إن مما يثير الانتباه ويستفز الفكر، ويحير العقل، أن تقرأ تعقيبا مطولا على أحد المقالات، يصب فيه صاحبه جام غضبه على الإسلام ونبيه، فيقول إنه كان خاطئا باعتناقه الإسلام وأنه كان مخدوعا، وأنه بعد معاشرته للغربيين الذين أدخلوه بيوتهم ثم قلوبهم، وبعد قربه منهم وتعامله معهم وتعرفه عليهم عن قرب، عرف الحقيقة، وعرف خطورة الدين الإسلامي، وحقيقة نبيه الذي اعتبره "كذابا" وليس نبيا، والذي ما فتئ يحرض أتباعه ويوغر صدورهم بالحقد على اليهود والنصارى ويدعو إلى قتلهم، والتنكيل بهم، في حين أنه يجد هؤلاء الغربيين اليهود والنصارى يحترمونه ويقبلونه كصديق بغض النظر عن دينه. "" ثم يستنتج انطلاقا من ذلك أن المسلمين غير متسامحين مع أهل الديانات الأخرى، وحاقدين على اليهود والنصارى، ويريدون إجبارهم وإكراههم على الدخول في الإسلام، وأن الإسلام يحرض على الحروب، وأن المسلمين يحبون القتل ويمارسونه بكل وحشية وبشاعة ودون رحمة ولا شفقة. في حين أن الغرب متسامح ومتحضر، وأن الحضارة الغربية تتميز بقيمها الإنسانية، التي تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحترم الآخر كيفما كانت معتقداته. ولكي يبرر ويعزز استنتاجه، تجده يلجأ إلى سرد عدد من الآيات والأحاديث بشكل انتقائي، ويقدمها مبتورة ومجتزأة من سياقها، بشكل فيه تجني وتحريف عن المعاني والمقاصد الحقيقية، معتمدا أسلوب المستشرقين والمنصِّرين، ومعتمدا على منهج من يقف على الآية التي تقول "ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" فيكتفي بنصفها ويقول "ويل للمصلين" وبذلك ينقلب المعنى رأسا على عقب. ودون أن يذكر لا أسباب نزول الآيات ولا فيمن نزلت، ودون أن يرجع لأي واحد من التفاسير، لا من أجل اعتماده كمرجع ولا من أجل مناقشته وانتقاده. كما يلجأ وبنفس الأسلوب إلى تفسير عدد من الوقائع التاريخية تفسيرا مغرضا يتعارض مع مقاصد الإسلام أصلا. والحقيقة أن هذا الأمر يدعو إلى التساؤل عن مثل هذا الهجوم، بهذا الشكل المغرض، هل سببه الانبهار بالنموذج الغربي والاستلاب لثقافته وشعاراته، إلى درجة كراهية الذات والحقد عليها، واللجوء بالتالي إلى جلدها وسب تاريخها من أجل إثبات التبرء منها. أم أن سببه هو السقوط في حبال حملات التنصير، التي بدأت تنشط مؤخرا في صفوف شبابنا، وأن هؤلاء المنصرين قد نجحوا في برمجة بعضهم، وعزلهم، ثم تحريضهم ضد دينهم وثقافتهم وأصلهم، وبعد ذلك تجنيدهم ليخوضوا المعارك ضد أهلهم بالنيابة عنهم. كما يدعو إلى الحيرة والاستغراب، من أمر من يتبنى مثل هذا الكلام، وهذا الخطاب الذي يفيض بالحقد والتحريض على الكراهية ضد الإسلام والمسلمين وقرآنهم ونبيهم، مع القول بأن الغرب قد علمه أن يكون متسامحا مع المخالفين، وأن يحب الخير للناس جميعا بغض النظر عن أديانهم، فما نصيب المسلمين يا ترى من ذلك التسامح في ظل هذا الخطاب الحاقد.
ولذلك وجب التفاعل مع هذه الموجة وتنبيه هؤلاء الضحايا، المنبهرين بالغرب والمخدوعين بشعاراته البراقة، ودعوتهم لتناول الأمور بعقلية نقدية، وتمحيصها والتأمل فيها بشيء من التعمق، بعد تقليبها من مختلف الأوجه، وعدم الاقتصار على وجه واحد دون البقية، أو جزء واحد دون بقية الأجزاء الأخرى. فكيف يدعي هؤلاء أن الحضارة الغربية تحث على التسامح مع الآخرين، وتحترم الحياة والقيم الإنسانية، وتنشر السلام، وأن الإسلام لا يتسامح مع اليهود والنصارى، ويدعو إلى إشعال الحروب ويحرض على القتل. فهل نسي هؤلاء أم تناسوا أن الحضارة الغربية هي التي أشعلت الحرب العالمية الأولى وأتبعتها بالثانية، وأزهقت فيها الأرواح بِلا عَدّ ولا حِساب، ومارست القتل في أبشع صوره. وأن هذه الحضارة هي التي ارتكبت أكبر جريمة ضد الإنسانية في هذا العصر، حين قصفت بالقنبلة الذرية مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان، وأدت إلى مسح المدينتين مسحا تاما، وسوتهما بالأرض، ودمرتهما تدميرا، فوق رؤوس سكانها دون رحمة ولا شفقة على الأطفال ولا على النساء ولا على الشيوخ، حيث أحرقوا فيهما الأخضر واليابس، وأحرقوا الإنسان والحيوان وحتى الزرع والنبات، دون أن يهتز لهم ضمير ولا أن تتحرك فيهم قيم الإنسانية، والمصيبة أن الآثار الكارثية لا زالت مستمرة إلى الآن، ولم تقتصر على ذلك الجيل وحده، بل استمرت معاناة الأجيال المتتابعة جيلا بعد جيل، ولا يعلم إلا الله إلى متى ستبقى مستمرة. وأن الحضارة الغربية هي التي نفذت أكبر إبادة جماعية ضد الهنود الحمر، السكان الأصليين لأمريكا، حين كانوا يعدمونهم أفرادا وجماعات، حتى أبادوهم. وأن الحضارة الغربية هي التي أقدمت على استعمار شعوب العالم، ظلما وعدوانا، إرضاء لجشعها وطمعها في نهب ثرواتها، واستنزاف خيراتها، فأفقرتها وجوعتها، ولا زالت تفعل. وأن فرنسا لوحدها قتلت أكثر من مليون شهيد في الجزائر فقط، خلال المرحلة الاستعمارية البئيسة. وأن التاريخ لا زال يسجل كيف تفنن الأوروبيون في اختطاف الزنوج والسود الأفارقة، وسلبوهم حريتهم قهرا وظلما وعدوانا، وتفننوا في تعذيبهم وإرغامهم على العبودية، واستغلالهم أبشع استغلال، لإرضاء جشعهم وطمعهم في جمع المال من تجارة العبيد التي ازدهرت بين أوروبا وأمريكا. وأن الحضارة الغربية هي التي زرعت وأنبتت نظام الأبارتايد العنصري، الذي يفرق بين الناس على أساس اللونين الأبيض والأسود، في جنوب إفريقيا، ولم يتمكن السود من إسقاطه والانتصار عليه بقيادة نيلسون مانديلا إلا في الأمس القريب. وأن الحضارة الغربية هي التي زرعت وأنبتت نظاما إرهابيا صهيونيا يقتل بالجملة، بدون رحمة ولا شفقة، ولا يستثني أطفالا ولا نساء ولا شيوخا، ويهدم البيوت ويخربها، ويقتلع الأشجار ويعيث في الأراضي الفلسطينية فسادا، ولازالت ترعاه وتوفر له الحماية، وتعينه على جرائمه. وأن الأنظمة الغربية هي التي تبيع الأسلحة وتتاجر في الحروب وتحرض عليها وتعمل على إشعالها،وأن الحضارة الغربية هي التي حطمت بلدا بأكمله كالعراق، بعد أن كذبت على العالم كذبتها الشهيرة بوجود أسلحة الدمار الشامل هناك. وأن هذه الحضارة هي التي أنتجت أبشع أنواع معتقلات التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، والدوس على الكرامة وكل القيم الإنسانية، في كوانتانامو وأبو غريب، وما خفي أعظم. ومن جهة أخرى هل نسي هؤلاء أن الإسلام والمسلمين قد تسامحوا مع اليهود والنصارى إلى أقصى الحدود، وسمحوا لهم بالاحتفاظ بأديانهم وكنائسهم ومعابدهم، في كل البلاد العربية والإسلامية، وأنهم عاشوا عبر التاريخ، ولا زالوا يعيشون إلى عصرنا هذا في كل من المغرب وتونس ومصر ولبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها، بكامل حقوقهم، دون إكراه على دخول الإسلام، ولا على ترك البلاد. وأن تسامح الإسلام قد وصل إلى درجة أن سمح لهم بتناول الخمر وشربها رغم أنه يحرمها على المسلمين ويعتبرها أم الخبائث، وبتربية الخنازير وتناول لحومها رغم أنه يحرمها على المسلمين، وسمح لهم بكل ما تسمح لهم به شرائعهم، حتى وإن خالفت شريعة الإسلام، فلم يفرض عليهم شيئا من شريعته، ولم يحرم عليم شيئا مما تجيزه شرائعهم، في الوقت الذي نرى فيه فرنسا وغيرها من الدول الغربية تحارب الحجاب وتمنع المسلمات من ارتدائه. وأن الإسلام قد سمح للمسلمين بمصاهرتهم ومعاشرتهم والزواج منهم وأكل طعامهم وإطعامهم{ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ }المائدة5. وهل نسي هؤلاء أن لا أحد غير المسلمين استقبل يهود الأندلس حين فروا مع الفارين من جحيم محاكم التفتيش التي أقامتها أوروبا المسيحية هناك. وأنه لم يسبق للمسلمين أن أقاموا أي محاكم للتفتيش ضد المخالفين، كما أقامتها أوروبا المسيحية ضد المسلمين واليهود في الأندلس. وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إذايتهم، حين قال:(من آذى ذميا فقد آذاني(، واعتبرهم أمانة في ذمة المسلمين. وأن القرآن الكريم قد نهى عن مجادلتهم إلا بالتي هي أحسن{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46. وأنه نهى عن إهانتهم وسبهم أو سب معتقداتهم، ودعا إلى ترك حسابهم على الله، {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108. وهل نسوا أم تناسوا أن المسلمين يحترمون كل أنبياءهم، بل ويؤمنون بهم جميعا ويُصَلّون عليهم ويُسَلِّموا تسليما، في الوقت الذي لا يتوقف كلٌّ من اليهود والنصارى عن إهانة نبي الإسلام وسبه ونعته بأبشع النعوت، في صحفهم ومنشوراتهم وقنواتهم وبكل الوسائل. وأن الإسلام قد نهى عن مقاتلة المسالمين منهم، وأمر بِبِرِّهِم والقِسط إليهم} لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{8}) الممتحنة.وأنه قد حصر القتال فقط فيمن يعلن الحرب على المسلمين ويعتدي عليهم، فأولئك أمر بالحزم في مواجهتهم ومقاتلهم وعدم التساهل معهم من أجل وقفهم عند حدهم} (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ{190}) البقرة}.(إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ) {9}الممتحنة وحتى حين أمر بمقاتلتهم فقد أمر بالتوقف عن ذلك بمجرد أن ينتهوا عن عدوانهم ويكفوا أذاهم، ولم يسمح بمواصلة القتال، لأنه لا يريد إبادتهم عن آخرهم (فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)193}) البقرة.(وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{61})الأنفال. وحتى الذين يعيشون في بلاد الإسلام من غير المسلمين، حينما فرض عليهم أداء الجزية، فقد جعلهم في ذلك سواسية مع المسلمين سواء بسواء، بمعنى أن يؤدوا الضريبة لخزينة الدولة (الجزية(، وعندما يقول "وهم صاغرون" أي خاضعون ومنقادون لقوانين الدولة، غير متمردين عليها ولا محاربين ضدها. مثلهم مثل المسلمين الذين يؤدون الضريبة لبيت المال (الزكاة(، ويخضعون للدولة ولقوانينها، ولا يحق لهم الخروج عليها أو شق عصى الطاعة، أو التمرد والانفصال.
وفي الختام يبقى من الواجب في هذا المقام التأكيد والتنبيه على أن هذا الكلام لا يعني بأي شكل من الأشكال، أن نضع الغرب كله في سلة واحدة، وأنه كله شر، ولا خير فيه بالمرة، بل لابد من العدل في الأحكام والتوازن في الرؤية، فلا يتطرف المسلمون في الانغلاق على الذات ومقاطعة الغير إلى درجة التغاضي عن كل إيجابيتهم، لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، وهو مأمور بطلب العلم ولو في الصين، ومن جهة أخرى لا يتطرفون في الانبهار بهم، والتغاضي عن كل سلبياتهم، إلى درجة الاستلاب، التماهي في الآخر والتنكر للذات والتبرء منها والانخراط في هدمها، بل لابد من التوازن والاعتدال والتوسط في تقييم الأمور، كما هو منهج الإسلام دائما وفي كل شيء، فلا إسراف ولا تقتير، ولا إفراط ولا تفريط، ولا ضرر ولا ضرار، بل لابد من التمييز في الغرب بين الإيجابيات والسلبيات، وبين الشعوب والأنظمة، فكما أن الغرب ليس كله خير، فإنه ليس شر كله، فلا يخلو من الناس الذين يحبون الخير والتعايش والسلام مع غيرهم من الأمم والشعوب، فقد خرج منهم الكثير في مسيرات ضخمة ضد الحرب على العراق، وأخرى منددة بسياسات حكوماتهم، وخرجوا كذلك في مسيرات مساندة للشعب الفلسطيني، وهنا لا يمكن نسيان مواقف بعض المنصفين منهم أمثال عمدة لندن "كين ليفينغ ستون" والموقف الأخير لكبير القساوسة بالكنيسة الأنجلكانية "روان ويليامز"، ومواقف الأمير تشارلز وغيرهم كثير، إضافة إلى أنه كما أن فيهم عنصريين يكرهون المسلمين المقيمين في الغرب ويضيقون عليهم، فإن فيهم متسامحين يكرمون ضيوفهم ويعاملونهم بالحسنى، تماما كما يفعل المسلمون معهم حين يحلون عليهم ضيوفا، فيكرمونهم أحسن ما يكون الكرم، ويعاملونهم أحسن ما تكون المعاملة، حتى إن منهم من يؤْثِرُ الاستقرار نهائيا بين العرب والمسلمين، ومن يرجع إلى بلاده فإنه يرجع وهو يحمل معه أحسن الذكريات التي لا تنسى، وإن منهم لمن يقتنع بالإسلام دينا فيعتنقه ويتشبث به أكثر من بعض أهله، ويحمل مشعله وينطلق للدعوة إليه، ولو أن الإسلام كان بذلك السوء ما كان أكثر الأديان انتشارا وأسرعها، وما كان سيقبل عليه الناس من كل حدب وصوب بما فيه الغرب نفسه، أفواجا أفواجا، أفرادا وجماعات، بكامل حريتهم ودون إكراه، وبدون سيف ولا حرب ولا خوف من المسلمين (الذين يمرون بلحظات الضعف بكل مظاهره العسكرية والاقتصادية..)، بل في ظل هذا الضعف والتشتت وتكالب الأمم عليهم، وفي ظل كل هذه الحملات من التشويه الممنهج ضد الإسلام والمسلمين، وضد نبيهم وقرآنهم، فإن الإقبال والمقبلون على الإسلام في تزايد مستمر، بل إن ما يثير الانتباه فيمن يقبلون على الإسلام ليس فقط عددهم وكثرتهم، بل حتى نوعيتهم ومستواهم الثقافى والفكري والعلمي، كالمفكر والفيلسوف الفرنسي رجاء جارودي، وعالم الرياضيات الأمريكي البروفيسور "جيفري لانك"، والسفير الألماني السابق بالرباط وقبل ذلك بالجزائر "مراد هوفمان"، وغيرهم كثير جدا، كالملاكم العالمي "محمد علي كلاي"، والملاكم "مايك طايسن"، ومغني الروك البريطاني "يوسف إسلام"، واللائحة طويلة جدا ولكن ليس مقام سرد الأسماء كلها، وإنما العبرة في كون الإسلام يحمل عناصر القوة الإقناعية في ذاته، فهو يبقى قويا ومقنعا حتى في لحظات ضعف أهله.