احتضن قصر بلديّة مدينة طنجة جلسة مشاورات مفتوحة في وجه العموم من أجل أخذ مقترحات تطال مشروع تصميم التهيئة المراد وضعه بشكل موحّد لجوهرة البوغاز المعبّر مسؤولوها عن رغبة في وضع رؤية موحّدة لجعلها "مدينة ناهضة" في مختلف المجالات وأوّلها التعمير. وقال فؤاد العماري، عمدة المدينة، إنّ التعمير قد غدا "إشكاليّة تاريخيّة بالنسبة للمغرب وينبغي الشروع في حلحلتها ضمن الظرفيّة الحاليّة".. كما زاد ذات المسؤول السيّاسيّ انتقاده ل "مختلف المؤسّسات، بتسميّاتها المختلفة، التي دبّرت القطاع وأوصلته إلى الوضع الراهن المؤثر على الإنسان والبناء والمجال بشكل عام". أمّا عن وضع مدينة طنجة فقد أورد عمدتها، ضمن ذات الموعد التشاوري، أنّها "لازالت تشهد تصاميم قطاعيّة معمول بها وتدفع صوب تساؤلات تطال المرجعيّة التاريخيّة لقوانين التعمير".. معتبرا بأنّ وقتا كبيرا قد أُضيع في عدد من الإجراءات "آخرها مشروع مدوّنة التعمير الذي كان جاهزا، ومرّ عبر مراحل النقاش الأفقيّة والعموديّة، دون أن يتمّ عرضه على البرلمان". واعتبر فؤاد العماري بأنّ نشطاء المجتمع المدنيّ بعاصمة البوغاز قد أفلحوا في حماية عدد من النطاقات البيئيّة من تخريبات إسمنتيّة منتقدة، أبرزها غابة "السلوكي".. مضيفا بأنّ استشارة الجمعويّين وعموم الساكنة في مشروع التصميم الموحّد لمدينة طنجة قد بات ضروريّا، ومنها نادى باتخاذ خطوات مراجعة لكافة تصاميم التهيئة على المستوى الوطنيّ بعد اكتمال كلّ عشريّة عن وضعها باعتبار هذه الفترة الزمنيّة "قادرة على منح المدبّرين رؤية عن التطورات التي لم تراعها ذات تصاميم التهيئة". أمّا حفيظة أعراب، مديرة الوكالة الحضريّة بالمنطقة، فقد أوردت ضمن كلمتها بأنّ الاعتماد على المشاورات بين الساكنة والمجتمع المدني، من جهة، والوكالة الحضريّة ومكتب الدراسات الساهر على إعداد مشروع تصميم التهيئة الموحّد لطنجة، من جهة ثانيّة، من شأنه أن يغني النقاش بمجموعة كبيرة من المقترحات المغنيّة لمستقبل المدينة وتعميرها. تجدر الإشارة إلى أنّ الموعد المنظّم بعد زوال اليوم قد أفضى إلى صياغة مقترحات وتوصيّات تصبّ في سياق مساعي استثمار موقع مدينة طنجة لجعلها حاضرة ذات بصمة تواصليّة، مستمرّة في لعب دورها التّاريخي من حيّزها الجغرافي الاستراتيجي.. ويرتقب أن يتم تفريغ هذه التوصيات المضمّنة بوثيقة صادرة عن اللقاء المذكور في تصحيح وإغناء عمل مكتب الدراسات المنجز لمشروع التصميم المشار إليه.