اهتمام أمريكي بسلفيي المغرب علمت هسبريس من مصادر مطلعة بأن الشيخ محمد الفزازي استقبل قبل أيام في بيته بمدينة طنجة مسؤولا كبيرا في السفارة الأمريكية بالرباط، والذي جاء من أجل الاطلاع عن كثب على آراء الداعية السلفي في ما يخص عددا من القضايا السياسية، لعل أبرزها عزمه على تأسيس حزب سياسي قريبا بالمغرب. وبحسب المصادر ذاتها، دامت زيارة الرجل الثالث في سفارة واشنطن بالرباط لبيت الشيخ الفزازي قرابة الساعة، لتكون بذلك ثالث زيارة للمسؤول الأمريكي نفسه، وهو المُكلَّف بملف حقوق الإنسان، حرص من خلالها على مناقشة الفزازي بخصوص حيثيات وسياقات مشروعه الحزبي المُرتقب. وتمحورت أسئلة المسؤول في السفارة الأمريكية، الذي اقترب موعد انتهاء مهامه في المغرب ليغادره إلى الكاميرون قريبا، حول التوجهات السياسية للحزب المنتظر للفزازي؛ من قبيل هل يشبه برنامجه ما يدعو إليه حزب النور السلفي في مصر، وهل سيطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وغيرها من الأسئلة التي تبين مدى الاهتمام البالغ للطرف الأمريكي بالسلفيين عامة في المغرب، وبمشروع الحزب الذي يعكف الفزازي على تأسيسه منذ أسابيع خلت. ونقلت المصادر المطلعة ذاتها لهسبريس بأن الشيخ الفزازي أجاب المسؤول الأمريكي بأن حزبه سيكون "سياسيا وليس سلفيا بحال من الأحوال"، وبأن الحزب "مفتوح في وجه كل المغاربة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، سوى اعتبار واحد هو الإيمان برسالة الحزب وبرنامجه السياسي"، مشيرا إلى أن "مرجعية الحزب الجديد ستكون إسلامية خالصة، وهو ما لا يمنعه القانون". ويُذكر أن الشيخ الفزازي سبق له أن أعلن عن انهماكه في التحضيرات النهائية التي تسبق تأسيس جمعية دعوية ذات نَفَس سياسي، لتتحول فيما بعد إلى حزب سياسي بنَفَس دعوي، بهدف خلق منافسة شريفة للتيارات والهيئات السياسية الموجودة في الساحة، ومن أجل التصدي للفساد والتطرف. وجدير بالذكر أن الفزازي سبق له أن اعتُقل في إطار ملف "الإرهاب" على خلفية التفجيرات الأليمة التي استهدفت مدينة الدارالبيضاء في مايو 2003، وحُكم عليه ب30 عاما سجنا نافذا، قضى منها قرابة الثماني سنوات، قبل أن يُفرج عنه بعفو ملكي خلال شهر أبريل من العام المنصرم.