تجدد الجدل بخصوص "الفتوى" التي سبق أن أدلى بها الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وتهم جواز مضاجعة الزوج لزوجته المتوفاة حالا، وذلك بعد أن فنّد أخيرا الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لوجدة هذه الفتوى في برنامجه الذي يقدمه كل أسبوع في القناة التلفزية الثانية. وقال بنحمزة، جوابا على سؤال لأحد المشاهدين في الحلقة الماضية من برنامج "دين ودنيا"، إن الموت يقطع كل العلاقات بين الأشخاص، وحين يموت الشخص ذكرا أو أنثى تنتهي حالا العلاقة الزوجية، وتبقى حقوق الميت مثل استيفاء حقوق المال من قبيل الديون، والوصايا وحق التجهيز والكفن. واستدل بنحمزة على انقطاع العلاقة الزوجية بوفاة الزوجة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "اذكروا هادم اللذات"، باعتبار أن "الموت يهدم لذات الحياة، وبالتالي ليس للزوج الذي توفيت زوجته إلا أن يترحم عليها ويعمل على تجهيزها وإعطائها الحقوق الشرعية التي تلي وفاتها مثل تجهيزها وحسن دفنها ونقلها إلى قبرها لينتهي كل شيء بتلك الوفاة"، بحسب تعبير عالم الدين المغربي. ورد الشيخ عبد الباري الزمزمي، في تصريحات هاتفية خصَّ بها هسبريس، على فتوى بنحمزة بالقول إن العلاقة الزوجية تستمر بين الزوجين حتى بعد وفاة الزوجة، لافتا إلى أنه رغم ذلك لا يزكي ولا يبارك إتيان الزوج لزوجته المتوفاة لأنه عمل منبوذ وممقوت عند كل ذي ذوق سليم ونفس أبية"، وفق قول الزمزمي. وتابع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن فتوى عدم انقطاع العلاقة الزوجية بين الزوجين حتى بعد وفاة الزوجة تستند إلى نصوص شرعية، منها الآية القرآنية التي تدل على أن المرأة بعد موتها تبقى زوجة لزوجها "إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون"، وأيضا قوله تعالى "الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون"، علاوة على قول الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة: "لو مُتِّ قبلي لغسلتك وصليتُ عليك"، والمقصود هنا بأن الزوج حق له الكشف عن جسد زوجته ليغسله بعد الوفاة، ما يعني امتداد العلاقة بين الطرفين. وزاد الفقيه بأن الحق في الإرث أيضا دليل آخر على امتداد العلاقة الزوجية، ليخلص إلى كون العلاقة الزوجية تمتد بعد الموت حتى يستقر الزوجان في الجنة، إلا في حالة واحدة وهي عندما تتزوج المرأة بعد وفاة زوجها. وبخصوص استدلال الدكتور بنحمزة على انتفاء أية علاقة زوجية بين الزوج وزوجته المُتوفاة بحديث الرسول الكريم "اذكروا هادم اللذات"، أي أن الموت يهدم كل لذة، أفاد الزمزمي بأن استدلال بنحمزة ليس في محله ويفتقد إلى الصواب، باعتبار أنه ليست كل علاقة زوجية قائمة بالضرورة على اللذة، قبل أن يردف المتحدث بأنه مثلا في حالة المرأة المريضة مرضا مزمنا تكون العلاقة الزوجية مفتقدة لعنصر اللذة، لكن ذلك لا يعني أبدا انقطاع العلاقة الزوجية بين الطرفين.