لا يمكن أن يمر خبر تحقيق إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم أكبر نسبة استماع للمحطات الإذاعية بالمغرب بحصولها على 25ر15 في المائة أي ما يعادل 737ر3 مليون مستمع.من غير وقوف على معانيه ودلالاته، فالجهة المنظمة للدراسة لا يمكن اتهامها على الأقل بالنزعة الدينية والغرض الخفي للإعلاء من الشأن الإسلامي في هذا المجال، فالنتيجة أعلن عنها المركز المهني لقياس نسب الاستماع للمحطات الإذاعية بالمغرب (سيراد) وتخص قياس نسب الاستماع لدى متتبعي الإذاعات الوطنية خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2012٬. وهمت الدراسة عينة تتكون من 12 ألف مستجوب يمثلون الساكنة المغربية التي تبلغ من العمر 11 سنة فما فوق٬ وأنجزت الدراسة من طرف معهد (إيبسوس)٬ المتخصص في مثل هذا النوع من الدراسات٬ بطلب من (سيراد) للحصول على المعلومات الكفيلة بفهم سلوك وعادات الاستهلاك لوسائل الإعلام السمعية البصرية حسب الشرائح المستهدفة والمناطق الجغرافية. المغرب العميق بهذا المعنى عبر العديد من المعلقين على الخبر بموقع "هسبرس" المتميز والواسع الصيت، حيث اعتبروا المؤشر دالا ومعبرا لمن لا يريد أن يعرف حقيقة هذا الشعب المبتلى بفئة متغربة تريد جره بعنف إلى غير طبيعته، هذا هو المغرب الحقيقي كلما أتيحت له فرصة في التعبير عن ذاته، قال أحد المعلقين"الحمد لله رغم المساعي المتواصلة لعملاء لفرنسيس لفصل هذا الشعب عن دينه و هويته العربية الامازيغية الاسلامية (...) الا انه كلما استمروا، كلما زاد تشبثه بدينه و إسلاميته التي يعلم الجميع أن حل كل مشاكل البلاد و العباد هي بتطبيق الإسلام و الشرع الذي يدعو للعدل و الحرية و الكرامة و المساواة و يدعو الى كل خير ..." فالكثير من الناس يختارون هذه الإذاعة كما قال "حمادة" باللسان الدارج:"الناس تيقلبو على النقاوة في الهضرة ....ماشي كلشي باغي الغناء والرقص، الناس رافضين العلمانية (...) الناس يفضلون الإسلام والكلام الهادف والتربية النقية (...) الناس يفضلون الإستماع على المشاهدة لأنهم يشاهدون ما ترفضه القلوب في الشوارع من سفور ومسخ" وقال آخر معلقا على النسبة العالية للاستماع"هذا مؤشر على ان المغاربة في امس الحاجة الى برامج دينية جادة تؤطر حياتهم.انا من المستمعين لاذاعة محمد السادس ، وكم اكون مسرورا حيث يحقق البرنامج تواصلا تاما مع المستمع وبمضمون جيد ومع علماء اجلاء ..." لن تفلح سياسة التمييع في تغيير طبيعة الشعب فبخصوص الرسائل التي يجب أن تصل إلى ذوي الشأن يقول "أديب":"هذا ما يجب أن يعرفه دعاة الحداثة المميعة والذين يجتهدون ويعملون على تغيير قيم وهوية المغاربة .هذه رسالة واضحة ان المغاربة متميزين بالحفاظ على هويتهم وقيمهم التي تنبعث من اعماق دينهم الاسلامي ." وقال هشام من إسبانيا"يا سيدي راه الناس فاقوا ,, إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم إذاعة تستحق التميز في كل وقت وزمان..واش كاينا شي حاجة أحسن من كلام الله.. شكرا للقائمين على الإذاعة ولمن كانت له البادرة الطيبة لتشييد هذا الصرح العظيم..والله يهدينا من ميوعة قنوات مغربية فحال 2m ..أتمنى المزيد من التألق للقناة , والله يجازيكم كل خير.." وسجل عبد السلام ملاحظة عما أثارته إذاعة محمد السادس من غيرة لدى جراننا الإقلميين حيث قال:"الجزائر فطنت إلى قناة السادسة كانت عندها شعبية عند الجزائريين، فقامت بخلق قناة دينية خاصة بالجزائريين...، و هذا يعني أن قناتنا "السادسة" لها إشعاع و صيت خارج المغرب و الحمد لله." إعجاب خاص ببعض برامج إذاعة محمد السادس ذكر عدد من المعلقين المستمعين لإذاعة محمد السادس على الموقع ما يعجبهم في الإذاعة فضلا عن الباقة المتنوعة من قراء العالم الإسلامي لكتاب الله تعالى، وكونها خالية من الميوعة وفحش الكلام والغناء، برامج تثير إعجابهم من مثل برنامج يسألونك الذي ينوع مواضيعه وضيوفه باستمرار، وبرنامج الجلال والجمال الرائع في لغته وأسلوبه وطريقة صاحبه ناجي الأمجد في عرض مادته، وبرنامج نخل ورمان والفوائد العلمية والصحية التي يكرم بها الدكتور محمد الفايد جمهوره وفي نفس السياق الحلقات الصحية التي تتقدم بها الدكتورة أمينة العراقي وبرنامج سلوة الأنفاس لصاحبه عبد الفتاح الفريسي وغيرها من البرامج المفيدة والنافعة ولا شك يدخل فيها مواد تفسير كتاب الله تعالى ومصطلحاته مثل حلقات الأستاذ إبراهيم السكنفل والأستاذ عبد القدوس أنحاس وحصة الطفولة مع عبد اللطيف بوبالة وفاطمة الحمداوي ومواد الأستاذ الخيراوي مع ضيفه المواضب مولاي البشير أعمون وحلقات التجويد وبرنامج المصحف المعلم وبرامج الحج مع الأستاذ شفيق الإدريسي ومنشطة البرنامج أمينة الهموري وغيرهن وغيرهم كثير..وهي برامج تشكل خير أنيس خصوصا لمستعملي الطريق وربات البيوت وأهل البوادي في حقولهم ومراعيهم وبيوتهم. تميز رغم ضعف الإمكانات المادية والبشرية تحقق كل هذا الصدى والتميز لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم رغم ضعف الإمكانات المادية وقلة الأطر المؤهلة والاعتمادات المرصودة ولولا تطوع العديد من الضيوف في تنشيط الكثير من حلقات التوعية الدينية والإرشادات الدعوية وما يدفع بأصحابها من أبعاد الغيرة والرسالية لتوقف العديد من تلك البرامج، ومن خلال تعليقات الناس في موقع هسبرس نجد شكاوى من الموجة الرديئة في بعض المناطق وعوامل التشويش وعدم تمكن التقاطها بالمرة في بعضها، يقول مواطن من مدينة وجدة "صحيح اذاعة ممتازة لاكن ما نلاحظه هو ان الصوت رديء للغاية فانا من محبي هذه الاذاعة في مدبنة وجدة المرجو اصلاح هذا العطب عاجلا " وقال آخر من مراكش "حسبي الله ونعم الوكيل اداعة محمد 6 لا تشتغل في مراكش الا بعد 2 بعد الظهر" وقال "محمد" من ورزازات:"ليكن في علم المسؤولين ان سكان مدينة ورزازات ونواحيها لا يلتقطون اذاعة محمد السادس للقران الكريم فعليهم تدارك الامر في اقرب وقت" وجاءت شكوى مماثلة من "طارق" من تارودانت. وشكوى مماثلة من ميسور وطاطا والجديدة. تمنيات وأمنيات بمزيد من الجودة والتطوير فلم يفت العديد من المعلقين بعد تمنيهم التوفيق لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم التنبيه إلى مزيد من التطوير والمهنية والجودة والإتقان وتنقية الإذاعة من بعض البدع والخرافات، قال أحدهم:"نتمنى ان تقدم الاذاعة برامج اكثر جرأة و تتقرب أكثر للمستمعيين" وقال آخر على مستوى جودة الضيوف بجلب من سماهم"العلماء الربانيين فسوف تحقق نسبا لا حدود لها" وقال حسن " اذاعة محمد السادس للقران الكريم.تحظى باحترام وتقدير الجمهور المغربي لانها متخصصة في الجانب الديني.اما منهجيتها في الاشتغال فهي بعيدة كل البعد عن المهنية.لان فاقد الشيء لا يعطيه.فالمشتغلون بهذه الاذاعة ةايضا في التلفزة"السادسة"يفتقدون الى التاطير والتوجيه والى المهنية.هناك كذلك ضعف في الامكانيات.كما ان مسؤوليها ليسوا في المستوى المطلوب الذي يؤهلهم لتسيير قناة اذاعية وتلفزية متخصصة في الجانب الديني.اتساءل عن غياب النقد الدقيق والبناء بطبيعة الحال على صفحات الجرائد والذي عهدناه في سنوات الثمانينيات والتسعينيات في جريدة العلم او الاتحاد الاشتراكي مثلا." وقال "عبد السلام" معمما متمنياته:"نتمنى أن يتطور الإعلام المغربي إلى الأفضل مع الحفاظ على هويتنا الإسلامية و تقاليدنا و أعرافنا، حتى نجد الاستفادة و المتعة لا نضطر إلى البحث عن الأحسن في القنوات الفضائية المشرقية" وختاما فهذه الإحصاءات العلمية والدراسات الميدانية تتحدث، وتعليقات المغاربة تتكلم لمن كان له قلب وعقل ويريد أن يكون قريبا من وجدان الشعب ونبضه ووفيا لأصالته وحضارته وخصوصياته، إنها مؤشرات بل تصريحات واضحة وبينة تصرخ في وجه من يتولى سياسة التوجيه والإعلام عن طبيعة الإعلام الذي يريده المغاربة وعن طبيعة الصوت القريب من قلوبهم والمعبر عن همومهم وتطلعاتهم إنها صرخة استنكار في وجه سياسة المسخ والميوعة والانحلال،إنه الشعب يريد النظافة في الإعلام كما يريدها في الفن والسياسة والاقتصاد، يريد الإصلاح ونبذ الريع والفساد.