انطلقت أمس الخميس فعاليات الندوة التكوينية "فعل" المنظمة من طرف منظمة الشفافية الدولية (تراسبرانسي) بمدينة المحمدية، وهو النشاط الذي يعرف مشاركة أزيد من 30 شابا من أربعة دول: المغرب وفلسطين واليمن ومصر، ويهدف إلى تبني مقاربة شبابية إقليمية تتبنى مكافحة الفساد. ويعتبر هذا اللقاء الإقليمي هو الأول من نوعه في المنطقة العربية الذي يهدف إلى التعريف بالفساد ومحاولة زيادة الوعي حول خطره على المجتمعات العربية، وقد شهد اليوم الأول تقديم مجموعة من المقترحات في هذا الصدد كالمطالبة بوضع حد لاقتصاد الريع، وكذلك إطلاع الرأي العام على ميزانيات الأحزاب ومصادر تمويلها، ثم إنجاز خريطة إلكترونية لرصد حالات الفساد بالدول المعنية، إضافة للمطالبة برفع أجور الموظفين الصغار بدل الاقتصار على الرشوة كحل لمشكلة الأجور. وفي هذا الصدد، يؤكد علي الصدقي عضو المجلس الوطني لفرع تراسبرانسي المغرب، أن الهدف من هذا اللقاء يكمن في حث المدونين والناشطين في مجال الإعلام الاجتماعي على التشبع بقيم المسؤولية والشفافية، خاصة وأن المجال الرقمي يتوفر على قدرة كبيرة على تحريك المجتمعات، في إشارة منه للربيع العربي الذي هو مجموعة من البلدان في المنطقة، مضيفا أن غياب الديمقراطية في العالم العربي يشكل حافزا قويا لمنظمة الشفافية الدولية قصد بناء جسور مع الشباب العربي ممن يعول عليه لبناء واقع جديد من الحرية والمساواة والنزاهة، متحدثا في الآن ذاته عن أن اختيار منظمة الشفافية الدولية للمغرب من أجل تنظيم هذا المؤتمر يعتبر تثمينا لجهود الفرع المغربي الذي سبق له أن قام بمجموعة من الأنشطة التي تصب في ذات الاتجاه. وستتعدد أشغال الندوة التكوينية بين مجموعة من الورشات في مجموعة من المجالات كأخلاقيات التدوين، واستخدام الأفلام القصيرة والوثائقية في مكافحة الفساد، وتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي من أجل مكافحة الفساد، وستستمر حتى مساء الأحد السابع من أكتوبر. وجدير بالذكر، أن منظمة تراسبرانسي سبق لها في آخر تقرير سنوي تنجزه عن مؤشر إدراك الفساد، أن صنفت المغرب في الرتبة ال80 من أصل 183 دولة حيث حصل على نقطة 3,4 على 10 وهي رتبة غير مشرفة خاصة وأن المغرب لم يحقق أي تطور في تقارير هذه المنظمة على مدار السنوات الأخيرة الماضية، كما سبق لذات المنظمة أن انتقدت تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، التي تحدث فيها لقناة الجزيرة عن نيته العفو عن الفاسدين بالمغرب.