انعقد يوم فاتح أبريل الجاري بمدينة برشلونة لقاء تواصلي جمع نخبة من أبناء مدينة العرائش المقيمين بالمهجر، نظم تحت شعار "إعادة الاعتبار لمدينتنا بعيدا عن كل الاتجاهات السياسية". هذا اللقاء التواصلي الذي خصص لمناقشة وضع مدينة العرائش على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، عرف حضورا نوعيا لأبناء العرائش القاطنين في كل من دول بريطانياوالسويد واسبانيا والهدف هو تكوين كتلة عرائشية موحدة للدفاع عن مصالح المدينة وفضح كافة أشكال الفساد المستشرية، وتقديم مقترحات إيجابية وبناءة لأصحاب القرار والمسؤولين للعمل بها. كما تم الاتفاق بعد انتهاء أشغال هذا اليوم الدراسي الذي عرف مداخلات نوعية ونقاشات هادفة على أن يتم توسيع المبادرة والانفتاح على باقي العرائشيين المقيمين في باقي الدول الأوروبية كبلجيكا، فرنسا وهولندا بالإضافة إلى كل أصدقاء مدينة العرائش الراغبين في الانخراط في دينامية رد الاعتبار للمدينة وتاريخها والمساهمة في كل الخطوات الكفيلة بتحسيس كل من القوى السياسية بالمدينة وإطارات المجتمع المدني بالداخل والخارج وكل الغيورين على مدينة العرائش بأهمية العمل جميعا من أجل وضع اليد على مكامن الخلل المسؤولة عن تفاقم المشاكل التي تعرفها المدينة على مختلف المستويات كنتيجة حتمية لتراكم مجموعة من إشكالات التدبير والتسيير وغياب رؤية استراتيجية كفيلة بتقديم إجابات تعتمد المعرفة كأساس للتخطيط و التدبير السليمين وتنطلق من ارادة الحفاظ على جمالية ومكانة المدينة العريقة. وقد أكد البيان الختامي لهذا اللقاء على استقلالية هذه المبادرة وعدم اتخاذها لبعد سياسي أو طابع تنظيمي من شأنه أن يضيع وجهة المبادرة التي ولدت فقط من أجل مدينة العرائش. كما قدم ذات البيان تشخيصا مستوفيا لكل المؤهلات العائلة التي تتوفر عليها مدينة العرائش في مجالات الفلاحة والصناعات الفلاحية والتنوع البيئي الزاخر للمنطقة، وكذلك الموقع الاستراتيجي لميناء المدينة المخصص للصيد البحري. كما لم يفت الحاضرين الثناء على المؤهلات البشرية لمدينة العرائش المتشبعة بثقافة الانفتاح على الحضارات الإنسانية والممتلكة لقابلية التواصل مع باقي الثقافات الأخرى سواء داخل المغرب أو خارجه، والدور الحقيقي الذي يلعبه أبناء العرائش بالمهجر باعتبارهم رافعة اقتصادية حقيقية للمدينة من خلال التحويلات أو الاستثمار في مشاريع متنوعة أو عقد شراكات تنموية مع جمعيات ومنظمات أوروبية . وبالإضافة إلى مؤهلات المدينة عدد البيان مجموعة من المساوئ والاكراهات تمثلت في حالة الانفلات الأمني المتصاعد، و قصور قطاع النظافة العمومية المتردي الاداء، وغياب تام لاستراتيجية عمرانية متكاملة تضمن احترام البنيات الاساسية وتحافظ على انسجام وجمالية المدينة، وفشل سياسات محاربة دور الصفيح و السكن الغير اللائق أمام تنامي ظاهرة الهجرة الداخلية، وغيرها... وفي الختام دعا أصحاب البيان - من موقع المسؤولية التي يتحملونها كأبناء للمدينة والوطن- مختلف الأحزاب السياسية بالمدينة إلى الارتقاء بالعمل السياسي المحلي من خلال اعتماد أساليب تسيير حديثة وفتح المجال للطاقات و التخلي عن الممارسات الانتخابوية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى وصول سماسرة الانتخابات وعديمي الخبرة إلى مواقع القرار. كما دعوا كافة المسؤولين إلى إعادة الاعتبار للمدينة من خلل دعم المجال الرياضي و تنشيط الحياة الثقافية والعمل على التعريف بالمدينة و مؤهلاتها التاريخية ورسم مخطط استعجالي لمراقبة والحفاظ على المآثر التاريخية للمدينة، واحترام المناطق الخضراء وغابات الإقليم وإيقاف الترامي المستمر على الملك الجماعي من طرف اللوبيات العقارية سواء على مستوى الجماعات الحضرية أو القروية مع تعزيز وترشيد المهام المرتبطة بمراقبة شواطئ المدينة للحيلولة دون سرقة الرمال ومتابعة الفاعلين. كما تم الاعلان على أنه ستتم صياغة أرضية للمبادرة بالإضافة الى ورقة مطلبية مفصلة سيتم إرسالها الى العديد من الادارات والمؤسسات المغربية، كما ستقوم المبادرة بإعداد حملة للتعريف بالمدينة وصياغة برامج تهدف الى تمكين تبادل الخبرات في مجال التسيير العمومي. هذا ويعتبر اللقاء المذكور أول لقاء رسمي يجمع عرائشي المهجر انطلق منذ شهور من مقترح عبر الشبكة الاجتماعية الفاسبوك ليتطور النقاش، وتتشكل اللجنة التنظيمية ويتم اختيار مدينة برشلونة كمكان للانعقاد. وقد أجمع كافة المشاركين على استحسان الخطوة، وضرورة تطوير آليات العمل وتوسيع المبادرة والانفتاح على خبرات وكفاءات تقنية من أجل مردودية أفضل.