ثمنت وزارة الخارجية الأمريكية الجهود والاستراتيجية التي تبناها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب, مبرزة الشفافية التي تعاملت بها السلطات المغربية مع التهديد الإرهابي للبلد. "" وأشارت الوزارة في تقريرها السنوي حول الإرهاب إلى أن الاستراتيجية الشمولية لمكافحة الإرهاب التي تبناها المغرب لم تتركز فقط حول تحديد وتحييد التهديدات الإرهابية القائمة, من خلال الإجراءات التقليدية لتطبيق القانون والأمن, ولكن شملت أيضا تبني إجراءات وقائية لإحباط محاولة استقطاب إرهابيين , وذلك بفضل الإصلاحات والإجراءات السياسية التي اتخذتها الدولة . وذكرت وزارة الخارجية الامريكية في هذا التقرير الصادر برسم سنة2007 , والذي نشر أمس الأربعاء بالإدانة الواضحة من طرف الملك محمد السادس للإرهاب و" أولئك الذين يدعمونه أو يمارسونه". وأبرز التقرير أنه من بين عوامل نجاح استراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب, هناك الأهمية التي توليها المملكة للتعاون الدولي في هذا المجال. وأشار في هذا الصدد, إلى العلاقات " المتميزة" و"المتينة" التي أقامها المغرب مع العديد من البلدان, وخاصة الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا , وكذا مع جيرانه بشمال إفريقيا. كما سجلت الوثيقة, من جانب آخر, أنه في إطار استراتيجيته لمكافحة الإرهاب, فإن المغرب شدد على احترام حقوق الإنسان وعزز الشفافية في تطبيق القانون. وأوضحت في هذا السياق أن الحكومة مكنت المنظمات غير الحكومية من " ولوج غير مسبوق", إلى السجون حيث كان الأفراد المعتقلون المدانون في جرائم مرتبطة بالإرهاب وأن المساطر القضائية في حق هؤلاء الأفراد تميزت بالشفافية. كما أبرز تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الشفافية التي تعاملت بها الحكومة المغربية في مواجهة التهديد الإرهابي في البلد, مسجلا أن النداءات لحث السكان على تقديم المساعدة لمكافحة الإرهاب يبدو أنها قد تكللت بالنجاح. ووصفت الوثيقة, من جانب آخر, الانتخابات التشريعية لشتنبر2007 ب"الحرة والمنصفة", مشيرة إلى أن البرلمان يعد " منتدى منتجا" , حيث يستطيع الإسلاميون المعتدلون التعبير عن وجهات نظرهم, مشكلين بذلك قوة في مواجهة الخطاب المتطرف. وعلى صعيد آخر, وفي معرض الإشادة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها الملك محمد السادس في2005 , أوردت الوثيقة أن هذه المبادرة تهدف إلى خلق مناصب شغل ومكافحة الفقر وتحسين البنيات التحتية عبر استهداف المناطق القروية بشكل خاص. وأبرزت أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية واصلت الإصلاحات التي انطلقت سنة 2004 من أجل " التصدي للإيديولوجية المتطرفة وتشجيع الاعتدال والتسامح في ممارسة الشعائر الدينية". وأضافت الوثيقة أن الوزارة أشرفت على مراجعة برامج الدراسات الدينية, وعينت 50 مرشدة مكلفة ب"الوعظ " في المساجد عبر المملكة, وأحدثت شبكة للتلفزيون في إطار مغلق تبرمج يوميا ندوات ومحاضرات دينية في مساجد المملكة تدعوا الى الاعتدال. كما أشادت وزارة الخارجية الأمريكية بالمغرب لتبنيه تشريعا جديدا حول تبييض الأموال " يشكل أرضية قانونية للمراقبة والقيام بالتحقيقات والمتابعة القضائية للأنشطة المالية غير المشروعة". وقد تم تقديم التقرير حول الإرهاب في العالم إلى الكونغرس طبقا للقوانين التي تطالب وزارة الخارجية بإعداد هذا التقرير السنوي الذي يصف الوضع في البلدان التي تواجه الإرهاب ويستعرض الجهود المبذولة ومبادرات الولاياتالمتحدة من أجل مكافحة هذه الظاهرة في العالم.