تنحدر النجمة السينمائية والمسرحية لبنى الزبال من عائلة عربية مهاجرة من أصل مغربي، ولدت ونشأت في بلجيكا، وتقيم حالياً في باريس، وهي لم تدخل عالم التمثيل صدفة، ولم يسطع نجمها حالياً على الساحة السينمائية والمسرحية في باريس إلا بعد سنوات طويلة من العمل الفني الدؤوب، حيث درست التمثيل والغناء في كونسرفاتوار بروكسل. "" وعلى رغم أن شخصيتها تمزج بين الثقافتين الشرقية والغربية، لا تنسى الممثلة الحسناء أنها عربية. لذا تسعى من خلال أدوارها إلى التعبير عن واقع المرأة الجزائرية بكل ما يتضمنه من تقلبات وصعوبات في العصر الحالي. وإن كانت لا تحدث وسائل الإعلام عن خصوصياتها فهي، لمن يتابع نشاطاتها عن قرب، تهتم كثيراً يمناصرة المظلومين وخصوصاً المغتربين الداخلين إلى الأراضي الأوروبية من دون أوراق رسمية والذين يعيشون في ظروف أليمة وتهدد الحكومات بطردهم في أي لحظة. عن جذورها، صرحت لبنى قائلة: «أنا وإن كنت مولودة في بلجيكا وأحب هذا البلد، لا أجد في العالم منطقة أجمل من البلاد العربية، سواء من ناحية الموقع الجغرافي أو لطافة الناس وطريقتهم في النظر إلى الحياة». وحققت الزبال شهرة، بعملها في أفلام فرنسية مثل فيلم (بعيد) للمخرج أندريه تيشينيه عام 2001، حيث مثلت دور فتاة يهودية، وفيلم (تحيا الجزائر) للمخرج ندير مكناش. وشاركت الزبال في مسرحيات مثل مسرحية (ليلة عربية)، حتى كانت مشاركتها الرائعة في فيلم (الجنة الان) والذي حصل على جائزة الكولدن كلوب الامريكية في2006 لأفضل فيلم أجنبي كما رشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام2006 وقامت لبنى الزبال بدور الفتاة سها التي تعارض العمليات التفجيرية، رغم أنها ابنة شهيد فلسطيني، وتطرح أساليب أخرى للنضال ولكن صديقها خالد لا يقتنع أبدا بما تطرحه. أما عن الأفلام الجريئة و طريقة تجسيدها للمرأة العربية في أفلام "تحيا الجزائر" و"الجنة الآن" فتقول: «أعيش في كل مرة حبكة السيناريو. كما أعتقد أن تصوير المشاهد في الجزائر وفي المغرب أعطاني دفعاً كبيراً وساعدني لأجسد دوري بصدق كبير.. في «تحيا الجزائر»، تحولت أمام الكاميرا إلى هذه المرأة المجبورة على قبول الوضع الذي تعيشه من دون نقاش. وبقيت تلك المرأة راضخة إلى أن وجدت نفسها ضائعة، ولا تعرف كيف تتخلص من الديكتاتورية المفروضة عليها. من جهة ثانية، أعتقد أن قبولي تصوير مشاهد جريئة أعرف أنها ستثير ردود فعل كبيرة في صالات العرض، أضاف إلى الشريط نبرة صادقة وحساسة... هذه الأدوار تعلب دوراً في هز الضمائر تجاه كيان المرأة في بلادنا. والفيلم عرض في الجزائر، وهذه أكبر مكافأة لي وللمخرج. والزبال ليست غريبة على الموضوع الفلسطيني، وسبق لها أن مثلث في بلجيكا مسرحية (الساعة والصحراء) عن رواية غسان كنفاني الشهيرة (رجال في الشمس)، وقدمت مسرحية بعنوان (أربع ساعات في صبرا وشاتيلا) عن المجزرة التي نفذت في مخيمين فلسطينيين قرب بيروت.