في لقائنا مع الإعلامية والفنانة الأمازيغية يسرا طارق كشفت عن تجربتها في تقديم برنامج "نتات" على القناة الأمازيغية واعتبرتها ناجحة بفضل المواضيع المطروحة التي "كانت من العيار الثقيل" . ووصفت يسرا طارق تقييم القناة الأمازيغية في هذا الوقت ب"الأنانية" وقالت " أن القناة كانت بدايتها مثمرة ومشجعة، ويحق لنا الافتخار بها وبإنجازاتها مقارنة مع عمرها". وترى يسرا أن "اللغة في الفن لم تكن ولن تكون حاجزا للانتشار إنما الجودة والحمولة الفكرية والخطاب الإنساني هي الأساس، وللريف ثقافته المتجذرة في التاريخ وبالتالي فهو قادر على الانتشار واستقطاب المشاهدين إن توفرت له الجودة". 1 برزت في الآونة الأخيرة كمعدة ومقدمة لبرنامج "نتات" (هي) الذي عرض على القناة الأمازيغية. كيف جاءت تجربة التقديم في التلفزيون؟ وهل لقيت النجاح الذي كنت تطمحين له؟ كانت التجربة ناجحة بكل المقاييس وعلى كل المستويات، حيث على المستوى المهني أتيحت لي الفرصة لتنمية مهاراتي وتطوير إمكانياتي في عالم التقديم والإعداد، سنتين من التجربة كانت كافية للاحتكاك والتعلم والتطور، أما من ناحية النجاحات فاللقاءات التي قدمت مع شخصيات مختلفة والمواضيع التي أترث كانت من العيار الثقيل والمفاجئ ولم يتم التطرق إليها من قبل بالريف، لذا كانت كل الحلقات تتابع باهتمام كبير من المختصين ومن الجمهور الذي كنت دائما أتوصل منه بردود الفعل الإيجابية، وبالتالي أقول أنني جد مرتاحة لما حققت. أما النجاح فمازالت الطريق أمامي طويلة.. 2 هل تفكرين في إعادة تجربة التقديم؟ طبعا، ليس من المعقول أن أفرط فيما استفدته من خلال التجربة التي راكمتها وخصوصا أن القناة التلفزية لا زالت في بدايتها، وتحتاج لمقدمين ومقدمات لهم من التجربة ما يمكنهم من تطوير تقديم البرامج والرقي بمستواها، وطموحي في هذا الميدان كبير، لي بعض الاقتراحات والأفكار التي أحلم بإعدادها وتقديمها، حيث لا زلت في بداياتي، وككل صحفي أحلم بتحقيق السبق في بعض المجالات. 3 شاركت في الفيلم السينمائي "ميغيس". كيف تقيمين تجربتك في السينما؟ وهل من مشروع في الطريق؟ تجربتي في السينما وبالضبط في فيلم "ميغيس" كانت حلما يتحقق، خصوصا أن عالم الصحافة والتقديم له تقنياته بينما عالم التمثيل عالم آخر من العوالم الجميلة التي استطعت أن أقتحمه بحبي الكبير له وبالتالي كانت تجربة فيلم ميغيس تجربة غنية استفدت منها الكثير عن الفرق بين السينما والعمل التلفزيوني وعالم التقديم الذي أحترفه، صراحة الاشتغال في أعمال احترافية مدعمة من طرف المركز السينمائي تتيح لنا التعرف على التقنيات والإمكانيات وذلك بالاحتكاك مع المخضرمين في هذا المجال وكما تعلمين أن السينما الناطقة بالريفية لا زالت في مهدها، إنما أتمنى أن تكثر مثل هاته التجارب المحترفة، حتى نتمكن من تطوير قدراتنا كممثلين. 4 شاركت بطولة الفيلم القصير "تردد" برفقة ياسين أحجام. كيف جاءت الفكرة؟ وماذا أضاف لك "تردد"؟ الفكرة جاءت من اقتراح الطاقم التقني الذي سبق أن اشتغلنا جميعا في فيلم ميغيس، ومع أن الفيلم قصير لا يتيح لك الفرصة في إبراز إمكانياتك الفنية أو الاحتكاك الكافي مع الممثلين المخضرمين كأمثال ياسين حجام إنما كان بالنسبة لي تحديا وخصوصا أن الفيلم كان باللغة العامية الدارجة، فكانت تجربة بالنسبة لي كفنانة ريفية تثبت ذاتها حتى في الأفلام المغربية، وبالتالي أقول أن الإضافة هي الاشتغال باللغة الدارجة وإثبات الذات كممثلة. 5 إلى جانب التمثيل أنت بصدد إطلاق ألبوم غنائي جديد. حدثينا عن تجربتك الغنائية؟ وعن جديدك؟ الغناء !! حياتي وعالمي الذي أرتاح فيه كثيرا، خصوصا أنه هو الحلقة الوصل بيني وبين عالم الفن منذ نعومة أظافري، الغناء بالنسبة لي أكثر من مجال للاشتغال أو إبراز الموهبة أو.. سأعجز عن الوصف، إنما باختصار الغناء النفس الذي أستنشق به الحرية وطعم الحياة، ولذلك كنت دائما مترددة في إخراج الألبوم، حتى أحافظ على العلاقة الحميمة بيني وبين الغناء، لكن أخيرا قررت إخراج الألبوم للوجود حتى أشارك جمهوري الحبيب في أعز ما أحب. 6 كمشاهدة ومشتغلة بالقناة الأمازيغية. هل تعتقدين بأنها حققت الأهداف التي أنشأت من أجلها؟ بالنسبة لي إخراج القناة للوجود في حد ذاته هدف كبير تحقق، أما الأهداف التي أنشأت له فأنانية منا أن نحكم على قناة لازالت في عمرها الثاني، ومع ذلك يمكن القول أن القناة كانت بدايتها مثمرة ومشجعة، ويحق لنا الافتخار بها وبإنجازاتها مقارنة مع عمرها، وأنا كمتتبعة ومحترفة أتنبأ لها بمستقبل زاهر، خصوصا للرعاية التي تولى من طرف أناس يسهرون عليها، بكل غيرة وحب، وسر النجاح في جميع الميادين الفنية هو الحب. 7 هل تعتقدين أن المنتوج التلفزيوني الريفي قادر على المنافسة واستقطاب عدد مهم من المشاهدين؟ سؤال مهم!، أنا أجيبك بسؤال آخر، كيف استطاعت السينما الإيرانية أو التركية غزو البلدان العربية التي تختلف عنها ثقافة ولغة؟، بكل بساطة في الفن لم تكن ولن تكون اللغة حاجزا للانتشار إنما الجودة والحمولة الفكرية والخطاب الإنساني هي الأساس، وللريف ثقافته المتجذرة في التاريخ وبالتالي فهو قادر على الانتشار واستقطاب المشاهدين إن توفرت له الجودة، والجودة يعني التشجيع والتمويل الكافي ومراكمة التجارب الكثيرة للوصول إلى المبتغى. 8 هل تفكرين في تقديم أعمال بالدارجة المغربية للانفتاح على جمهور أكبر إذا أتيحت لك الفرصة؟ أنا قناعتي، كممثلة، فاللغة كما سبق وقلت لم تكن ولن تكون حاجزا في العمل الفني، وبالتالي إن كان العمل يحمل رسالة جدية وإنسانية فسأكون سعيدة للمشاركة فيه، ليس فقط للانفتاح على جمهور أكبر، لأن الجمهور الأكبر يعرف الأمازيغية، ولكن لاكتساب خبرة أكثر حيث أن الأعمال بالدارجة تعرف إنتاجا أكثر. *ينشر بالاتفاق مع مجلتكِ