أكد الحسين عموتة، مدرب فريق الفتح الرياضي وأحد أعضاء الطاقم التقني المشرف على المنتخب المغربي لكرة القدم أنه لم يكن يتوقع أن ينهي المنتخب مسيرته في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى بطولتي العالم في جنوب إفريقيا وبطولة أمم إفريقيا في أنغولا، مضيفا أنه وبمعية زملائه قدموا كل ما لديهم من مجهودات كي يصححوا مسار المنتخب، لكن جهودهم تلك اصطدمت ببعض المعيقات وبعض المشاكل التي أفشلت المهمة. وأوضح عموتة أن المدربين الأربعة كانوا يدركون صعوبة المهمة التي تنتظرهم قبل تحملهم المسؤولية في ذلك الظرف الصعب والحاسم، لكنهم لم يترددوا لحظة في تلبية نداء الوطن، لكنهم فوجئوا بوجود «معاول للهدم» بعثرت كل خططهم، لتكون المحصلة، كما تابعها الجميع خلال مباراتي الغابون والكامرون، منتخبا مهزوزا وغير قادر على الصمود وعلى المقاومة. واعتبر عموتة أن النقطة الأخرى التي شجعته وزملاءه على تحمل المسؤولية هو البرنامج الإصلاحي الشامل، الذي قرر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اتباعه خلال فترة ما بعد الإقصائيات، والذي من خلاله سيفتح مشروعا تقنيا كبيرا ضمن استراتيجية البناء السليم لكرة القدم المغربية، وعدم تركها هكذا بدون تصورات قبلية قادرة على رسم معالمها ورصد أهدافها المستقبلية. مبينا أن هذا البرنامج الإصلاحي سيمكن المغرب من وضع قاطرته على السكة الصحيحة، والتطلع بالتالي إلى منتوج خاص باللاعبين كما يريد هو لا كما تريد الفرق الأوروبية، التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى مزود أساسي للمنتخبات الوطنية باللاعبين، علما أن طبيعة المتابع والمتفرج المغربي تتفاعل مع نوع خاص من الأداء الذي يرضي غروره، وهو أمر لا يمكن توفره دائما من خلال نوعية اللاعبين الذين يتكونون في المدارس الأوروبية التي تضع هي الأخرى مناهج خاصة بها ومعايير قد لا تتوافق دائما مع المتطلبات المغربية. وشدد عموتة على ضرورة عدم إعطاء الإقصاء أكثر من حجمه حتى لا تتأثر فرص البناء المستقبلي التي تتبعها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مشيرا إلى أن الجميع وقف على إفلاس نظرية اللاعب الجاهز، خصوصا أن المسابقات الإفريقية تتطلب نوعا خاصا من اللاعبين، مبينا أن التكوين والتأطير هما الأساس لتخريج أجيال من اللاعبين القادرين على ضمان فرص المنتخبات المغربية في الظهور بوجه لافت، على اعتبار أن مشكل المنتخب الأول هو نتاج طبيعي لضعف منتخبات الشباب والفتيان والصغار، ما يستدعي تدخلا عاجلا لوضع حد لهذا المشكل على مستوى القاعدة. من ناحية أخرى، وبخصوص فقدان فريقه للقب كأس العرش في اللحظات الأخيرة من المباراة التي جمعته بفريق الجيش الملكي، قال عموتة إن تصديق الأمر كان صعبا للغاية، خصوصا أن جميع من تابع المباراة بمن فيهم جماهير الجيش الملكي أدركوا أن فريق الفتح هو الأقرب إلى تحقيق نتيجة الانتصار، سواء من خلال تنظيمه الدفاعي الجيد أو من خلال سيطرته على مفاتيح اللعب، حيث قام بمجموعة من الهجمات المرتدة والسريعة التي كان من خلالها قاب قوسين أو أدنى من تسجيل هدف التأكيد، لكن الأمور سارت عكس ذلك، مضيفا أنه راض عن أداء لاعبيه وعلى الروح العالية التي خاضوا بها المباراة، والتي تنم على أنهم بلغوا درجة من النضج تجعلهم قادرين على تحويل رؤية إدارة الفريق في تكوين فريق نموذجي في المستقبل القريب واقعا قريب التحقق، مشيرا إلى أن فريق الجيش الملكي ليس بالخصم الهين أو السهل، خصوصا أنه استفاد خلال المباراة من تشجيعات جماهيره الغفيرة. أما على مستوى الدوري فقد أكد عموتة أن الفريق بدأ يستعيد عافيته بعد البداية غير الموفقة التي بصم عليها، مبينا أنه سيعمل على تحقيق نتائج طيبة خلال المباريات المقبلة لخوض ما تبقى من الدوري بارتياح كبير وكذا لرفع الضغط عن لاعبيه حتى يظهروا مستواهم الحقيقي.