لاحظ المراقبون لفعاليات القمة العربية التاسعة عشر، التي تختتم أعمالها في العاصمة الرياض اليوم الخميس، التغيير المفاجئ في خريطة الوفد الرسمي المغربي وعدم حضور الملك محمد السادس إلى الرياض، على الرغم من العلاقة المتينة التي تربط بلاده بحكومة المملكة العربية السعودية منذ عقود. ونفت مصادر مغربية وثيقة الإطلاع في حديثها مع "إيلاف" صباح اليوم الخميس أن يكون سبب عدم حضور الملك محمد السادس إلى القمة مرده إلى شعور المغرب بإبعاده عن الجهود العربية التي تنشط في المنطقة خلال هذه الأيام في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، والملفات العربية الأخرى، وذلك بعد أن كان لاعباً أصيلاً أتفاق الطائف في اتفاق الطائف ضمن اللجنة الثلاثية. "" وأشارت مصادر عليمة في معرض تعليقها على نبأ عدم حضور العاهل المغربي إلى قمة الرياض العربية، على رأس وفد بلاده الرسمي، أن الملك محمد السادس كان قد أعد عدته للمغادرة إلى السعودية، لكنه ألغى السفر في اللحظات الأخيرة بسبب أمور لا علاقة لها بالقمة، دون أن تبدي المصادر إيضاحات أكثر حول تلك الأسباب. وشوهد رئيس الوفد المغربي شقيق الملك الأمير مولاي رشيد وهو يغادر صباح اليوم أرض مطار القاعدة الجوية في الرياض، المخصص غالبا لاستقبال الطائرات الرئاسية، مسجلاً الحالة الأولى للمغادرين من رؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة، لتنتقل بذلك رئاسة الوفد إلى الوزير المحنك الذي يتولى حقيبة الخارجية في المملكة المغربية محمد بن عيسى. وتختتم القمة في وقت لاحق من اليوم. وكان القادة العرب أعلنوافي قرار صادر عن القمة التي تكليفهم اللجنة الوزارية العربية الخاصة بمبادرة السلام العربية (مصر والاردن والسعودية والامارات) بمواصلة جهودها في هذا الاطار. وكلفوا اللجنة الوزارية بتشكيل فرق عمل لاجراء الاتصالات اللازمة مع الامين العام للامم المتحدة والدول الاعضاء بمجلس الامن واللجنة الرباعية والاطراف المعنية بعملية السلام من اجل استئناف عملية السلام وحشد التأييد لهذه المبادرة وبدء مفاوضات جادة على اساس مرجعيات قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة ومبدا الارض مقابل السلام ومبدأ عدم جواز الاستيلاء على ارضي الغير بالقوة. كما كلف القادة العرب مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بمتابعة تقييم الوضع بالنسبة لجهود السلام الحالية ومدى فعالياتها واقرار الخطوات القادمة للتحرك في ضوء هذا التقييم. وجدد نص قرار القادة العرب الخاص بتفعيل مبادرة السلام العربية دعوة حكومة اسرائيل الى قبول مبادرة السلام العربية واغتنام الفرصة السانحة لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة والجدية على كافة المسارات.