قصص كثيرة سمعناها وألفناها عن رجال طلقوا زوجاتهم لأنهن لا ينجبن سوى الإناث، لكن سيدة سعودية من محافظة القطيف كتبت لنفسها قصة مغايرة. قرعت جرس العلم واختارت أن تطلب الطلاق من زوجها بسبب إنجابها المتكرر للإناث. وعبرت عن رغبتها في إنجاب الذكور، واستندت فى طلبها إلى أن العِلْم يؤكد أن تحديد جنس المولود "بعد قدرة الله تعالى " تعود للرجل. وكانت قد قررت الانفصال عن زوجها بعد نشوب خلافات حادة نتيجة إنجابها إناث ، ورفضت البقاء في منزل زوجها وتوجهت لمنزل أسرتها، وقالت: إنها تتمنى ان يُعوِّضها الله وتتزوج وتنجب ذكراً يحملها في كِبَرها "على حد قولها" . وذكر مقرّبون من العائلة أن محاولات الزوج وبعض المقربين من العائلة لإقناع الزوجة بالعدول عن الطلاق والاهتمام ببناتها باءت بالفشل. ومن جانبها أكدت طبيبة النساء والولادة والعقم الدكتورة مريم محمد أن الحيوانات المنوية الذكرية هي التي تُحدِّد جِنْس الجنين "بإذن الله تعالى. فهل يمكن أن تنتقل العدوى للمغرب ونشهد حالات طلاق مشابهة؟ تفضيل الذكور على الإناث جهل لم يندثر بعد ترى أمينة أستاذة التعليم الابتدائي أن "ما قامت به هذه السيدة هو مهين للغاية. فهي أهانت نفسها قبل أن تهين زوجها. إذ كيف لها أن ترضى بانهيار أسرتها مما سيعرض بناتها للمعاناة وهذا من أجل إنجاب الذكور. إن هذا دليل على جهل هذه المرأة ونظرتها الدونية لذاتها كامرأة." ويشاركها الرأي شعيب ويقول "أن هذا السبب مجرد مطية استعملته السيدة للهروب من هذا الرجل. أما إذا كان فعلا هذا هو السبب الرئيسي فأنا اعتبره تخلفا ولا يستحق تعليقا. لأن المرأة في هذه الحالة تستنقص من قيمة نفسها". وتعتقد هدى (مغربية مقيمة بإسبانيا) "أن هذا التفضيل بين الذكر والأنثى ينم عن الجهل المتفشي في مجتمعاتنا. وأظن أنه لا توجد تجربة علمية تؤكد مسؤولية الرجل أو المرأة عن تحديد جنس الجنين." غير أن نجاة طالبة جامعية كان لها رأي آخر وأكدت أنه "من حق المرأة أن تطلب الطلاق متى ما شاءت. ولا يحق للمجتمع أن يعاتبها على خياراتها. وأعتقد أن ما قامت به هذه المرأة هو بمثابة تمرد على المجتمع الذي يجلدها باستمرار حتى في الأمور التي لا ذنب لها فيها. ولا يجب أن ننكر أن مجتمعاتنا الذكورية مازالت تستقبل مولد الإناث باحتفالية أقل من التي تقيمها للذكر، إن لم نقل أن هناك من يغضب لأن زوجته أنجبت أنثى ولا يرضى أن يطلق عليه اسم أب البنات. وهناك نساء كثيرات يعشن في خوف من أن يتزوج عليهن أزواجهن بأخرى أو يطلقهن لأنهن لا ينجبن سوى البنات." تحديد جنس الجنين مسؤولية من؟ أكد الدكتور نجيب ليوس أنه منذ الثمانينات والأبحاث جارية في موضوع اختيار جنس المولود والقاعدة العلمية الرئيسية المتعارف عليها بأن جنس المولود يحدد بنوع الكروموسوم الذي يحمله الحيوان المنوي إما أنثويا ( X -chromosome ) أو ذكريا ( Y- chromosome ) في حين أن بويضة الأنثى لا تحمل إلا ( X-chromosome ) أي الكروموسوم الأنثوي . فإذا كان الالتقاء بين حيوان منوي يحمل الكروموسوم الأنثوي مع البويضة ( X-X ) كان نتيجة التلقيح أنثى، وإذا كان الالتقاء بين حيوان منوي يحمل الكروموسوم الذكري ( X-Y ) مع البويضة كان الناتج ذكرا. هذه القاعدة كانت المحور الذي تدور حوله جميع هذه الأبحاث . وكثيرة هي المحاولات التي سعى لها العرق البشري من أجل تحديد جنس المولود اعتمدت كلها على افتراضات النجاح أو الفشل، حتى تدخل العلم وأصبح لاختيار جنس المولود وسائل مختلفة تتفاوت في درجات تعقيدها وفرص نجاحها . بدأت بفرضيات تناقلت مع الأجيال ووجدت لها مدخلا علميا لتنتهي بوسائل معقدة يديرها علماء الأجنة في مختبرات معقدة التجهيز . يُنشر بالاتفاق مع مجلتكِ