قال فؤاد الحاجّي لهسبريس، وهو النّاشط السياسي الهولندي المتأصل من المغرب، إنّ انهيار الحكومة الهولنديّة يوم السبت الماضي وانكسار التحالف الذي يكسبها الشرعيّة يعدّ حدثا سياسيّا إيجابيّا على مصالح المغاربة المستقرّين فوق تراب الأراضي المنخفضة. وكانت ذات الحكومة قد أعلن على انهيارها، وهي التي يقودها اللّيبراليّون، بعد أن أخفقت في حشد الدعم للتوجه صوب خفض مصاريف الميزانيّة العامّة.. خصوصا وأنّ النقاش بين تشكيلتها الموزّعة على 3 أحزاب قد طغى عليه الخلاف الماس بالطريقة التي يمكن بها جعل العجز لا يتخطّى عتبة ال3%. وزاد الحاجّي، باعتباره ناشطا سياسيّا بحزب العمل منذ 20 سنة وشاغلا لمنصب مستشار بعموديّة رُوترْدَام طيلة الولايات الجماعيّة ال4 الماضيّة، بأنّ سقوط الحكومة الهولنديّة يشكّل مناسبة لمعاودة بعث انتظارات الهولنديّين من أصل مغربيّ بعدما عمدت التشكيلة الحكومية المنهارة على "تغييب هذه الانتظارات بتبنّي خطاب ماسّ بحقوق المنحدرين من أصول أجنبيّة". ذات النّاشط السيّاسيّ البالغ من العمر 43 سنة، والذي راكم 30 سنة من التواجد بالديار الهولنديّة بعد قدومه إليها من منطقة الرّيف وإقليم الحسيمة تحديدا، اعتبر إقبال المغاربة على التصويت المكثّف خلال الانتخابات البرلمانيّة الهولنديّة، وهي المرتقبة خلال الفترة الممتدّة ما بين شهري شتنبر وأكتوبر المقبلَين، "واجبا من أجل الدفاع عن حقوقهم والنأي بأنفسهم عن لائحة من سيدفعون فاتورة المحطّات التقشّفيّة". الحَاجّي قال ضمن حديثه لهسبريس إنّ العيش في مناخ ديمقراطيّ لا يعني الاطمئنان على الحقوق والمكتسبات، واسترسل باعتباره هذا التصوّر خاطئا لأنّ "التدبير الديمقراطيّ يغيّر القوانين ويجعل الأقليّات فئات هشّة يسهل إفقادها ما سبق لها وأن انتزعته على مستويات من قبيل الشغل والرعاية الاجتماعيّة". كما ألحّ نفس السيَاسيّ على توجيه خطابه لمشاركيه ذات الأصل بالبيئة الاجتماعيّة الهولنديّة واعتبار تموقع السيّاسيّين الهولنديّين المغاربة ضمن مختلف درجات تدبير الشأن العام "غير شافع لمغاربة الأراضي المنخفضة المفضّلين للتراجع عن التصويت وإبداء الرأي".. موردا بأنّ العزوف الانتخابي المغربي يبقى مرصودا بالمحطات الانتخابية الهولنديّة وداعيا إلى تحريك حملات توعيّة للتخفيف من حدّة هذه الظاهرة.