حوار مع عبد المجيد الدويري محامي رقية أبو عالي كيف استقبلت حكم البراءة في حق موكلتك رقية أبوعالي؟ أولا، أنا كنت متأكدا من حكم البراءة، لأن نتيجة الملف كانت ستؤدي منطقيا إلى البراءة، على اعتبار أن الإجراءات المسطرية التي أجريت كانت مختلة، وقد اتضح أن ذلك سيؤدي إلى البراءة، لأن الملف مفبرك، والغاية من ورائه هي عزل رقية عن الوسط العام، وثنيها عن الحديث عن ملف السيديات الذي تورط فيه بعض القضاة، خاصة أنه كان يجري الحديث عن وجود سيديات أخرى تستعد رقية للكشف عنها. وقد تبين أن تهمة القتل التي وجهت إلى رقية لا أساس لها. لكن كيف تحول الملف بهذا الشكل، علما بأن رقية اتهمت بجريمة قتل والجثة موجودة؟ لقد تبين، من خلال هذا الملف، أن حياة الإنسان المغربي مستباحة، حيث في أي وقت يمكن للسلطة أن تلفق له تهمة، فعندما طرح ملف السيديات لجأت الجهات المعنية إلى التغطية عليه بافتعال ملف القتل. ولكن نحن الآن نذهب أبعد من ذلك ونقول إن الجثة التي تم اكتشافها يجب معرفة قاتلها، فهذا مواطن مغربي تعرض للقتل ويجب معرفة من قتله. فقد تم الإعلان عن اكتشاف جثة، وتم تلفيق قتلها لرقية دون أن يجري أي بحث جيني لمعرفة سبب الوفاة وكيفية القتل. فوجود الجثة حقيقة واقعة، لكن من قتله؟ هذا سؤال لا يُعرف له جواب. وفي الواقع، فإنه من المخيف أن يتم العثور على جثة وألا يتم البحث عن القاتل الحقيقي. - هل تعتقد أن رقية أبوعالي ستعود إلى اتهاماتها للقضاة والكشف عن مزيد من السيديات بعد تبرئتها؟ أنا أتمنى من الأجهزة القضائية أن تفتح تحقيقا مسؤولا للوصول إلى الحقيقة، ونحن كدفاع سوف نقوم بجميع الإجراءات للوصول إلى الحقيقة حتى لا يذهب اعتقالها سدى، وإلا فإننا إذا سكتنا فإن السلطة ستكرر مثل هذه الأفعال مع مواطنين آخرين. وعندما كانت رقية خارجة من السجن قالت لي إنها لن تسكت، وأضافت أن تبرئتها لن تكون ثمنا لسكوتها. إن موكلتي تريد أن تعرف هل اعتقالها كان بأمر من جهات قضائية أم من الوزارة الوصية. ومن جهتي كدفاع، سوف أنتظر إغلاق الملف في حالة ما إذا لجأت النيابة العامة إلى الاستئناف، وبعدها سوف نلجأ إلى مساطر متعددة لرد الاعتبار إلى رقية. ""