يخوض المعتقلون الإسلاميون المتواجدون بالمركب السجن عكاشة بالدار البيضاء بالمغرب إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الجمعة الماضي 28 مارس الماضي، احتجاجا على المضايقات المستمرة والاستفزازات المتكررة من طرف مدير سجن عكاشة. "" وانتقد المعتقلون الإسلاميون في بيان لهم أرسلوا نسخة منه ل"قدس برس" ما قالوا إنه، إجهاز كلي على كل المكتسبات القانونية التي راكموها على مدى خمسة أعوام والتي لم يحصلوا عليها إلا بعد إضرابات ومراسلات واحتجاجات وغيرها من الوسائل المتاحة. وحدد المعتقلون في بيانهم أسباب دخولهم في الإضراب، وأرجعوها إلى سلوك مدير السجن تجاههم، وقال البيان بأن الأسباب تكمن في "استفزازات المدير المتكررة لنا أمام عائلاتنا أثناء الزيارة وتلفظه بالألفاظ النابية والساقطة وافتعال الأسباب الموجبة لذلك وقيامه بطرد العائلات من الزيارة تبعا لذلك. والقيام بعمليات تفتيش مهينة للعائلات أثناء الزيارة مع ما يصاحب ذلك من همز ولمز وغياب الاحترام الواجب لعائلات المعتقلين. ومنع أقاربنا من الزيارة كالأعمام والأخوال والجدات وغير ذلك بحجة عدم مطابقة الاسم مع أن نصوص القانون وروحه خلاف ذلك. وحرماننا من وسائل الأعلام ومصادرة جهازي الحاسوب واللاقط رغم أن وجودهم لدينا تم بإذن من الإدارة العامة. واستغلاله لكل الأحداث الأمنية التي مرت لتسجيل مزيد من التضييق علينا، رغم أنه في كل حالة نقوم بدورنا بإصدار بيانات توضيحية لمواقفنا، ورفضه الدائم للقيام بأي إصلاح لمرافق الجناح رغم إلحاحنا على ذلك ومراسلة كل الجهات علما أن كل المرافق تحتاج إلى إصلاح ( الحمام ، الغرف، المطبخ، الممر ...)". وأشار البيان إلى أن مدير السجن كثيرا ما يعمد إلى تحريض للموظفين وسجناء الحق العام ضدهم بغية حدوث وقيعة بينهم حتى يتسنى له استغلال ذلك ضدهم، وقال بأن ذلك يترافق مع "رفعه تقارير كاذبة ومغلوطة إلى الإدارة العامة بغية تشويه صورتنا والانتقام منا واخذ الإذن المسبق من الإدارة العامة لتفعيل إجراءات الانتقام ضدنا،وقد قام بالفعل بترحيل ثلاثة من زملائنا ترحيلا تعسفيا ويتعلق الأمر بكل من رشيد بحري، عز الدين أبو الوفا، جمال غنمي. كما يقوم بمحاصرتنا وجعلنا نعيش عزلة تامة عن باقي مرافق السجن خلافا لسجناء الحق العام الذين يتمتعون بما نحن محرومون منه، وحرماننا من مرافق السجن كالسينما والملاعب الرياضية". وأعرب الموقعون على البيان عن استغرابهم الشديد لهذه المضايقات التي قالوا بأنهم يجهلون سببها، وقال البيان: "إن المضايقات التي تسبب لنا فيها مدير سجن عكاشة اكبر من أن توصف علما بان السبب الرئيسي لكل هذه الأفعال هو وجود حقد دفين وبالغ اتجاهانا ورغبة جارفة في الانتقام منا، وهي رغبة شخصية وذاتية نجهل حقيقة وأسباب تركزها في روع هذا المدير الذي لم نلمس منه (مع الأسف الشديد) في يوم من الأيام ذلك المصلح المربي الذي يراعي ظروف السجين الاجتماعية والنفسية، ويحاول أن يساعده على تخطي محنة الاعتقال، وخاصة إذا كان هذا الاعتقال تعسفيا ونتج عن حالات اختطاف وتعذيب وتلفيق تهم ومحاكمات لم يكن القضاء فيها نزيها ولا مستقلا". ولفت معتقلو سجن عكاشة انتباه الرأي العام المغربي والدولي إلى الظواهر المسيئة لهم في السجن، وطالبوا المنظمات الحقوقية المغربية والدولية أن تقوم بدورها لوقف هذه الاعتداءات، وقال البيان: "ظاهرة بيع واستهلاك آفة الحشيش، وكذلك ظاهرة كثرة الوفيات والانتحارات وتفشي الأمراض المعدية التي هي نتيجة طبيعية للإهمال الطبي،وكذلك شيوع ظاهرة تعذيب السجناء وخاصة الفرقاء منهم واستفزازهم والتضييق عليهم وحرمانهم من كافة الحقوق، وتفشي ظاهرة اللواط والشذوذ ثم أخيرا وليس بآخر تجويع المعتقلين وحرمانهم من التغذية الكافية كما ونوعا". وجدد المعتقلون مطالبتهم السلطات المغربية بالإفراج عنهم، وقال البيان: "ونحن إذ نخوض هذا الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على المضايقات والاستفزازات الصادرة من طرف مدير السجن فإننا نعتبر هذه المعركة معركة كرامة وإنسانية، لكنها ليست بديلا عن معركتنا الحقيقة معركة الإفراج ورد الاعتبار، وعليه فإننا نتوجه إلى كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية والهيات السياسية ووسائل الإعلام بالوقوف معنا في محنتنا حتى يتم رفع هذا الحيف والظلم الذي لحقنا"، حسب تعبير البيان.