يواصل الدكتور فريد الأنصاري (الصورة) الكتابة النقدية والتصحيحية لمشروع الحركة الإسلامية المعاصرة عامة والحركة الإسلامية المغربية على وجه الخصوص ،فعن منشورات رسالة القرآن أصدر " االأنصاري" كتابا جديد بعنوان " الفطرية : بعثة التجددي المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام". و قد أشار الكاتب في مقدمة الكتاب إلى أن موضوع الكتاب هو " عبارة عن رؤية متواضعة في فقه الدعوة الإسلامية ، تتضمن تاصيلات نظرية و تطبيقية " كما أنه في ذات السياق يبين أزمة العمل الإسلامي و التي حددها في تصوره و منهاجه ! و أضاف "إن للقاموس الاصطلاحي و الجهاز المفهومي الذي يشتغل به – العمل الإسلامي - لدلالة على طبيعة تلك الأزمة " و دلل على ما ادعاه بمصطلح "الحركة" الذي وصفه بأنه يحمل خلفيات غير إسلامية مما انعكس ذلك على توجهات التنظيمات الإسلامية و ميزان أولوياتها على حد قوله . وقد انتقد " الأنصاري " الحركة الإسلامية التي لم تع بعد مشكلة الأمة الإسلامية و المتمثلة في نظره ، بأن الامة لم تعد تبالي بمصدر قوتها الحقيقية ، و لا تثق فيما عندها من أدوية بصيدلية الدين ! و لا هي بعد ذلك تثق حتى بنفسها ! مما أكسبها هزيمة نفسية ألقت بها في أحصان العدو مزقا من الأشلاء و الأجزاء ! "" وقد تساءل الأنصاري انطلاقا من هذا التشخيص بقوله " ألم يئن الأوان بعد للمراجعة ، و المساءلة لحركات العمل الإسلامي هنا و هناك ؟ إلى متى ونحن متشبتون بخطط الغرب واخترقها أكثر من سبعين مرة ؟ حتى أتت عولمة النظام العالمي الجديد على آخر ما بقي منها ! فلم يعد لها غير عجيج المظاهرات ، وصراخ المهاترات ؟! إلى ممتى و نحن متشبثون – أحزابا و تنظيمات – بوهم " إننا قادمون "!" وبمنهجه التصحيح الذي يتأسس على المنهجية الاصطلاحية من داخل بنية النص الشرعي يقدم الأنصاري أطروحة الكتاب بقوله " إنما فطرة العمل الإسلامي " الدعوة " لفظ قرآني أصيل ، لا " الحركة " و بين هذا و ذاك فرق كبير ! فمصطلح " الدعوة " لفظ قرآني أصيل و مصطلح الحركة لفظ سياسي دخيل " ويأتي كتاب "الفطرية " بعد كتاب الأخطاء الستة للحركة الإسلامية المغربية- انحراف استصنامي في التصور و الممارسة – و الذي اشتهر بين المتتبعين " بالعقارب الخضراء " وسبب اشتهار هذه التسمية يرجع إلى صورة الغلاف التي اختير لها صورة عقرب خضراء . كما أن هذا الكتاب أثار ردودا كثيرة سواء في الصحافة المكتوبة أو على شبكة الإنترنيت ، وقد كان من أول المبادرين للرد على " الأنصاري" الدكتور أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد و الإصلاح وقد مهد رده بتصريح للتجديد وصف فيه الكتاب بأن به " أغاليط و مغالطات " ثم استرسل في الرد عبر حلقات نشرت في " التجديد " ، كما رد على الأنصاري أستاذ الدراسات الإسلامية عبد العالي مسؤول و هو عضو في جماعة العدل و الإحسان و قد نشر الرد في موقع الشهاب الإلكتروني ، هذا الأخير الذي احتضن النقاش وساهم في نشر الكتاب على أوسع نطاق . وكان المتتبعون ينتظرون تعقيبات الأنصاري على ماقيل في حقه فخص " المساء " بتعقيب مطول على ردود الريسوني . ويذكر أن الدكتور فريد الأنصاري قد انتقل إلى أحد مصحات اسطنبول بتركيا للتداوي من مرض عضال ألم به مند مدة ، وقد زاره في زيارة خاصة لتركيا حسب جريدة التجديد رئيس حركة التوحيد و الإصلاح المهندس محمد الحمداوي و نائبه الأستاذ مولاي عمر بن حماد يوم الجمعة الثاني من ماي