لم يكن يخطر ببال الفيلسوف الاغريقي ديوجين انه سيأتي على الناس يوم في بلاد اسمها المغرب ،سيأتي عليهم رجل يدعى بن كيران و يحمل مصباحا كما كان هو يحمل نفس المصباح .هكدا يصبح المصباح مدعاة لطرح التساؤل عن ماهية الفرق بين مصباح ديوجين و مصباح الشيخ بن كيران . فمن هو ديوجين ومن هو بن كيران ؟ ديوجين صاحب المصباح الشهير الذي كان يحمله في وضح النهار يفتش عن إنسان . فمن هو انسان ديوجين ؟ أن الإنسان هو الذي يعمل ويجد ليحقق الحرية ، ويحسن مستوى الحياة ، وأن من أهمل هذا الواجب فلا ينبغي أن يعد من البشر ، وكان يقول : أسوأ الأشياء الشيخوخة مع الفقر ، وأحسنها الحرية ، وكان يسخر من الاثينين لأنهم يبنون الهياكل الضخمة للآلهة ، وبينهم آلاف الفقراء بلا مأوى ، وكان يقصد الهياكل ليأكل فيها ، ويصيح آه ما أحسن الاثينين أسسوا لي هذا الهيكل لآكل فيه ، ، يريد بقوله هذا إن السبيل إلى "الإله" أن تنفق هذه الأموال لسد عوز المعوزين ، وحاجة المحتاجين ، لا لتشييد البنيان ، وزخرفة الجدران . أحب الاسكندر أن يرى ديوجين ، فذهب إليه ، وهو جالس في الشمس ، فلم يتحرك ديوجين من مكانه ، ولم يلتفت إليه ، فقال له الاسكندر : أنا الملك اسكندر الأكبر ، فقال له ديوجين : وأنا الكلب ديوجين ، فقال له الاسكندر : أراك بحاجة لأشياء كثيرة ، فسلني ما تريد ، فقال له : حاجتي إليك أن تتحوّل من هنا ، فقد منعت عني ضوء الشمس ، وقطعت لذتي بها . ماذا لو التقى بن كيران ب الاسكندر الاكبر ؟ ماهو الطلب الذي كان سيطلبه منه ؟ لنعد الى الاخ بن كيران فما الذي فعله بالمصباح ؟ نعم ان رمز حزبه هو المصباح ؛ لكن هدا المصباح لم يضيء ،ببساطة لانه ليس مصباحا للحقيقة و لكنه مصباح للحقيبة . ان مصباح الشيخ بن كيران ليس للتفتيش عن الانسان .انه مصباح للكذب على المعطلين و تسفيه احلامهم .انه مصباح ذغذغ مشاعر المغاربه و استغل الربيع العربي ليصل الى الحقيبة . كان ديوجين لا يملك سوى عصا وخِرْج وقدح من خشب وبرميل ينام فيه ، وكان يمشي حافياً في الصيف والشتاء ، ومع فقره هذا كان في نفسه أكبر من الملوك والحكّام الذين يثيرون الحروب ، ويريقون الدماء ، وينشرون الرعب في القلوب ، ويتنافسون على السلطان وابتزاز الأموال.واكتفى باليسير من العيش ليحيا مناضلاً ، في سبيل الحرية ، مجاهداً ضد الظلم والاستبداد . ان مصباح ديوجين للحقيقة اما مصباح بن كيران فهو للحقيبة * باحث في العلوم السياسية