فارقت كريمة القادري الحياة قبيل عيد الأضحى.. ولم تتمكّن الأمّ من تمضيّة المناسبة مع أبنائها الثلاثة بعدما توفيت لتأثرها بحروق من الدرجة الثالثة طالت بدنها الذي أقدمت على حرقه، في ال9 من يوليوز الماضي، احتجاجا وسط مقر المنطقة الإقليمية لشرطة النّاظور. كريمة لم تجد غير هذا التعبير "الملتهب" للتعبير عن رفضها التعثرات التي طالت شكاية لها كانت بين أيدي الأمنيّين بشأن ادّعاءات تهمّ اعتداءات يمارسها بعلها عليها وأبنائها. أطفال المتوفّاة، وهو البالغون من العمر 16 و 8 و 4 سنوات، يتواجدون حاليا تحت رعاية الجيران الذين حاولوا مشاطرتهم، دون فلاح، أجواء عيد ليس ككل الأعياد بالنسبة لهم.. خصوصا بعدما أقدم الأب، بإيعاز من زوجته الجديدة وفقا لذات الجيران، على طرد ثلاثيّ البراءة صوب الشارع يوم عيد النحر.. في حين سبق للكبيرين منهم وأن انقطعا عن الدراسة بعيد المضار البدنية التي نالت من الأمّ. السيدة القادري أقدمت على حرق جسدها بفعل التعنيف المستمر الذي ذكرت تفاصيله ضمن الشكايات الموجّهة من طرفها صوب الدائرة الثانية لشرطة النّاظور.. وتورد ضمن ذات الوثائق المتوالية أنّ ما طالها من إيذاء جاء من رفضها التخلي لبعلها عمّا لها من نصيب ببيت الاستقرار الزوجي الذي ساهمت في بنائه.. كما تعرض أيضا للأذى الذي نال منها حتّى توافق لذات رب الأسرة بزيجة ثانية. ومنذ تاريخ "حرق الذات"، الذي يعود إلى ما قبل 3 أشهر ونصف واقترف بصبّ "الدّيليُونْ" قبل إشعال النّار، طالت كريمة تدخلات أطباء مستشفيات النّأظور ومكناس والدّار البيضاء، بمساهمات مالية ومعنوية لجمعويّين من المنطقة.. كل ذلك دون أن تتحرّك شكاياتها من مقر الدّائرة الثانية للشرطة رغما عمّا صار. مستجدّ إضافي برز ضمن الملف حين تحرك نشطاء من المجتمع المدني، يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، لحمل أرمل كريمة القادري على توقيع التزام، بمداومة شرطة النّاظور، يهم التكفل بالطفل البالغ ربيعه الخامس.. وأتى ذلك حين رصد وضعه بيت الأسرة للبيع.. في حين تمّ تكليف محام بالتدابير القضائية القادرة على منع التصرف في ذات العقار إلى حين بلوغ الأطفال السنّ القانونية التي تضمن لهم الحق في التعاطي مع ميراثهم.