقاء كلمات ممثلي المشاركين، انطلقت المسيرة الاحتجاجية في اتجاه مقر البرلمان، وردّد خلالها المشاركون شعارات "نارية" في حق عبد الإله بنكيران وحكومته والبرلمان، من قبيل "بنكيران يمشي بحالو.. ما دار والو ما يدير والو"، قبل أن تمتدّ المطالبة برحيل عدد من وزراء الحكومة، حيث رفع المحتجّون شعار "ارحل" في حق كل الحسين الوردي، الحسن الداودي، مصطفى الخلفي ومصطفى الرميد. وعند الوصول إلى مقر البريد، توقف المشاركون في المسيرة وعادوا لرفع شعارات ضد بنكيران، وهتفوا: "الجماهير ثوري ثوري.. بنكيران ديكتاتوري"، اينتقلوا بعد ذلك إلى ترديد شعار: "الشعب يريد إسقاط الحكومة". البرلمان بدوره حظي بنصيب من الشعارات، حيث توقف المحتجون أمامه ورددوا شعار "الحكومة زيرو.. البرلمان زيرو.. بنكيران زيرو.."، تحت أعين رجال الشرطة والقوات المساعدة الذين كانوا مصطفين بجوار السياج الحديدي المحيط بحديقة البرلمان، حيث ظلوا يتابعون المسيرة دون أن يتململوا من أماكنهم. من جهة أخرى، عرفت المسيرة مشاركة عدد من المهاجرين الأفارقة المقيمين في المغرب، حيث حملوا لافتات مطلبية من قبيل "تخويل الحقوق للشغيلة الأجنبية القاطنة بالمغرب"، إضافة إلى لافتة كبيرة كتب عليها "لا للاستغلال"، ورددوا بدورهم شعارات بالفرنسية يطالبون من خلالها بالمساواة، من قبيل "Nous sommes tous des africains" .