قرر السباح الأمريكي مايكل فيلبس٬ الرياضي الأكثر تتويجا في تاريخ الدورات الأولمبية٬ أول أمس السبت٬ وضع حد لمساره الرياضي الغني٬ الذي حاز خلاله ما مجموعه 22 ميدالية أولمبية٬ 18 منها من المعدن النفيس إلى جانب فضيتين وبرونزيتين. وأقيم حفل رسمي في مركز الألعاب المائية في لندن٬ تمت خلاله الإشادة بهذا الرياضي الكبير٬ الذي كرس حياته المهنية لإلهام الملايين من الشباب ليس فقط في أمريكا ولكن أيضا في أجزاء كثيرة من العالم. وقال فيلبس في هذا الحفل٬ الذي منح خلاله تمثالا تقديرا لمساره الأولمبي من قبل المسؤولين في الاتحاد الدولي للسباحة٬ "لقد أنهيت مشواري كما أريد". ولم ينس فيلبس٬ الذي يطلق عليه الخبراء "سيد الخواتم الأولمبية"٬ في هذه اللحظات المؤثرة بوب بومان٬ وهو الرجل الذي اكتشف موهبته وساعده في شق طريقه بين عظماء السباحة العالمية٬ وقال٬ في هذا الصدد "لقد أصبحت أفضل سباح في كل العصور بفضله. لقد جئنا إلى هنا معا". وكان فيلبس٬ وهو من مواليد 30 يونيو 1985٬ قد استهل مشواره الأولمبي في دورة سيدني عام 2000 وهو في سن ال15 عاما. بعد أربع سنوات٬ وفاز بست ذهبيات وبرونزيتين في دورة أثينا (2004) قبل أن يؤكد تفوقه في أولمبياد بطين (2008) حيث نال 8 ميداليات ذهبية. وبات فيلبس أول سباح يحقق هذا الإنجاز معادلا رقم السباحتين الأسترالية دون فريزر٬ صاحبة ذهبيات سباق 100م حرة في دورات 1956 و1960 و1964٬ والمجرية كريستينا إيغرتشييجي٬ صاحبة ذهبيات 200 م ظهرا في دورات 1988 و1992 و1996. وأطلق عليه٬ بعدما بسط هيمنه الكلية على جميع المسابح العالمية مجموعة من الألقاب مثل "رصاصة بالتيمور" و"أكول ميشيغان". وكل هذا لم يكن نتيجة للصدفة٬ وإنما لكون السباح الأمريكي يبقى الوحيد الذي تمكن من الفوز بذهبية سباقي 200م و100م فراشة في ثلاث دورات أولمبية متعاقبة (أثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012). بل هو أيضا السباح الذي فاز في معظم بطولات في العالم وأضاف ستة وعشرين لقبا إلى رصيده. ونجح فيلبس في أولمبياد أثينا عام 2004 في معادلة الرقم القياسي لميداليات أولمبية المسجلة باسم لاعب الجمباز الروسي ألكسندر ديتياتن٬ وفاز بثماني ميداليات بينهم ست ذهبيات. وفي دورة بكين 2008 أصبح أسطورة في هذا النوع الرياضي من خلال فوزه بثماني ميداليات ذهبية في ثمانية سباقات شارك فيها مسجلا في طريقه إلى هذا الإنجاز غير المسبوق سبعة أرقام قياسية عالمية ورقم قياسي أولمبي. كما يتوفر على الرقم القياسي لعدد الألقاب المحققة في دورة ألعاب واحدة٬ متجاوزا بذلم إنجاز مواطنه مارك سبيتز٬ الفائز بسبعة ألقاب في دورة الألعاب الأولمبية في عام 1972. وتمكن فيلبس في آخر مشاركاته الأولمبية من الفوز بأربع ميداليات ذهبية وفضيتين٬ ووضع خط النهاية لمساره الرياضي الرائع بفوز مع الفرق الأمريكي للتتابع في سباق 100م أربع سباحات.