خلف إقدام المعتقلَين الإسلاميين السابقين، نورالدين الغرباوي وإبراهيم بروك، على عقد "لقاء عابر" في الهواء الطلق مع المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، أثناء حضوره مراسيم دفن المستشار الملكي مصطفى الساهل، بمقبرة الشهداء، جدلا إعلاميا مثيرا بعد أن كانت هسبريس أوّل المتطرقين إليه، فيما يرى الغرباوي وبروك أن المبادرة "شخصية ولاقت استحسانا واسعا في صفوف السلفيين". ويحكي نور الدين الغرباوي، المعتقل الإسلامي السابق لمدة 10 سنوات ب "تهمة الإرهاب"، في تصريح لهسبريس، أنه كان متوجها أول أمس رفقة إبراهيم بروك إلى مقر المجلس الوطني لحقوق الانسان بالرباط من أجل متابعة ملفهما المتعلق بالرد على تقرير سابق لوزير العدل، الراحل محمد بوزوبع، المُقِرّ بتعرضهما للتعذيب.. "ذهبنا لنصلي داخل مسجد الشهداء.. حيث صليت بالقرب من الأمير مولاي رشيد والشرقي اضريس وآخرين.. وعرفت بعدها أن الأمر يتعلق بجنازة المستشار الملكي مصطفى الساهل" يزيد الغرباوي. ذات المتحدّث الذي شارك في مراسيم الدفن مع بروك قال إنه لمح فؤاد عالي الهمة في المقبرة، ثم ذهبا ليسلما عليه ليشرع الغرباوي في تحديثه عن معاناة المعتقلين السلفيين بالسجون، "أخبرته بأنه على علم بالمظلومين في السجون، وأني كنت أود لقاءه لما كنت معتقلا بسجن تولال.. ورد علي بأننا في جنازة ويجب أن نعقد جلسة لحل المشاكل" يضيف الغرباوي الذي أردف أن تصرف عالي الهمة "كان طيبا"، "طلب منّي الوقوف بباب المقبرة من أجل إيفائي برقم هاتفه الشخصي، وهذا ما تم بالفعل، حيث سلمني رقمه على أن أتصل به للاتفاق على موعد محدد لدراسة ملف المعتقلين المفرج عنهم وباقي القابعين داخل السجون" يقول الغرباوي. أما إبراهيم بروك، المعتقل الإسلامي السابق الذي طالته ذات التهمة والذي حرم من حريته لمدة 8 سنوات، قال إن أحد صحافيي "جريدة ورقية معروفة" قد أخذ "فكرة مغلوطة" عن اللقاء، وأضاف: "سألنا الصحافي عن حيثيات لقاءنا بالهمة، لكننا أجبناه بطريقة غامضة ظنا منا أنه من رجال الأمن، وكان ذلك بعبارة: جينا نْدْبّْرُو على راسنا ونْحلُّو مشاكلنا، في حين كان اللقاء عفويا وغير مدبر له". ونفى ذات المتحدث أن يكون لقاء عالي الهمة قد أحدث انقساما داخل الصف السلفي، موردا أن تلقيه تم ب "استحسان جل المعتقلين السلفيين داخل السجون ومباركة بعض الشيوخ كحسن الكتاني وعمر الحدوشي وهشام صابر.."، فيما اعتبر الهدف من تلك الخطوة هو "دق الباب الكبير وتقريب ملف المعتقلين السفليين من الملك.. نريد أن نتكلم عن معاناتنا ونوصلها إلى المعنيين، فلازلنا نعاني من تبعات ما يسمى بالإرهاب الذين نحن براء منه". وفي السياق ذاته، قال محمد أبو أيمن، نائب رئيس اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ضمن تصريح لهسبريس، إن لقاء المعتقلَين المذكورَين جاء "قَدَراً وليس بتنسيق مسبق مع اللجنة"، مضيفا أنه لم يُعرَض على اللجنة أي مشروع أو دعوة للقاء المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة أو غيره بشأن ملف المعتقلين السلفيين، "ورغم ذلك فأي مبادرة تخدم هذا الملف فمرحبا بها.." يقول أبو أيمن.