صورة تقريبية لمول البيكالة كما نشرتها جريدة الأحداث ما يزال شبح "مول البيكالة" يطوف فوق رؤوس ساكنة مدينة تزنيت طيلة الأيام الأولى لشهر رمضان الحالي، حيث لم تستطع مصالح الأمن بعد القبض على هذا المجرم الذي تخصص في استهداف مؤخرات الفتيات والنساء الشابات، خاصة اللائي يرتدين سراويل "الجينز"، وذلك وفق ما يرد من أخبار من هذه المدينة التي كانت هادئة قبل أن يعكر "مول البيكالة" صفو هدوئها ووداعتها. وما كاد سكان هذه المدينة المسالمة يستبشرون خيرا بعد سماع أخبار قبل أيام قليلة تفيد القبض على "مول البيكالة"، حتى تلاشت فرحتهم بإطلاق سراح المشتبه فيه لأنه لم يكن المجرم الحقيقي الذي عبأت مصالح الأمن المحلي كل جهودها للقبض عليه، حيث خلق نوعا من الفزع في قلوب الفتيات والنساء خاصة، و"منعهن" من التجول منفردات خاصة في الأحياء والشوارع ذات الحركة القليلة. ويبدو أن هذا المجرم، الذي يقترف أفعاله المشينة بواسطة سكين حادة وهو يمتطي دراجته الهوائية، قد تخصص في جرح مؤخرات الفتيات والنساء صغيرات السن، حيث يعمد إلى الالتحام مع ضحيته دون أن تشعر بوجوده، فيصيبها في مؤخرتها بسرعة فائقة تجعلها لا تشعر بإصابتها حتى يكون قد غادر مسرح جريمته. وتضاربت الآراء بين سكان تزنيت بخصوص غايات "مول البيكالة" من سلوكه الغريب هذا، فهناك من قال إنه شاب متطرف يحمل أفكارا دينية متشددة جعلته يرى في مؤخرات الفتيات المتبرجات منكرا وجب تغييره باليد، من خلال غرس آلته الحادة في مؤخرات "العاصيات الفاجرات". وذهب آخرون إلى أن تصرفات هذا المجرم لا علاقة لها بما يحمله من معتقدات، وأن الأمر قد لا يعدو أن يكون مرتبطا بعقدة نفسية يعاني منها نتجت ربما عن تجربة عاطفية فاشلة مر بها، دفعته إلى الانتقام من الفتيات بهذا الشكل المتهور. وتعليقا على هذه الحوادث والزخم الإعلامي الذي واكبها في رمضان، أفاد زهير بادي الباحث في علم الإجرام في تصريحات لهسبريس، بأن "مول البيكالة" لاشك أنه موجود بدليل استنفار الأمن للقبض عليه، لكن حجم الأخبار التي تختلط أحيانا بالإشاعات التي تتناسل حول ما قام به مسألة فيها نظر ويجب الحذر منها. ويشرح بادي بأن رمضان غالبا ما يكون مناسبة زمنية مفضلة لدى الكثيرين لتداول قصص وأخبار تأخذ أحيانا مناحي أكبر من حجمها الحقيقي، وذلك لاعتبارات ثقافية وسلوكية، وأخرى ترتبط بعادة القيل والقال أو ثقافة "من الفم إلى الأذن" التي يتسم بها المجتمع المحلي. واسترسل الباحث بأن حتى وسائل الإعلام، التي صورت "مول البيكالة" بصورة المجرم الذكي الذي دوخ الأمن، تساهم دون قصد منها في "تشجيع" هذا الشخص الذي لاشك أن له تصورات وميولات مَرَضية اتجاه العنصر الأنثوي وأعضائها الحميمة، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات تتصف بكثير من الحقد الدفين الذي يظهر في تعمده جرح أرداف الفتيات.