حصد السباح الأمريكي مايكل فيلبس الميدالية الذهبية الثانية عشرة في سجله الأولمبي ليقترب من تحطيم الرقم القياسي الذي يحمله أسطورة السباحة مارك سبيتز، ويحتاج إلى ميداليتين ذهبيتين فقط ليدخل سجل التاريخ الأولمبي كأكثر الرياضيين تتويجا في الألعاب الأولمبية. لم يتوقع أحد أن المراهق الذي حل في المركز الخامس بأولمبياد سيدني سنة 2000 في نهاية سباق 200 متر فراشة سيصبح بعد ثماني سنوات أسطورة حية في عالم السباحة الأولمبية. بعد أن اكتشفت والدة مايكل أن ابنها لا يتوقف عن الحركة، بعد التشخيص الطبي، أكد لها الأطباء أن ابنها يعاني من مرض «كثرة النشاط الحركي وقلة الانتباه» لتتخذ الأم قرار إرسال ابنها إلى النادي لممارسة السباحة وهو في السابعة من عمره ومرافقة شقيقتيه. أبصر مايكل النور في 30 يونيو 1985 ببالتيمور(ماريلاند)، وعندما بلغ العاشرة من عمره تمكن من تحقيق أفضل رقم وطني في فئته العمرية. بعد ستة أشهر من مشاركته في سيدني، دخل فيلبس التاريخ باعتباره أصغر سباح في العالم يحقق رقما قياسيا عالميا بعد فوزه ببطولة العالم التي نظمتها فوكوكا اليابانية.. وسنة 2003، حطم فيلبس خمسة أرقام ببطولة العالم في برشلونة وحصد 3 ميداليات ذهبية وميداليتين فضيتين. بدأت طموحاته تكبر ووضع رهانا مع أحد المستشهرين قدره مليون دولار في أولمبياد أثينا 2004 يحصل عليها إن تمكن من تجاوز الأسطورة الأمريكية في السباحة مارك سبيتز الذي حصل على 7 ميداليات ذهبية في أولمبياد ميونيخ 1972 واعتزل المسابح سنة 1985. ولم يستطع قرش المسابح كما تسميه الصحافة الأمريكية الفوز سوى بست ميداليات ذهبية وميداليتين نحاسيتين بعد أن فشل في هزم السباح الأسترالي أيان تورب.. بجامعة ميشيغان التي يتابع فيها مايكل فيلبس دراسته الجامعية، ضبط زملاؤه ساعات الجامعة على العد العكسي لبدء أولمبياد بكين لتشجيع زميلهم على تكسير الرقم الذي سجله سبيتز والفوز بالتالي بثماني ميداليات ذهبية. بعد انطلاق المنافسات في بكين، رفع فيلبس رصيده من الذهب الأولمبي إلى 12 ميدالية لينفرد وحيدا بهذا الإنجاز متجاوزا عددا من الحاصلين على تسع ميداليات بينهم الامريكيان السباح مارك سبيتز وبطل ألعاب القوى كارل لويس وعداء المسافات الطويلة الفنلندي بافو نورمي الملقب ب«الفنلندي الطائر» ولاعبة الجمباز السوفيتية لاريسا لاتينينا ولكل منهم تسع ذهبيات أولمبية. رغم فوزه بالميدالية الذهبية في جميع السباقات الخمسة التي خاضها حتى الآن بدورة الألعاب الأولمبية الحالية بكين إلا أن السباح الأمريكي مايكل فيلبس أكد أنه لا يرى نفسه بطلا لا يقهر. واقترب فيلبس من تحقيق حلم آخر وهو إحراز الميداليات الذهبية في جميع السباقات الثمانية التي يخوضها في مجمع أحواض السباحة بأولمبياد بكين والمعروف باسم «مكعب الماء» ليصبح أيضا صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية التي يحرزها أي لاعب في دورة أولمبية واحدة. وقد يشعر إيدي ريسي، المدير الفني للمنتخب الأمريكي، بالاستياء بسبب هذه الضجة المثارة حول نجمه فيلبس حيث يرى أن اللاعب يقدم الآن موجة من النجاح الرائع. وقال فيلبس إن آخر رسالة تلقاها على هاتفه المحمول كانت من صديقه في الولاياتالمتحدة وذلك قبيل نزوله إلى حوض السباحة مباشرة خلال منافسات اليوم، حيث كتب صديقه في الرسالة: «دودي، إنه أمر سخيف أن أرى وجهك القبيح كل هذه المرات كل يوم.. حافظ على أدائك الجيد.. إنه الوقت المناسب لتكون الأفضل على مدار التاريخ». ويبدو أن فيلبس أنصت جيدا لكلمات الرسالة ودخل سجلات التاريخ بعدما أحرز ذهبية سباق 200 متر فراشة وسجل رقما قياسيا عالميا جديدا، حيث قطع مسافة السباق في دقيقة واحدة و52.03 ثانية بفارق 0.03 ثانية عن الرقم القياسي العالمي السابق الذي كان مسجلا أيضا باسمه منذ بطولة العالم في ملبورن بأستراليا العام الماضي. وردد فيلبس: «أعلم أنه كان بإمكاني أن أسبح بسرعة أكبر ولكنني عانيت من دخول بعض الماء إلى نظارتي ولم أكن قادرا على رؤية أي شيء.. كنت أحاول رؤية نهاية حارة السباق في الوقت الذي كنت أعد فيه ضربات ذراعي في الماء (لأعرف متى أصل إلى نهاية حارة السباق).. ولحسن الحظ أنني أعرف كم من ضربات يدي أحتاجها لأقطع مسافة الخمسين مترا». وبعد أقل من ساعة على خوض هذا السباق قاد فيلبس فريق التتابع الأمريكي ليفوز بلقب سباق 4 × 200 متر تتابع حر، وأصبح أول فريق يكسر حاجز السبع دقائق في هذا السباق، حيث حقق رقما قياسيا جديدا بلغ ست دقائق و58.56 ثانية بفارق 4.68 ثانية عن الرقم القياسي السابق والذي كان مسجلا باسم الأمريكيين أيضا والذي سجله في بطولة العالم بملبورن العام الماضي. وقال فيلبس إنه غاب عن وعيه للحظات لأنه لم يصدق هذا الإنجاز. وأوضحه «أعتقد أنني فقدت القدرة على الكلام.. عندما كنت طفلا تمنيت أن أشارك في الأولمبياد. والآن أشارك في الأولمبياد للمرة الثالثة وأصبحت أكثر اللاعبين تتويجا في تاريخ الدورات الأولمبية.. أعجز عن الكلام». ماذا يتناول مايكل فيلبس في وجباته الغذائية؟ يتناول مايكل فيلبس 12.000 سعرة حرارية يوميا، وتحول الآن إلى أسطورة في عالم الرياضة، بحصوله على 12 ميدالية ذهبية منها ست ميداليات في ألعاب بكين ليصبح الرياضي الأكثر تتويجا في تاريخ الأولمبياد. يتدرب ستة أيام في الأسبوع ولديه روح تنافسية عالية، لذا يعد نظامه الغذائي عاملا مهما في نجاحه. كشفت جريدة «الجارديان» البريطانية عن السر الغذائي لتألق السباح الأمريكي، حيث لا تختلف حميته عن رصيده الذهبي الذي حققه في السباحة. لا يستهلك فيلبس أقل من 12.000 سعرة حرارية يوميا والتي تمثل ستة أضعاف الحاجيات الغذائية لإنسان بالغ ذي بنية جسمانية سليمة. وجبة الإفطار: يستهل السباح الفترة الصباحية بثلاثة سندويتشات بالبيض بقطع الجبن وأوراق الخس والطماطم والبصل دون أن ينسى المايونيز. يتناول بعدها كوبين من القهوة مع خمس بيضات مقلية، وقدح من الحبوب إضافة إلى ثلاث قطع من الخبز المحمص محلاة بالسكر، قبل أن ينهي وجبته بثلاث شطائر من الشوكولاطة. وجبة الغداء: يتابع الأمريكي نظامه «المتخم» بالتهام 500 غرام من المعجنات مرفوقة بسندويتشين من لحم البقر والجبن والمايونيز، ويشرب مشروبا مقويا يتوفر على 1000 سعرة حرارية. وجبة العشاء: بعد يوم من التداريب الشاقة، يفكر السباح في المجهودات التي سيبذلها مرة أخرى في اليوم الموالي. في المساء، ينهي فيلبس علبة المعجنات التي تناول نصفها في الصباح، ويأكل بعدها «بيتزا» و1000 سعرة حرارية إضافية من مشروب طاقي. يستعد بعدها مايكل فيلبس للنوم، حيث لا يخفي أنه لا يعرف في هذه الحياة سوى «أن آكل وأسبح وأنام».