الصورة من مسجد باريس الكبير علمت هسبريس أن واعظا بمدينة مكناس أثار ليلة أمس السبت مسألة صيام بعض أفراد الجالية المغربية ممن بدءوا صيامهم في الديار الغربية، وجاءوا لمشاركة أهليهم فرحة العيد يوم الأحد الذي يصادف بالنسبة لهم اليوم الواحد والثلاثين يوما. هسبريس اتصلت بالدكتور محمد بولوز، الباحث في العلوم الإسلامية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورد هذا الرأي باعتبار أن الشهر العربي بين التسع والعشرين والثلاثين يوما، ولا يمكن أن يكون واحدا وثلاثين يوما. ورأى بولوز أن لهؤلاء ومن في حكمهم ممن صام مع بلد متقدم في رؤية الهلال أن يفطروا، وقيد ذلك بعد إعلانه حفاظا على مشاعر الصائمين، وتماشيا مع قانون المملكة المانع للمجاهرة بالإفطار في رمضان. وأضاف المتحدث: "وذلك لحديث أبي هريرة الذي رواه النسائي وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الشهر يكون تسعة وعشرون، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم، فأكملوا العدة"، ويقول القرطبي المالكي: "وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين، وإن كان منها ما ينقص والذي ينقص ليس يتعين له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج". وبخصوص ما يتعلق به البعض من قول النبي صلى الله عليه وسلم "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون"، قال الدكتور بولوز إن هذا النص يُعمل به إذا كانت عدة الصائم المتنقل بين بلدين مختلفين بلغت تسعة وعشرين يوما، فيصوم مع البلد الذي لم ير فيه الهلال بعد، ولا إشكال حينها إذا صام في المجموع ثلاثين يوما مخالفا للبلد الذي بدأ فيه الصوم"، مردفا أن "الجمع بين النصوص أولى في الإعمال، وأفضل من إهمال بعضها من غير نسخ أو تعذر".