اتهمت السلطات الرسمية التونسية جهات داخلية لم تكشف عن هويتها بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد من خلال تأجيج حدة المواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين شاركوا اليوم ٬ في مسيرة حاشدة وسط العاصمة بمناسبة إحياء ذكرى عيد الشهداء (9 أبريل 1938 لمقاومة الاستعمار) . وأعلن الرئيس التونسي ٬المنصف المرزوقي في تصريح للتلفزيون الرسمي مساء اليوم ٬ عن إصابة 10 عناصر من قوى الأمن بإصابات متفاوتة الخطورة خلال المصادمات التي جرت بين المتظاهرين وقوات الشرطة. وأشار المرزوقي إلى أنه تم أيضا العثور على سيارة بها كمية من الزجاجات الحرقة كانت معدة للاستعمال ضد قوات الأمن٬ مؤكدا رفضه للعنف سواء من قبل المتظاهرين أو من قبل قوات الأمن ٬ كما اتهم "بعض الجهات" بمحاولة "إغراق" التحالف الذي يتولى حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية الحالية. وكانت مواجهات عنيفة قد جرت اليوم ٬ بين المتظاهرين الذين كانوا يصرون على الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي ٬ حيث يوجد مقر وزارة الداخلية وقوات الأمن التي تصدت لهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع ٬ مما أسفر عن إصابة العديد من المتظاهرين ووقوع حالات اختناق . وقد عبرت العديد من الهيئات السياسية والحقوقبة والنقابية عن "إدانتها واستنكارها الشديد" لاستعمال العنف ضد المتظاهرين ووصفت ما حدث اليوم بíœ"اليوم الأسود". كما شجبت رئاسة المجلس التأسيسي٬ في بيان لها٬ "الاعتداءات التي تعرضها أعضاء من المجلس وشخصيات حقوقية وصحفيين ومواطنين عزل٬ خلال مشاركتهم في مسيرة سلمية لإحياء ذكرى 9 أبريل 1938 "٬ داعية إلى فتح "تحقيق فوري" في هذه الأحداث. كما دعت إلى "تجنب العنف والتوتر في إطار احترام القانون والحفاظ على هيبة الدولة٬ من جهة وضمان الحريات الاساسية ومنها حرية التظاهر السلمي من جهة أخرى". من جهتها نددت وزارة الداخلية بما وصفته ب"الخرق المتعمد للقانون وسعي البعض لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار بدل احترام القانون والحريات". وقالت الوزارة في بيان لها إن مجموعات من الاشخاص "عمدت الى خرق قرار منع التظاهر بشارع الحبيب بورقيبة الصادر عن وزارة الداخلية وحاولت اقتحام الشارع بالقوة رغم المساعي الداعية إلى التظاهر السلمي بمكان آخر". وأوضحت أنه بعد لجوء المتظاهرين إلى استعمال "العنف اللفظي والمادي" ضد قوات الأمن و"مهاجمتها بالحجارة والمقذوفات الحادة"٬ مع الاصرار على اقتحام الشارع المذكور ٬ اضطرت هذه القوات إلى تفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع. واشارت إلى إصابة 8 من أفراد الشرطة بإصابات متفاوتة الخطورة نقلوا إلى المستشفى وحرق جزئي لسيارة تابعة للأمن٬ فيما تم إيقاف عدد من المهاجمين وحجز كميات من الزجاجات الحارقة.