هل السيد رئيس الحكومة في حالة شرود؟ اشتغل مقالي المنشور بهسبريس؛ تحت عنوان:العدالة والتنمية؛من الدعوة الى تعطيل الدولة على حالة الشرود ,التي يوجد فيها السيد رئيس الحكومة- حسب تصريحاته لا حسب مضمراته,التي لا يعلمها الا الله-وهي الحالة التي شكلت فرملة قوية: لربيع الملك ,أولا, الذي ابتدأ منذ ثلاثة عشر عاما؛كما ورد في خطاب العرش. ولربيع الشباب الذي زاد حدائق الملك أزهارا ؛أغرت كل ذي جناح ومخلب من الأحزاب ؛فأقبل مستمتعا ,غير زارع ولا ساق. و للدستور ,باعتباره ميثاقا ,أو ظهيرا,وطنيا؛يستدعي أن يبكر الرئيس,والطير في وكناتها,للتنزيل ,والتثبيت ؛فجرا قبل طلوع الشمس. ثم السير ب"منجرد قيد الأوابد هيكل". السير بحصان امرئ القيس وليس بناقة طرفة وهي"مرقال تروح وتغتدي". ولولا موقف للحزب معلن من "التيجيفي" – ولعله كان موقفا مضمرا من عنفوان الملك وسرعته المحسوبة- لطلبت من السيد بنكيران أن يعرض حتى عن الحصان , ويركب شعاع الضوء؛ وليس فقط هذا السهم الذي سيطلقه هرقل الكبير من جبل طنجة. انتقدت كثيرا ؛وكدت أتهم حتى في قيمي لولا حصن القرويين العتيدة حيث تعلمنا متون المنطق ببلاغة الجرجاني . لكن , والحمد لله, تلقيت أيضا ردودا راقية ؛جعلتني أطمئن الى أنني لست الوحيد الذي فضح حالة الشرود هذه. الملك يخرج الورقة الصفراء: يخرجها في خطاب ديداكتيكي , أكثر منه سياسي؛ موجه لرئيس حكومة شارد ,ولاه عن متطلبات اللحظة؛حيث تنحو كل مؤسسات الدولة – بقوة الحكم المقضي به دستوريا- نحو التجدد ,بتؤدة نعم ؛لكن بلا عودة الى الوراء أبدا. لرئيس حكومة لم يستبدل بعد عجلات الدعوة, بعجلات الدولة القادرة على الثبات في المنعرجات الجبلية, ذات المزالق. لرئيس حكومة لا يزال يسأل عن لون البقرة التي أمر بذبحها؛ ولا يزال ينتظر أن يصوت المغاربة على ملحق للدستور يأمره بالعمل. لا ملاحق للدستور في المغرب . لرئيس حكومة أزرى بكل مؤسسات الدولة ؛وبالعدل ,باعتباره أساسا لكل شيء , وليس الملك فقط, وهو يقول عبارته الشهيرة ,التي سيحفظها التاريخ له ,وليس لحزبه: ايوا باراكا ...... كأنه يقول :أيها المفسدون أنتم الطلقاء.. الرجل الثاني في هرم الدولة المغربية الحديثة يتلفظ بكلام غير مسؤول إطلاقا. أيها الرجل لم تعد مالكا لمعجمك,الا بين ذويك ؛فكلامك يكاد يكون تشريعا. كلامك ينكب عليه المحللون ,ليرسموا خريطة جيوسياسية للمغرب؛ وتتعاوره تخصصات أخرى. أبمثل هذا المدخل – وهو يذكرنا بحماقات السلطان الفاطمي قاراقوش- تفتتح ورش إصلاح القضاء؟ إذن لماذا توزير الرميد ,بكل قامته الحقوقية ؟ كيف تفسر الآن أن يذكرك جلالة الملك , وفي خطاب العرش,بأن: الشروط باتت متوافرة لإنجاح هذا الورش الكبير٬ متطلعين إلى أن تعمل الهيأة العليا لإصلاح العدالة٬ وفق مقاربة تشاركية منفتحة٬ لإعداد توصيات عملية ملموسة٬ في أقرب الآجال. لو أحصيت لك ترددات "إصلاح القضاء" في الخطب الملكية , وفي الفضاء السياسي المغربي ,بما فيه حزبكم الذي تشبث بوزارة العدل ,لبدا جليا أنه ورش الأوراش . وماذا عن ورش الجهوية ؟وأنت تعرف أن المجتمع الدولي ,كله,ينتظره ليرى التزامات الدولة المغربية ؛في ما يخص الحكم الذاتي في صحرائنا ,واقعا ملموسا. وهو الورش الذي وجدتم كل حقيبته على مكتبكم. أمن المعقول أن يتم تذكيركم حتى بدينامية اللاتمركز – المنتظرة- التي ستتأسس على إرساء الجهوية ؛والتي تتطلب إدارة جهوية,اقليمية و محلية, تقطع مع كونها عالة على المركز, و تنهض من رمادها كطائر الفنيق؟ كما نهيب بالحكومة الشروع في إصلاح الإدارة العمومية٬ لتمكينها من مواكبة متطلبات هذه الرؤية الترابية الجديدة. عجبا أولم تشرعوا بعد في إصلاح الإدارة؟ إذن من أين حديثكم عن الفساد ؟ وبماذا ستحاربونه؟ وبأية آلية إدارية ستوصلون الدعم المالي للأسر الفقيرة؛تعويضا عن مقاصة تلفظ أنفاسها؟ لو ذكرت لكم أمثلة حية على فساد اداري, تراه كل العيون عدا عيون الحكومة ؛وينتظر أي قضاء ولو قضاء الحجاج بن يوسف, لبهتم؛ولأقسمتم ألا تركبوا ناقة أبدا. لا ذريعة بعد الخطاب: لن نقبل منكم ,بعده, أن تحدثونا عن الأشباح والتماسيح والحيتان الكبيرة ؛إلا هاربة من مؤسسات قوية لا مجال فيها ل: "أنتم الطلقاء". لا تقل لنا كما قال نابوليون: أنا الدولة. أنت لا تملك أمر الشأن العام الذي تنظمه مؤسسات وقوانين. لن نقبل منكم حديثا عن قوى تتحرك في الخفاء لعرقلة عملكم ؛فها هو الخطاب الملكي حكم على الجميع ؛ومن آذاكم آذاه. لن يعذركم أحد اذا لم تحسنوا الاستفادة من السرعة الجديدة التي انتقل اليها خطاب العرش ؛ استنهاضا لهمم الجميع وليس الحكومة فقط. إن تجدد النخب –وهو شأن حزبي وجمعوي؛ وقد ارتقى الى أن يكون مطلبا ملكيا- شرط لنجاح جميع الأوراش. أعطوني شبابا أعطكم دولة شابة. فكن لها ولا تكن عليها. لا تخلط "راميدا" برميد ؛فلم يعد البقر يتشابه على المغاربة. لا تدل بخواتم أوراش الحكومات السابقة ؛تنسبها لحكومتك . وتذكر سيدي الرئيس حكمة الإمام علي كرم الله وجهه: الحاكم كراكب الأسد ؛مزهو بمركبه, لكنه يعي أنه الأسد. [email protected]