في الصورة محمد الباي وعلي أعراس اعتقل الحرس المدني الإسباني، أول أمس الثلاثاء، بمليلية المحتلة مغربيين مبحوثا عنهما من قبل السلطات الأمنية للاشتباه في علاقاتهما بشبكات الإرهاب وتهريب الأسلحة، و"خلية بلعيرج" الإرهابية التي تقول تحقيقات الشرطة القضائية إنها خططت لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني، واغتيال شخصيات وازنة. ويتعلق الأمر بعلي أعراس ومحمد الباي، اللذين يقيمان بصفة دائمة بمدينة مليلية المحتلة، في حي قريب من المنطقة المحاذية للناظور. وأكدت مصادر مكافحة الإرهاب الإسبانية أن اعتقال المشتبه بهما يأتي عقب مذكرة اعتقال دولية أصدرتها السلطات القضائية المغربية، في إطار التحقيق الجاري مع شبكة بلعيرج، التي جرى تفكيكها في شهر فبراير الماضي. والمدعو علي أعراس، الذي يحمل الجنسية الإسبانية، والمنتمي إلى "حركة المجاهدين بالمغرب" منذ سنة 1982، متهم أيضا بالتورط في الاعتداءات الإرهابية، التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء في ماي 2003. أما محمد الباي، فهو من مواليد منطقة فرخانة (إقليمالناظور)، ويحمل بطاقة الإقامة بمدينة مليلية، وهو متهم بإقامة علاقات مع الشبكة الإرهابية التي جرى تفكيكها بالمغرب، وكان مكلفا على الخصوص بالعلاقة مع مهربي الأسلحة بأوروبا الوسطى لشراء الأسلحة والمتفجرات. وأضاف المصدر أنه خلال عملية تفتيش مقر إقامتهما بمليلية، ضبط الحرس المدني الإسباني كمية مهمة من الوثائق توجد الآن قيد التحليل. وسيحال المشتبه بهما قريبا أمام الهيئة القضائية الإسبانية المختصة في مكافحة الإرهاب، قبل ترحيلهما المحتمل نحو المغرب، لكونهما غير متابعين في أي ملف من قبل السلطات في مدريد. وكان قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب، بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، استمع، أخيرا، في إطار الاستنطاق التفصيلي (التحقيق الإعدادي)، إلى متهمين اثنين ضمن الشبكة، التي يتابع فيها 35 متهما. ويتابع الأظناء في ملف بلعيرج، من بينهم المصطفى المعتصم، الأمين العام للبديل الحضاري المنحل، ومحمد أمين الركالة، الناطق الرسمي باسم الحزب نفسه، ومحمد المرواني، الأمين العام للحركة من أجل الأمة غير المرخص لها، وعضو الحركة ذاتها، عبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار بالمغرب، وعبادلة ماء العينين، رئيس لجنة الوحدة الترابية بحزب العدالة والتنمية، وحميد نجيبي، العضو باليسار الاشتراكي الموحد، بتهم منها على الخصوص "المس بسلامة أمن الدولة الداخلي، وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصد، ونقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية، وتزييف وتزوير وثائق رسمية، وانتحال هوية، وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية، وتعدد السرقات وتبييض الأموال"، كل حسب ما نسب إليه. وكان قاضي التحقيق استنطق تفصيليا في جلسات سابقة ثمانية متهمين، من بينهم عبد القادر بلعيرج (مغربي مقيم بالخارج)، الذي يعتبر المتهم الرئيسي وزعيم الشبكة، التي جرى الإعلان عن تفكيكها في 18 فبراير الماضي. ""