أشاد مدرب نادي السد القطري الحسين عموتة بتعيين الجامعة المغربية لكرة القدم لرشيد الطاوسي ناخبا وطنيا، داعيا الجميع لمؤازرته في مهمته الجديدة. ورأى المدرب المغربي أن مهمة الطاوسي لن تكون سهلة، بالتالي لا يجب محاسبته على النتائج الآنية، بل على المدى المتوسط أو الطويل. وشدد مدرب السد القطري على أن مشكلة المنظومة الكروية لا تنحصر في المدرب، بل في غياب العديد من المعايير التي تضمن الانضباط والاستقرار للمنتخب المغربي، ملقيا بالمسؤولية فيما آل إليه الفريق الوطني على الجميع من تقنيين وإعلاميين ومسؤولين بالجامعة. كيف تلقيت خبر تعيين رشيد الطاوسي ناخبا وطنيا؟ أولا، الشيء الإيجابي هو أن نتوفر على إطار وطني مغربي، فمنح الثقة للإطار الوطني شيء يشرف جميع المغاربة ويشرفنا كمدربين بصفة خاصة، سواء كان الطاوسي أو مدربا آخر من المدربين الأربعة المقترحين، والذين بالمناسبة تجمعني علاقة جيدة معهم جميعا ودائما ما أساندهم. الآن نحن أيضا مطالبين بمساندة رشيد الطاوسي، ويجب على الجميع أن يقف بجانبه لأن ذلك سيصب في مصلحة المنتخب الذي يعد أهم من أي مصالح ثانوية من قبيل تفضيل مدرب على حساب مدرب آخر. ما يهم هو نجاح الإطار الوطني الذي يعني نجاحنا جميعا. أفهم من كلامك أنك كنت تفضل تعيين مدرب آخر؟ لا، بتاتا. برأيي، الجامعة المغربية هي الوحيدة التي من حقها أن تختار المدرب، على اعتبار أنها ملمة بظروف المنتخب، وتماشيا مع برامجها ومع النقاشات التي جمعتها بالمدربين الأربعة. وأعتقد أن الجامعة تتوفر على أشخاص رفيعي المستوى لهم دراية بالتدبير الرياضي والمعايير اللازمة لاختيار المدرب المناسب لهذه المرحلة. هناك من انتقد ترشيح الجامعة لأربعة أسماء فقط، حيث تم اقتراح اسم لحسين عموتة كمرشح محتمل أيضا لقيادة المنتخب.. أولا، لحسين عموتة غير متواجد في المغرب. صحيح أنني حققت نتائج طيبة مع كل من نادي الفتح والاتحاد الزموري للخميسات، لكني مرتبط بعقد لمدة ثلاث سنوات مع نادي السد القطري، بالتالي من الصعوبة أن أتخلى عن منصبي، لأن ما يربطني بالسد عقد معنوي أكثر من كونه عقدا على الورق، نظرا لأني أحترم هذا النادي الذي كنت لاعبا في صفوفه في الماضي. هذا بالإضافة إلى العلاقة الطيبة التي تجمعني بمسؤولي وجماهير السد، بالتالي فلا يمكنني أن أتخلى عنهم. أما فيما يتعلق بعدم ترشيح الجامعة لاسمي، فهذا لا يهم بقدر ما يهم أن الاختيار وقع في نهاية المطاف على إطار وطني. أعتقد أنني ما زلت شابا وأمامي متسع من الوقت حتى أصل إلى ذلك المنصب. برأيك، الطاوسي قادر على تخطي عقبة الموزمبيق؟ للأسف، وصلنا لمرحلة بدأنا نحسب فيها ألف حساب لمنتخبات بهذا الحجم. أنا كنت دائما أقول أن مشكلة المنتخب الوطني لا تكمن في المدرب، ولكن هناك أخطاء في العمق. بمعنى يجب وضع معايير لاختيار اللاعبين الذي يدافعون على القميص الوطني وعن سمعة المغرب. هذه المعايير ليست تقنية فقط، بل تتعلق بالالتزام والتفاني في الدفاع عن الوطن وانعدام وضع شروط من قبل اللاعب للالتحاق بالمنتخب. باعتقادي هذه هي الأشياء التي ستساعدنا على بناء منتخب قوي. البعض تحدث عن تقديم الجامعة هدية مسمومة للطاوسي، بهدف إحراج الإطار الوطني وإثبات عدم كفاءته؟ الظروف التي تسلم فيها الطاوسي زمام المنتخب صعبة، ونحن كمتتبعين سواء تقنيين أو إعلاميين أو مسؤولين في الجامعة نعلم أن المهمة لن تكون سهلة. بالتالي أظن أن أي إطار وطني كلف بإدارة دفة المنتخب لا يجب أن يحاسب على النتائج الآنية، بل على المدى المتوسط أو البعيد حسب الاتفاق الذي أبرم ما بينه وبين الجامعة. ألا تعتقد أن الجامعة تتحمل جزء من المسؤولية في هذا الوضع المزري الذي آل إليه المنتخب؟ - - باعتقادي، كلنا مسؤولون، كتقنيين وكإعلاميين وكمسيرين وكلاعبين. هذا بالإضافة إلى بعض الخلافات بين المدربين المغاربة، وتشكيلهم معسكرات تهاجم بعضها البعض. عدا عن غياب ميثاق يضمن حقوق المدرب المادية والمعنوية، كل هذه عوامل تخلق تخبطا في الوسط الكروي وتلقي بالمسؤولية على عاتق الجميع. أما فيما يتعلق بالإعلام، فنجد في بعض الأحيان إعلاميين يدافعون عن لاعب لا يلتزم حتى بالدفاع عن القميص الوطني. برأيك ما هي التدابير اللازمة حتى تعود الروح للمنتخب الوطني؟ كما سبق وقلت يجب توفر معايير محددة. مثل ماذا؟ على سبيل المثال، نسمع أن بعض اللاعبين يختارون المقابلات التي سيخوضونها مع المنتخب، ويشترطون اللعب أساسيا، كل هذه الأشياء يجب أن يتخلص منها المنتخب... أنت تلقي بالمسؤولية على اللاعبين فقط؟ لا، لكن هناك مدربين، وصحافيين وإداريين يساعدون في حدوث مثل هذه الأشياء. لهذا أرى أنه يجب تحديد هذه المعايير من قبل التقنيين وبمساعدة مسؤولي الجامعة. فكرة القدم لا تلعب بالمردود التقني فقط، فحتى إذا أقحمنا أفضل 11 لاعبا مغربيا، لن نضمن نتائج طيبة وهذا شيء معروف ويدركه جميع المدربين والإعلاميين في المغرب. ألا ترى أنه حان الوقت للاعتماد على اللاعب المحلي، خصوصا بعد إحراز المنتخب المحلي لكأس العرب الأخيرة؟ ليس فقط كأس العرب، حتى مقابلة كوت ديفوار، فقد أتى هدف التعادل من حمزة بورزوق بتمريرة من الصالحي وهما لاعبان محليان. والجميع لاحظ المردود الطيب الذي قدمه اللاعبون المحليون خلال هذه المباراة. أنا لست ضد اللاعب المحلي ولا المحترف، أهم شيء أن توضع ضوابط لانضمام أي لاعب، أي عندما تتوفر جميع الشروط في أي لاعب كان فمرحبا به داخل المنتخب، بعد ذلك يحين وقت فحص المهارات والتقنيات. أهم شيء أن يتحلى اللاعب بالانضباط والتفاني في الدفاع على القميص الوطني.