تنسيق أمني مغربي إسباني يطيح بخلية إرهابية موالية ل"داعش"    جمهورية بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "البوليساريو"        لقجع يؤكد "واقعية" الفرضيات التي يرتكز عليها مشروع قانون المالية الجديد    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب    السلطات الجزائرية توقف الكاتب بوعلام صنصال إثر تصريحات تمس بالوحدة الترابية لبلده    بنما تعلق الاعتراف ب "الجمهورية الوهمية"    البحرين تشيد بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز حقوق الإنسان    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    جنايات طنجة تدين المتهمين في ملف فتاة الكورنيش ب 12 سنة سجنا نافذا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'            المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الله، الوطن، الملك؛ ومجانية التعليم
نشر في هسبريس يوم 29 - 07 - 2012


تقديم
للنكتة دلالتها ولو كاذبة.
يحكى أن أهل كتامة ؛أصحاب الجنتين ،عن يمين وشمال؛بحت حناجرهم- وهم يستقبلون أب الوطنية رحمه الله،غداة الاستقلال- هاتفين ،صادقين وغير هازلين:يحيا محمد الخامس، ويحيا " الكيف".
ومع توالي السنين تأكد صدقهم في الأمرين؛ ولعل المرحوم الحسن الثاني أنصفهم كثيرا وهو يرد على من يؤاخذهم على ذهبهم الأخضر؛من الأوروبيين:
هم فلاحون بسطاء، وأنتم المصنعون للسموم.
ولعل عدم تربيع المغاربة لشعارهم المقدس،بإضافة التعليم-على غرار الإضافة الكتامية - وهم في أوج الفرح بالاستقلال؛ راجع إلى اعتباره مرادفا للوطنية وللاستقلال،مادام الاستعمار اشتغل تربويا – بالأساس- فحاصرا لتعليم الذي يرضونه لأبنائهم ،وجفف منابعه ومجاريه .
باب الاستقلال أفضت أولا الى المدرسة:
ابحثوا في كتابات ليوطي ؛وسائر المُنظرين للنظام التعليمي الفرنسي بالمغرب،وممارسيه، لتقِفوا على يقظة وطنيةٍ مبكرة ؛أدركت – استفادة مما حصل بالجزائر-أن حِصن المغرب الحصين هو التعليم ؛وأن الهزيمةَ تكون تعليمية تربوية ثقافية أو لا تكون.
استعيدوا حملة نابوليون على مصر ؛وكم سار في ركابها من عالم ؛ وما فاضت به الخزانة في شمال افريقيا من دراسات كولونيالية خدم أغلبها الجيوش الغازية.
غِب الاستقلال ،طفقت الأسر المغربية تنظر الى تعليم الأبناء ،ليس كمجردِ رابع أربعة ،فقط- موجبة للتضحية -ان اقتضى الحال - بل كصلاةِ فرضٍ سادسة ألزم بها ،أولا،قوله تعالى: "اقرأ باسمِ ربك الذي خلق".وثانيا كراهية مستعمر ؛حارب أول ما حارب اللغة والهوية؛ ولا مُنقذ لهما غير مدرسة وطنية.
لقد عشت حدث الاستقلال ؛عشته فرحا طُفوليا لم يتكرر مثيل له في حياتي ؛لأن حتى الوالد الصارم كان معنا ،يضحك ويفرح كطفل صغير؛ولأننا هجرنا يومها كل متع الطفولة في البادية لنصطف في طوابير منشدة تجوب دروب القرية.حتى الأرض كانت خاشعة تميد بثقلها؛والطيور فوقنا صافات ويقبضن.
هل يوجد أشهى من العسلِِِ ؟ دونكم فهي عيونُ العسل وسواقيها تنتظركم .
فكما ارتبط الاستقلال في ذهني بقبعة حمراء؛غافلني الوالدُ ليضعها ،فجأة،فوق رأسي ،ارتبط بحبي،كغيري،لشهد العسل.
ولَكَمْ عشِقت نشيد "عليكِ مني السلام يا أرض أجدادي" وكم حملت تلامذتي – في ما بعد-على حفظه.
ثم عشته مشروعَ تلميذٍ بباب المدرسة ،وسط جموع غفيرة من التلاميذ والآباء ؛لا هَمَّ لهم سوى مقعد للدراسة ؛في مدرسة مغربية مستقلة ؛لاتزال لوحتها تشير إلى تسميتها التي أسقطها ربيع ذلك الزمان:
L'école franco musulmane
مدرسة طالما دخلها – في ما يُحكى- مفتش فرنسي ؛وهو يتعمد ،ترهيبا ،أو خوفا-إظهارَ جانب من مسدسه المخفي.
ليُبلِّغَ الشاهدُ الغائبَ.
وقد فهمت في ما بعد سبب هذه الوثبة الشعبية صوب المدارس ؛وحرص الحكومة الأولى على تلبية الطلب التربوي أولا ؛ ولم يكن لها أن تتذرع بأي ذريعة، ما دام الصراع من أجل الاستقلال كان صراعا تربويا ؛صراعَ هويّةٍ وثقافة.
تم تجاوز – للضرورة الوطنية- حتى شرط السن القانونية للتمدرس ؛لأن المغاربة أمسكوا طويلا فلذات كبدهم ،مقاطعين مدرسة لا يرونها الا صليبية مُنَصرَة. وكم من فصل في الابتدائي كان يجمع بين أعمار متباينة؛بل وكان ،ضمن التلاميذ، حتى المتزوجون؛خصوصا في التعليم الأصيل.
La chèvre de monsieur Seguin
عندي مثال حي من باديتي: هذا الشيخ المسمى عمي عُكاش ،والذي يقضي ،اليوم، سحابة يومه راعيا عنزاته ؛ولا يقبل أبدا أن تكون ،ضمنها ،كما الأمس ،عنزةُ السيد " سوغان".
هذا الشيخ كان، في مستهل الأربعينيات،من القرن العشرين، تلميذا ذكيا جدا ؛بذل مدير مدرسة النعيمة الفرنسي(قرب وجدة)، ومعلموها، كل ما في وسعهم لإجبار والده على تركه يتمم دراسته.
لم تُفلح جميع المساعي ؛حتى السلطوية،على تغيير تمثل هذا الأب القروي للمدرسة الفرنسية.
اعتاد ت القبيلة على رؤية عساكر فرنسيين يبحثون عن التلميذ عُكاش ؛الهارب- بتحريض من والده- الى الجبل ؛بماعز الأسرة؛ لكن دون العنزة المعلومة.
مع كامل الأسف ؛فحينما استقلت المدرسة – أو الوطن ،اذْ هما سيان-كان عُمرُ عكاش خارج التغطية التربوية،بكثير.
من هنا – أيها السادة في الحكومة- تَمثل المغاربة لقيمة التعليم ؛ واستعدادهم دائما للمسامحة ،ولإغماض العين ،
قناعة ،عن ثراء النفط في الجوار، وفي المحيط العربي، والزهد في جنانه؛ مكتفين بما تمتعهم به دولتهم من خدمات تربوية مجانية .
ولا يفهمون ، ولن يفهموا، أن تناوش مجانية التعليم ؛والمغرب ، والحمد لله، دولة مستقلة.
شيء ما يَخدش الاستقلال ،في نظرهم،اذا مُست المجانية.
واذا عدنا الى الوراء، الى التاريخ القديم، و حتى الحديث، لجامعة القرويين – وهي المنظومة التربوية الأصيلة ،التي استهدفها المستعمر لفعاليتها – سنجد أن الدراسة بها كانت مجانية كلية؛ليس بتدخل من الملوك دائما ؛بل بفضل الوقف العلمي الذي مارسه المغاربة عن اقتناع بأن طلب العلم ،ومساعدة الطلبة، فرض عين على كل قادر.
وعليه فالمجانية التي يريد اليوم وزير التعليم العالي "الغدر" بها ضاربة في جذور التاريخ التربوي المغربي.
ولم تشح الأوقاف للتعليم، وغيره ،وربما توقفت،إلا حينما أصبحت بيد الدولة ،وتتولاها وزارة قائمة ،يَعْتري أداءها الصوابُ والخطأ؛ ويصيبها ما يصيب الأداء الحكومي ،عامة، من انتقادات جراء التدافع السياسي.
أقيموا للوقف آلية مدنية خاصة تدير أمره-جهويا- لتلاحظوا كيف سيعود المغاربة الأثرياء ،وخصوصا الذين لا عَقِب لهم ،الى سابق عهدهم .
الجامعة المغربية: آخر الدواء الكي
يشهد الله أن ما سأقوله للسيد الداودي المحترم ،وزير التعليم العالي ،كنت سأقوله لأي كان يرقى مرقاه الصعب في استهداف ثابت من ثوابت التعليم عند المغاربة. مهما تكن الاكراهات لاأرضى له أن يبوء بوزرها.
أقول هذا دَرْءا لفهم قاصر، مُبسِّطٍ ومُتَّهِم، للخطاب المعارض ؛بدأ يستشري بوصول العدالة والتنمية لسدة الحكومة.
لقد بدأ بعضهم يوظف،بكيفية متوحشة، ثنائيات: المقدس والمدنس، الدنيوي والأخروي،الملائكي و اللائكي......
أما القاموس المادح فيتضمن:الطهارة ،العفة،الصفاء ؛في وصف حزب سياسي كغيره.
لم نصل بعد لنمارس اللعن ،كمكمل للعقيدة، كما يفعل غلاة الشيعة ؛لكن البعض لا يخفي رغبته في الاقتداء بهذه المدرسة الساقطة، التي ينفردون بها خلافا لباقي الملل والنحل.
وأُثنِّي القول:إن المغاربة الذين أحبطوا جميع الخطط التربوية لمستعمر ذكي؛والأمية فاشية في أغلبهم ؛ غير عاجزين عن فضح كل من يظهر خلاف من يبطن.
يتبنى برنامجا تجييشيا ،في الانتخابات، لينقلب عليه في الممارسات. الأيام قُلَّبُ ،وانََّ غدا لِناظره قريبٌ؛كما تقول العرب.
في ما يخصني -وجوابا على من سأل أين كنت؛ليظهرني مستهدفا حزبا فقط – فقد مارست- كما اليوم- النقد البناء يوم كانت "الشمة بقطيع النيف" كما يقول أهل البهجة،وكل زملائي في المهنة يعرفونني ؛وواجهت وزراء تعليم،وكبار المسؤولين التربويين – والكتابات منشورة- من مشارب شتى، وأنا مرؤوس لهم ؛بيدهم تقرير مصيري ؛وسأظل هكذا الى أن ألقى الله؛وكل كتاباتي بيدي اليمنى.
ولقد ذكرت جامعة القرويين ،والرماحُ نواهلُ مني ؛حتى لا يفكر غِرٌ في أن يُهدي التمرَ الى هَجَر؛كما تقول العرب؛وحتى نحصر النقاش في ما هو دولتي فقط.
وكما أمارس نقد غيري لا أنزه نفسي عن النقد ؛لكن بعيدا عن خطاب ديني لكل واحد فيه حظ،قل أو كثر؛ولو كان كافرا؛ لأنه،بدوره، مخاطب دائما بالتوبة نصا ؛ ومخاطب ب" يا أيها الناس" بإطلاق.
لا تضيقوا واسعا، وتجعلوه عداليا ؛وهو موجهٌ للناس كافة ،في كل زمان ومكان.
لقد سكت عنكم رجال القرويين، رفقا وسياسة ؛تاركين أمر توجيهكم لعلمائكم ،ونحن نحترمهم.
أيها العداليون ضعوا في اعتباركم – وأنتم تتدربون على الحكم- أن تتدربوا أيضا على الفصل بين الدعوة والدولة.
حاولوا ألا تؤسسوا – من الآن-شروط السقوط المزدوج:الدولتي والدعوي.
اتركوا الخطاب الشرعي جانبا تشجيعا للناس على نقد السياسة ؛اقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ،وهو يمسك حينما أدلى مؤبرو النخيل بحجتهم وتجربتهم العملية: أنتم أدرى بأمور دنياكم.
وحينما ووجه من طرف صحابي، بأن الموقع الذي اختاره لجيشه غير مؤمن ؛اللهم ان كان الاختيار عن وحي ؛أجاب، بما معناه: لا هو تدبير ؛فحرك الرجال إلى حيث أشار "جنراله".
قد لا أكون مصيبا في هذا النصح، لكني مصيب حينما أنفي عن نفسي أن أكون مفتشا.لن أنتحل صفة كانت لي وولت رسميا ؛ ولن أجيب من دعاني بها.
سيدي الوزير:
لن أكون شعبويا مُجيّْشا ؛لأنني لن أكون مرشحا للبرلمان أبدا ؛ولا صاحب سلطة عدا صولة القلم ؛وهي درجة لا تنال ريعا أبدا ؛أو قل هي شبيهة بميداليات الأولمبيين ؛ليس وراءها غير الجهد والعرق.بل حتى الميداليات أصبحت تداخلها المنشطات.
لن أكون شعبويا لأقول بأن المنظومة التعليمية الجامعية المغربية معافاة تماما ،ولا حاجة بها ل" سْكانير" الحكومة.
انها بحاجة إلى تقويم شامل ؛ينصب بكيفية أساسية، على البنية المعرفية ،ضمن هذه المنظومة:
على أي أسس بنينا الخطاب المعرفي ،العلمي،الجامعي؟
هل راعينا الاشتغال المعرفي العالمي ،المعاصر؟ هل حددنا حاجيات مجتمعية نلبيها من خلال المنتوج الجامعي؟
هل لهذا المنتوج ،فعلا، دخل في مستوى النمو الذي أدركته البلاد؟
من أين بطالة المُخْرجات ؟ مِن طفرة معرفية ايجابية، أم من حُفرة اقتصادية مُزِِِلة للأقدام؟
كيف تتوزع الموارد البشرية بالجامعة المغربية؟ في أي ظروف تشتغل ؟ كيف تسند ،فيها،المسؤوليات؟ ومن أين حديثكم عن فساد أخرج أعناقه؟ ولم سكنتم؟
كيف تنتشر الفِئة المُستهدفة في الجامعة؟ هل التخصصات خاضعة- علميا وميدانيا- للحاجيات؟
هل تشظي المرفق الجامعي ،عبر الوطن، أفضل أم التجميع ،ضمن أقطاب ممركزة أفضل؟
هل للثروة الخاصة ،في المغرب، إسهام في أنشطة الجامعة ؟
هل للبرامج التكوينية – زمن الحياة الجامعية-انفتاح على مؤسسات المجتمع ،الخاصة والعامة؟
كلها أسئلة تحتاج الى إجابات مؤسسة؛لا شك أن أسلافكم حاولوها وأدركوا بعضها ،وعجزوا عن البعض.
كيف تعرضون عن كل هذا ولا يتبين لكم الخيطُ الأبيض إلا في ميزانيات الأسر ؛في جيوب آباء أغلبهم مرهق وبِالكاد أوصلوا أبناءهم حيث هم بين يديك ؛ياصاحب العدالة؟
أقول أغلبهم ،وحتى لو قلت كلهم لكنت مصيبا، لأن زبناء الجامعة من الميسورين في تناقص سنة بعد أخرى.
فلا يمكن أن تقروا بنمو التعليم العالي الخاص، وفي نفس الوقت تصرون على أن فئة الميسورين بالجامعة يمكن أن تحل مشاكل مالية للقطاع.
ان أغلب طلبة الجامعة من الفئة المعوزة أو المتوسطة ؛وبين يديكم الأرقام.
وفي مقابل هذا يوجد من يدفع مجموع منحتكم السنوية، للطالب ،واجبا شهريا ؛في بعض المعاهد الراقية الخاصة.
بِم تبررون تزايد الخريجين المُعطَّلين؟ بمعنى الخريجين المطالبين بشغل ،لأن خريجي المعاهد الراقية الخاصة لا ينتظرون منكم التشغيل . أغلبهم أفتت الأسرة في مصيره يوم ولد بملعقة ذهبية في فمه.
هنيئا له" الجيد المُعِمُّ في العشيرة والمُخْوِلُ" كما قال الشاعر العربي لِنَؤُومِ الضحى ؛التي تُضحِي وفَتِيتُ المِسك فوق فراشها.
تجويد المنتوج قبل تسويقه:
وهذا يقتضي الإجابة العلمية،التدريجية ،وفق الأولويات، على الأسئلة المذكورة ؛ثم الشروع في الإصلاح المتكامل ؛ ومنه – بطبيعة الحال- عنصر الموارد المالية.
ثم يفتح النقاش العام حول مسألة المجانية لأنها ،رابعة أربعة بالنسبة للمغاربة ؛والتراجع عنها لا يقرر فيه حزب أو حكومة ؛لأنه شأن وطني ؛ ولِمَ لا يُستفتى فيه المواطنون قاطبة ؛كما يحصل في الديمقراطيات العريقة؟.
وقبل هذا هناك حساب ربح وخسارة ؛فهل يكسب المجتمع اذا أفقر خزينة الجامعة؟
وهل يكسب اذا أفقر مدرجاتها ،وفرق الطلبة شذر مذر؟
هل نحل مشكل الخريجين المعطلين بإغلاق باب الجامعة في وجوههم ؛حينما يكونون مجرد مشاريع خريجين معطلين؟
أم نعتبر ازدياد أعدادهم دليلا على نجاح منظومتنا التعليمية ؛وتحديا يحرضنا على التنمية الاقتصادية؟
كلها أسئلة تفوق طاقة حكومة واحدة ؛فكيف يتصدى للأمر وزير واحد؛ دون تشخيص للمرض ،ودون تجريب كل الأدوية؟
سيدي لا تجعلوا ،في حزبكم، القرارات الصعبة ،بل الجريئة، دليلا على قدرتكم على ركوب صهوة الحكم .ثقة في شعبيتكم .قد يضحك معكم الكثيرون اليوم ؛لكن ستبكون وحدكم غدا.
لا نستكثر عليكم اتخاذ قرارات تعليمية مفصلية؛لكن لماذا تجعلون منها قرارات تنظر الى جيب الطالب وليس الى عقله؟
أي آلية إدارية ستعتمدون؟
تقولون بفساد مستشر في الإدارة ،وهذا غير مجانب للصواب،بل معترف به؛ ثم تخططون لاعتمادها – كما هي – في جباية ثمن العلم؛من قناطير الذهب والفضة فقط.
ان من يستطيع أن يدفع ،ويجد بين يديه سبل الدفع،سيدفع ،لغيركم،حتى لا تصل إليكم الحقيقة أبدا.
سيأتيكم ممتطيا فرسه ،وهو يصهل ويصول طولا وعرضا في رحابكم الجامعية؛وبين يديه شهادة الفاقة.
وسيأتيكم راكب الأتان ،وراكب رجليه، لتحملوهما وزر الصهيل ، وحتى تبن وعلف الفرس .
أيها الوزير لا تحذ حذو من جمع الملايير ،من الزيادة في المحروقات، قبل استصدار مراسيم صرفها،وإرساء آلية التنفيذ.
حتى العجائز المعدمات في باديتي لا يصدقن أن مالا، برائحة النفط ،سيصل اليهن ؛بالكيفية التي يتصورها رئيس الحكومة.
" أوِِِِِِليدي يخليونا غير من الزيادة؛ ما موالفينش بفلوس ليصانص كي الجزائر" على هذا يجمعن؛ وهن قريبات جدا من عيون النفط ومجاريه ،عند الجيران.
استحضر أن هناك أسرا تغطي - وِلْدانا - كلَّ اسلاك التعليم ؛من الروض الى الباب العالي المفضي إليكم يا صاحب المعالي. لمن ستدفع حينما يفكر الوفا أيضا في عدم الوفاء للمجانية؟
وأخيرا لا تنس رباعية "الله ،الوطن،الملك؛ومجانية التعليم"
[email protected]
ramdane3.ahlablog.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.