أرجأت محكمة مدينة "بيرغامو"، شمال إيطاليا، البث في حفظ القضية التي يتابع فيها أحد المهاجرين المغاربة بتهمة جريمة قتل بناء على ترجمة خاطئة لإحدى مكالماته الهاتفية، إلى نهاية شهر أبريل القادم. وبالرغم من أن حفظ القضية، التي يُتابع فيها المهاجر المغربي "محمد فكري" البالغ 25 سنة، كان يبدو عشية اكتشاف الخطأ الذي وقع فيه المحققون نتيجة ترجمة خاطئة أنه مجرد إجراءات قانونية، إلا أنه وبعد حوالي سنتين من الواقعة، وللمرة الثالثة على التوالي، ترجئ المحكمة البث في القضية بداعي أخذ مزيد من الوقت وتكليف ثلاثة مترجمين بإعادة ترجمة المكالمة الهاتفية موضوع المُتابعة. ويؤكد المترجمون أن المكالمة الهاتفية التي يدّعي المحققون أنها تورط المهاجر المغربي في جريمة اغتيال القاصر الإيطالية التي عثر على جثتها بعد ثلاثة أشهر على اختفائها، تخلو من أي اعتراف أو حتى إشارة إلى موضوع الجريمة، حيث ادعى المحققون ضمن محاضرهم أن "فكري" قد يكون قال بالدارجة المغربي: "ياربي تسمح لي انا لم أقتلها"، وهو الدعاء الذي "يشير إلى أن الأمر مجرد دعاء بسيط ، كرره أثناء اتصاله باحد الأشخاص ليطالبه بدين له لديه"، حسب ما أكده المهاجر المغربي للقناة العمومية "راي3". وأضاف المتهم المغربي لذات القناة الإيطالية، أن دعاءه بالدارجة المغربية يعني بما مفاده بالعامية المغربية: "ياربي تسهل علينا"، مستغربا كيف يمكن أن يتم تقويله ما لم يقله بهذه الطريقة، مادام ان التسجيلات واضحة. وكان المحققون في قضية إحدى القاصرات بنواحي مدينة "بيرغامو" التي اختفت ليلة 26 نوفمبر 2010 قد وضعوا المهاجر المغربي "فكري" تحت المراقبة المستمرة لتواجده من أجل العمل بالقرب من المكان الذي يعتقد المحققون أن القاصر اختفت فيه. وبتاريخ 4 دجنبر من نفس السنة، تم إيقافه في عرض البحر في طريقه إلى المغرب بناء على مكالمة هاتفية له م التنصت عليها، ادعى المحققون أنها تكون دليل إدانة ضده في جريمة قتل القاصر الإيطالية، وأن سفره إلى المغرب قد يكون محاولة منه للفرار من يد العدالة. غير أن فرضيات المحققين، تم نسفها من طرف النائب العام بعد ثلاثة ايام من اعتقال "فكري"، بعد أن تبيّن له أن المكالمة الهاتفية للمتهم قد تم ترجمتها بشكل خاطئ، وأن سفر المتهم إلى المغرب كان مرتبا له سلفا منذ مدة بشهادة مشغله الإيطالي الذي كان برفقته ليلة اختفاء القاصر التي قتلت. وعلى إثر هذه المعطيات، تم إطلاق سراح المهاجر المغربي في الحال وسط انتقاد وسائل الإعلام للمحققين على خطئهم الجسيم الذي كانت ستكون له عواقب وخيمة على الجالية المغربية بإيطاليا، حيث عمدت العديد من التصريحات والكتابات العنصرية للنيل من أفرادها طيلة مدة التحقيقات مع المُتهم المغربي. وليست المرة الأولى التي يذهب فيها مهاجرون مغاربة ضحية ترجمات خاطئة لمكالماتهم الهاتفية، خصوصا فيما يتعلق بما يسمى بقضايا "الإرهاب" حيث تم تقديم مهاجرين مغربيين بنواحي مدينة ميلانو نهاية 2008 ، إلى المحاكمة بتهمة التخطيط للقيام بأعمال "إرهابية" تبين بعد حوالي ثلاثة سنوات من المحاكمة أن الأمر يتعلق ب "ثرثرة زائدة" فقط، ليتم إخلاء سبيلهما وإن كان قد تم طردهما نحو المغرب بناء على أمر من وزير الداخلية.