يبدو أن كبيرنا كبير عندنا فقط، أما عندهم فهو أوهن من بيت العنكبوت. أقول هذا الكلام بعدما أصبح ظاهرا بالواضح المفيد أن رئيس حكومتنا لا حول له و لا قوة ، إلا ما ارتضاها له هذا المخزن المخزي. حيث قامت سلطات طنجة المحلية بمنع حفل كان منتظرا أن تنظمه شبيبة العدالة و التنمية بساحة الأمم وسط طنجة يومه السبت. لكن الأدهى و الأمر أن هذا الحفل كان معلوما لدى السلطات وطنيا و محليا منذ أزيد من ثلاثة أشهر، كما كان معلوما لديهم أنه سيحضر إليه السي عبد الإلاه بنكيران رئيس الحكومة و الأمين العام لحزب العدالة و التنمية. كل هذا لم يثن هاته السلطات المحلية في شخص باشا المدينة أن يرفع قلمه و يخط قرار المنع دون أن يرمش له جفن، أتساءل و إياكم من أين يستمد هذا الموظف البسيط في الإدارة الترابية، الذي يقع تراتبيا في آخر السلم قبل القائد و المقدم فقط، قوته و سلطته ؟؟! أليس هذا الموظف يخضع لسلطة عامل الإقليم ؟؟! أليس هذا العامل يخضع لسلطة وزير الداخلية، الذي يخضع بدوره بمقتضى الدستور الذي صوت عليه المغاربة لسلطة رئيس الحكومة ؟؟! لعمري رأيت مهزلة و ضحكا على الذقون و مسرحية بلا نهاية..تجعل من رئيس السلطة التنقيذية في البلاد يذعن لقرار أصغر موظف في الإدارة الترابية. بل لا يجرأ حتى على التماس إلغائه قانونا عن طريق القضاء الإداري، حيث إن قرار المنع جاء بدون تعليل و مشوبا بالشطط في استعمال السلطة. لست أدري بأي منطق فكر السي عبد الإلاه بنكيران ( أجد نفسي محرجا بمناداته رئيس الحكومة)، و لا كيف تصرف المكتب الوطني لشبيبة العدالة و التنمية تجاه قرار المنع؟ أليس الحزب يتوفر على هيئة وطنية اسمها جمعية محامي العدالة و التنمية؟! أين ذراع الحزب القانوني في التصدي " لهترات " المخزن بالقانون و الدستور الذي أقررناه جميعا؟؟! لكأن الحزب يقتص من أجنحته في كل محطة يرفع فيها جناحا من أجنحته. كم يأخذني الأسى و الغبطة في ذات الآن، عندما أتطلع إلى أخبار مصر الشقيقة و رئيسها المبارك حقا، و هو يخط كل يوم بقلمه قرارات تشيد صروحا و تبني أمجادا سيحكي عنها التاريخ بمداد فخر. كم تحسرت و أنا أقارن بما فعله الرئيس مرسي بأكبر قادة الجيش في مصر بجرة قلم، و ما فعله باشا طنجة ب"الرئيس" بنكيران بجرة قلم. أتذكر مهرجان المخزن "موازين" كيف تم تنظيمه بأربع منصات متفرقة بالرباط، في أوج الاحتقان الاجتماعي و الغضب الشعبي و ضدا على إرادة الشعب..فعل بنكيران كل ما في وسعه آنذاك و هو يتبع رأس الأفعى إلى الجحر، آملا أن يوقف هذا المهرجان الذي لطالما ندد و احتج عليه كل من استوزروا الآن باسم الحزب و على رأسهم بنكيران، حتى و صل إلى حقيقة أن رأس الأفعى أكبر من عمق الجحر الذي أراد بنكيران ووزراءه في الحزب إدخال الأفعى إليه. و من تم لم يستطع إلغاء حتى منصة من منصاته التي كانت إحداها وسط أكثر الأحياء فقرا بالرباط، و لو لدواعي أمنية كما فعل باشا طنجة بمنع مهرجانه بالكامل. إن ما وقع بطنجة ليس أمرا بسيطا، المخزن أرسل رسالته في أكبر تجمع شبابي وطني لشبيبة العدالة و التنمية ، التي تعتبر الذراع القوي الذي يعتمد عليه الحزب في كل محطاته من أصغر نشاط محلي إلى المؤتمر الوطني مرورا بالانتخابات الجماعية و التشريعية. رسالة مفادها أنك لا تحكم شيئا يا بنكيران ..و أن لاحكم فوق حكم المخزن. لقد بات واضحا أن للمخزن مهرجاناته و شطحاته التي لا تمنع و لا تلغى.. و لحزب بنكيران مهرجاناته و نضالاته التي ستضل تلغى و تمنع.. حتى و إن كنت يا بنكيران رئيسا للسلطة التنفيذية في البلاد. أدعو الأخ عبد الإلاه بنكيران و معه وزراء الحزب في الحكومة أن يوقفوا هذه المهزلة، و يكونوا صادقين مع الشعب و مع الله..نعم نحب ملكنا، نقدر و نحترم المؤسسة الملكية كثابت من ثوابت الأمة، لكن لن نقبل أبدا أن نكون عبثا بأيدي العابثين. *المحامي بهيئة الدارالبيضاء عضو حزب العدالة و التنمية