اعتبرت الباحثة في العلوم السياسية هند عروب، أن النظام المغربي يخشى الفصل ما بين الدين والدولة لأن في ذلك زعزعة للشرعية التي يقوم عليها النظام الملكي المغربي، بوصف الملك راعيا وظلا لله في الأرض. عروب التي كانت تتحدث بمناسبة الندوة الدولية المنظمة من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تحت عنوان "العلمانية وحقوق المرأة"، يوم السبت المنصرم، قالت إن الخوف من العلمانية يتجلى أيضا في عدم رغبة الدولة في الإقرار التام للمساواة بين الرجل والمرأة، وهو ما يجعل نقاش المساواة بين الجنسين خاضعا لمرجعية "الحلال والحرام"، موردة نموذج التحكيم الملكي إبان التجاذب السياسي حول مشروع مدونة الأسرة، ومتسائلة في الوقت نفسه إن كانت مدونة السير في حاجة هي الأخرى لتحكيم مبني على مرجعية من هذا النوع. صاحبة أطروحة "مقاربة الأسس الشرعية في النظام السياسي المغربي" التي كانت تحاضر بقاعة الندوات المتواجدة في مركز الاستقبال الدولي مولاي رشيد بمدينة بوزنيقة، أردفت أن "الفكر السلفي لا يزال يحكمنا.."، مستدلة بمعايير الكفاءة التي تحضر بشكل أوتوماتيكي متى تعلق الأمر بتنصيب امرأة على رأس مسؤولية ما، بينما يغيب هذا النوع من النقاش عندما يتعلق الأمر بالرجل، معلقة بنوع من السخرية "وكأن الرجال أكفاء بالفطرة". واعتبرت عروب، أن موضوع الإرث من المواضيع التي لا يجب أن تبقى حكرا على التفسير السلفي الداعي حسب وصفها إلى قسمة ربانية مبنية على مبدأ "للرجل مثل حظ الأنثيين.."، داعية الحضور إلى النبش في الفقه الإسلامي الذي يحتوي حالات تبين أحقية المرأة في الإرث نظير الرجل حسب تعبيرها، مستدلة بالآية القرآنية (وَِلأَبَوَيْهِ لِكُل ِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الس ُّدُسُ مِم َّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ ) سورة النساء. أستاذة العلوم السياسية التي كانت تتوسط الباحث أحمد عصيد الى جانب محمد السكتاوي والرئيس السابق للمركز العلماني البلجيكي إلى جانب الحقوقي عبد اللطيف إسلامي، قالت إن تاريخ تطبيق الشريعة الإسلامية مليء بمحطات تم فيها تجاوز النص الديني موردة اعتراض الرسول الكريم على زاوج علي بن أبي طالب من امرأة ثانية، مستشهدة بالحديث النبوي "فلا آذن ثم لا آذن..فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها.." وذلك دفاعا عن فاطمة الزهراء أمام رغبة قوم من بني هشام بني المغيرة في تزويج ابنتهم لزوج بنت الرسول. هذا واتهمت عروب أيضا بعض الأحزاب والجمعيات بالتعامل الانتهازي مع موضوع المرأة، ودعت النساء إلى التخلي عن دور الضحية ونبذ الذكورية فيهن، خاتمة مداخلتها بقولة للفيلسوف "إيمنويل كانط" حيث يقول "ليس من السهل اتخاذ قرار الخطو صوب حالة الرشد، ولكن بعد بضع خطوات سنتعلم المشي".