في ختام حملة انتخابية رئاسية اتسمت بانتقادات لاذعة٬ يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الظفر بولاية ثانية لمدة أربع سنوات٬ داعيا الأمريكيين إلى "الاختيار يوم سادس نونبر الجاري٬ موعد الاقتراع الرئاسي٬ بين رؤيتين متعارضتين بالنسبة لأمريكا". وأكد الرئيس المنتهية ولايته٬ خلال مختلف الخطابات التي ألقاها نهاية هذا الأسبوع بالولايات المتأرجحة٬ "لقد كنا قبل أربع سنوات غارقين في حربين٬ وبلدنا تنهار تحت تأثير أسوأ أزمة اقتصادية عرفتها٬ لكننا تمكنا معا من الخروج منها"٬ مذكرا بأن "الحرب بالعراق انتهت٬ وأسامة بن لادن قضي عليه٬ والاقتصاد الأمريكي تمكن من خلق خمسة ملايين ونصف منصب شغل على الأقل"٬ منذ تنصيبه سنة 2009. وكان أوباما٬ قد أبرز خلال خطاب قبوله رسميا الترشح لولاية ثانية بشارلوت٬ خلال شتنبر الماضي٬ "عندما سيقال وسيتم كل شيء٬ سوف تواجهون خيارين على طرفي نقيض٬ وهو الأمر الذي لم يحصل منذ جيل"٬ مشيرا إلى أنه "سيتم اتخاذ قرارات هامة في واشنطن بشأن قضايا حيوية مثل التشغيل والاقتصاد والضرائب والعجز٬ وأيضا في الطاقة والتعليم والحرب والسلام". وأضاف أن مثل هذه القرارات سيكون لها "عظيم الأثر على حياة أطفالنا خلال العقود المقبلة (...) كما أن الخيار الذي سيتم القيام به يتجاوز قضية الفصل بين مرشحين٬ أو بين حزبين سياسيين٬ لأن الأمر يتعلق بالحسم بين مقاربتين مختلفتين بالنسبة لأمريكا". وقال أوباما .. "لا أريد أن أقول أن الطريق التي أقترح هي السريعة والسهلة"٬ مشيرا خلال مختلف خرجاته الانتخابية٬ إلى أنه انتخب لا لكي يدر الرماد في أعين الأمريكيين٬ ولكن ليقول لهم الحقيقة. "والحقيقة – يؤكد أوباما- هي أن البلاد في حاجة إلى بضع سنوات إضافية لمواجهة التحديات التي تراكمت خلال العقود الأخيرة". ودعا إلى تضافر الجهود في سياق يفرض تقاسم المسؤوليات والمشاركة في اتخاذ القرارات الجريئة٬ كما قام بذلك الرئيس فاركلين روزفلت لإخراج أمريكا من الأزمة الوحيدة الأكثر خطورة من هاته التي نعيشها اليوم". ويسعى أوباما من خلال حملته الانتخابية الحالية إلى إقناع الأمريكيين بضرورة انتخابه لولاية ثانية٬ من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي٬ الذي يعتبره "غير مكتمل"٬ خصوصا أمام معدل بطالة يصل إلى 7.9 %٬ وعجز مالي في حدود 16 تريليون دولار. ويؤكد المؤرخون بواشنطن أن أوباما٬ الذي طبع التاريخ بعد انتخابه سنة 2008، كأول رئيس أسود للولايات المتحدة٬ مدعو مرة أخرى إلى تفنيد الإحصائيات٬ التي تفيد بأنه لم ينجح أي رئيس منتهية ولايته في الظفر بولاية ثانية في ظل معدل بطالة في حدود 7.2%. وتمنح المهمة الرئاسية رؤية واضحة لأوباما٬ يفتقر إليها منافسه٬ إضافة إلى تغطية إعلامية تضمن له حضورا قويا ودائما في المشهد الإعلامي٬ وهو الامتياز الذي عادة ما تكون له كلمته عندما يتعلق الأمر بانتخابات رئاسية محتدمة٬ كما هو الحال بالنسبة لرئاسيات 2012. وأبرزت معظم استطلاعات الرأي الأخيرة تعادلا بين المرشحين إلى درجة أن الملاحظين لم يستبعدوا أن يظفر الفائز خلال هذه الاستحقاقات بغالبية أصوات الهيئة الناخبة٬ ويفشل في التصويت الشعبي٬ على غرار ما وقع سنة 2000. فبالنسبة لأوباما٬ فإنه سيكون مطالبا بعدم الوقوع في السيناريو الذي حصل لجيمي كارتر٬ الرئيس الديمقراطي الذي ظل في السلطة لولاية واحدة٬ أما رومني فسيسعى إلى السير على خطى رونالد ريغان٬ الذي حقق النصر سنة 1980 بعد الطفرة التي عرفها خلال استطلاعات الرأي التي أجريت في آخر نهاية أسبوع قبل يوم الاقتراع.