ما الذي قدمناه نحن المسلمون للإسلام ؟ ألسنا أمة عالمية ؟ أنظر إلى واقعنا الاجتماعي تجد ما لا يسر قلبك، الأمور تمضي على غير قانونها .. والناس يلهثون وراء الوهم .. بعيدا عن فطرتهم السليمة . نمضي في طرقات مسدودة الأفق .. أحلامنا تتجاوز السماء .. لكن حساباتنا الضيقة .. ومصالحنا الصغيرة .. والكبر الساكن قي قلوبنا .. تفسد كل حلم، كل فكرة جميلة .. بل كل خشوع في صلواتنا .. إلا من رحم ربي .. نحن لا نستطيع أن نصنع التاريخ بأخلاق الآخرين لأنها تختلف كلية عن أخلاقنا إلا ما وافق الشرع في وسطيته ورحمته وعدله .. كما لا نستطيع أن نصنع تاريخنا بتقليد الآخر في كل الدروب التي طرقوها . هل تعلمون ما هو الفشل الحقيقي ؟! أن تعيش بقيم ليست قيمك .. أن تجد روحك وكرياتك وشرايينك الدموية وخلاياك العصبية وعظامك وكل ذرة حولك تسبح الخالق .. وأنت تسبح وراء الوهم .. وتسبح له ! أن يكون القرآن غريبا في حياتك .. أن تكون الأخلاق المحمدية بعيدة في حياتك .. فأنت أحزن الناس ! هكذا، فبعيدا عن القرآن والنور المحمدي .. أيامنا الطويلة الباكية الفاشلة لن تنتهي، وزعيق القطارات لن ينقضي، ونقيق الضفاضع في البرك المتعفنة لن يصمت، وستكثر فناجين القهوة المسحورة .. وتدخين الإنتظار .. وبكاء التماسيح سيكثر 'صخبه' . بعيدا عن القرآن والنور المحمدي فالصدق والأمانة والإخلاص في العمل لن يعود أحد منهم إلى أرضنا، وإلا كيف يعودوا إليها وتربتها لا تسقى بماء القرآن .. ولا تحرص على صلاحها قلوب تحب حبيب الرحمان .. كم نشتاق إلا تلك القلوب اليوم ..! ليس غريبا أن يكون المصلحون غرباء في عصرنا .. وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " . مولاي، رب رمضان .. وما بعد رمضان إمنحنا رعاية من رعايتك .. https://www.facebook.com/belhamriok