"لا يمكن لأي طرف حزبي استغلال الدين في دعايته الانتخابية" "الطعن مجرد تكتيك سياسي لتشتيت الحزب عن التدبير الحكومي" نبّه محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية الحقوق بمراكش، على أن محاولة حزب العدالة والتنمية الإقدام على التشكيك في قرار المجلس الدستوري، القاضي بإلغاء المقاعد البرلمانية الثلاثة لحزب العدالة والتنمية بالدائرة الانتخابية طنجةأصيلة، من شأنه أن يمس بمصداقية الحزب، مُعتبرا في نفس الوقت أن عملية الطعن التي لجأ إليها حزب الأصالة والمعاصرة تكتيك سياسي لتشتيت حزب المصباح عن التدبير الحكومي الحالي. فمن الناحية القانونية، أكد الغالي، في اتصال مع هسبريس، أنه لا يمكن لأي طرف حزبي استغلال الدّين لاعتباره مُكتسباً وطنياً وتعبيرا مشتركاً عن هوية الأمة التي لا يجب توظيفها سياسيا، لأن أي استغلال من هذا القبيل يضرب في التماسك والمصلحة الوطنيين. وأضاف الغالي أن الدّين لا يمكن أن يشكل موضوعا للمزايدات السياسية التي يمكن ان تحصل في الدعايات الانتخابية، مفسرا أن المبرر الذي دفع حزب الاصالة والمعاصرة إلى الطعن ضد مرشحي "العدالة والتنمية" بدائرة طنجةأصيلة حول عنه استغلال رموز دينية في الحملة الانتخابية الأخيرة، هو المس بمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين. أما من الناحية السياسية، فليس في صالح حزب المصباح التشكيك في قرار المجلس الدستوري إن ثبت ذلك حقا، لأنه قد يمس بمصداقيته، يقول محمد الغالي، "لأن الحزب يتحمل حاليا مسؤوليته في حكومة لم تكتمل الثقة فيها بعد". واعتبر أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري أن استخدام حزب الأصالة والمعاصرة لورقة الطعن في وجه حزب العدالة والتنمية نوع من التكتيك السياسي لتشتيت تركيز حزب بنكيران عن التدبير الحكومي الحالي، مضيفا لهسبريس أنه من حق الحزب أن يدافع عن حظوظه في هاته القضية ويوضح للجميع ان استعماله للرموز الدينية في دعاياته الانتخابية لم يكن مقصودا، مضيفا أن القانون يسمح بإعادة الانتخابات في الدائرة المطعون فيها. وكان المجلس الدستوري قد قرر إلغاء المقاعد البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الخاصة بالدائرة الانتخابية طنجةأصيلة، خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، استنادا على طعن تقدم به حزب الأصالة والمعاصرة، بناء على ما قال عنه استغلال حزب المصباح لرموز دينية في حملته الإنتخابية من خلال ملصق انتخابي بدت فيه صورة مسجد وراء مرشحي "العدالة والتنمية". وهو ما أدى إلى فقدان كل من عبد اللطيف بروحو ومحمد الدياز ومصطفى الشواطي مقاعدهم بالغرفة الأولى. ومن المنتظر ايضا ان تعرف هاته القضية تطورات جديدة بعد ثبوت تكرُّر نفس الأمر في بعض الدوائر الانتخابية لبعض المدن.