جابَ مئات المعطلين صباح اليوم الخميس عددا من شوارع العاصمة الرباط، رافعين شعارات تطالب بإدماجهم الفوريّ في الوظيفة العمومية، وأخرى "يشكون" من خلالها من أوضاعهم الاجتماعية، من قبيل: "أولاد الشعب معطلون.. أولاد الشعب مقهورون"، قبل أن يخصصوا شعارات خاصة لبنكيران حيث هتفوا: "بنكيران يا بهلوان، الشعب المغربي لا يهان". شعارات المعطلين لم تتوقف في هجومها على حكومة بنكيران عند هذا الحد، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما رفعوا شعار: "الشعب يريد إسقاط الحكومة". مسيرة صباح اليوم، سبقتها مسيرة أخرى يوم أمس الأربعاء، انطلقت من ساحة البريد في اتجاه البرلمان، وكان المعطلون المحتجون ينوون استكمال مسيرتهم نحو الولاية، غير أن تدخلا أمنيا عنيفا، حسب ما صرح به سمير المومني، عن "مجموعة الوحدة للأطر العليا المعطلة"، في لقاء مع "هسبريس"، حال دون ذلك، حيث تعرض أحد المعطلين لإصابة بليغة في الصدر، حسب نفس المتحدث دائما. ويقول المومني إن الهدف من هذه المسيرات الاحتجاجية التي تحضرها أطر عليا معطلة من مختلف جهات المملكة، ومن مدن بعيدة، مثل العيون ووجدة وزاكورة وتطوان.. هو الضغط على الحكومة أكثر، من أجل حثها على الإسراع في إيجاد حل لقضية الأطر العليا المعطلة، والمتمثل في إدماجهم الفوري في الوظيفة العمومية، قبل أن يضيف أحد الأطر بأنهم لا يعارضون اجتياز مرحلة تكوين، لكن بشروط، منها أن تقدم لهم الحكومة منحا مالية لأنّ أغلب المعطلين يعيشون في فقر مذقع، "في هذه الحالة، نحن لسنا ضدّ التكوين، ولو اقتضى الأمر أن يمتدّ لستة أشهر أو سنة كاملة". يقول المتحدث. وإضافة إلى هذا الشرط، يضيف المومني شرطا آخر، وهو أن يكون التكوين الذي سيجتازه الطلبة منحصرا في تخصصاتهم، مضيفا أن الأطر العليا المعطلة ستستمر في ابتكار وسائل احتجاج جديدة، حسب ما تمليه الظروف، وأنهم سيفاجؤون الحكومة بمعارك لم تكن في حسبانها. وحول نوعية هذه الأساليب، قال أحد المعطلين بأنهم سينهجون خططا عملية ميدانية، تتمثل في استمرار الاحتجاجات، وفتح ملف قضيتهم على جميع الجبهات الحقوقية، ورفع الملف إلى القضاء إذا اقتضى الحال، مشيرا إلى أنهم اتصلوا بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، التي تعرض مقرها للإغلاق بسبب تضامن الجمعية معهم. وحول رؤيتهم للطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع المعطلين، قال رئيس لجنة الإعلام بمجموعة الوحدة للأطر العليا المعطلة، بأن حكومة بنكيران تعاني من ارتجالية في التسيير، وليست لها خطة واضحة من أجل التعامل مع ملف المعطلين، لأن جهات أخرى هي التي تنفذ القرارات وليس حكومة بنكيران، ضاربا المثل بقضية تشغيل مجموعة من الطلبة الصحراويين، رغم أن بنكيران كان قد صرح بأن الدولة أغلقت باب الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، وهي الخطوة التي وصفها أحد المعطلين بأنها ستزرع "الفتنة" بين أبناء الجنوب ونظرائهم في باقي مناطق المملكة.