توفي ثلاثة أشخاص في تونس متأثرين بجروح أصيبوا بها في مواجهات مع قوات الأمن وقعت، أول أمس السبت، وسط العاصمة التونسية. وذكر بيان لوزارة الداخلية, أوردته وكالة الأنباء التونسية, أنه جرى نقل 12 شخصا أصيبوا خلال هذه الأحداث إلى المستشفى لتلقي العلاج،"حيث توفي ثلاثة منهم, فضلا عن إصابة العديد من أعوان الأمن بجروح متفاوتة". وأوضح المصدر ذاته أن عددا من مثيري الشغب, الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين, "استخدموا مجموعة من الشباب في سن الدراسة دروعا بشرية وقاموا بأعمال حرق وعنف, مستعملين العصي والحجارة". وأضاف البيان أن المشاغبين "قاموا بتفجير قارورة غاز أمام أحد مباني شارع الحبيب بورقيبة, في محاولة منهم لإثارة الرعب في صفوف المواطنين واستهداف أعوان قوات الأمن الداخلي ووحدات الجيش الوطني, التي كانت تحاول منعهم من مواصلة التخريب والنهب والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة". من جهة أخرى, أفادت الوزارة, في بيان لها, أنه جرى إيقاف أكثر من 188 شخصا من مرتكبي أعمال التخريب والحرق, مضيفة أنه "نظرا لخطورة أعمال التخريب والنهب والإحراق (..), فإنها تذكر بحالة الطوارئ", الجاري بها العمل في البلاد. وكانت قوات الأمن التونسية قامت بتفريق بضع مئات من المتظاهرين تجمعوا أمام مقر وزارة الداخلية, وسط العاصمة, باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع. وكان المتظاهرون يرددون شعارات تدعو إلى رحيل الحكومة الانتقالية وحل البرلمان وإنشاء هيئة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد. وكانت العاصمة التونسية شهدت، الجمعة المنصرم، تظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية. وفي المساء توجه المتظاهرون بأعداد كبيرة إلى مقر وزارة الداخلية محاولين اقتحامها, إذ جرت مصادمات مع قوات الأمن, أسفرت عن إصابة21 شخصا, فيما جرى نهب وتخريب مراكز أمنية وممتلكات خاصة ومحلات تجارية. وذكر بيان لوزارة الداخلية, أوردته وكالة الأنباء التونسية, أن المتظاهرين أحرقوا جزءا من الإدارة الفرعية لشرطة النجدة المحاذية لمقر الوزارة وخربوا مركزا لشرطة المرور وآخر للأمن وسط المدينة. كما قاموا بإحراق أجزاء بعدد من المحلات التجارية الكبرى ونهبوا محتوياتها ,فضلا عن تخريب وإحراق عدة سيارات خاصة وأخرى تابعة للشرطة. ودعت الوزارة في بيان آخر " كافة أولياء التلاميذ والطلبة إلى حث أبنائهم على الكف عن المشاركة في أعمال الشغب والتخريب والالتحاق بمؤسساتهم التربوية والجامعية ومقرات إقاماتهم, حفظا لسلامتهم ووقاية من استعمالهم كدروع بشرية من قبل الذين يقفون وراء أعمال التخريب والنهب". استخدمت قوات الأمن التونسية القنابل المسيلة للدموع لتفريق المئات من المتظاهرين، الذين تجمعوا أمام مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة. وطالب المتظاهرون بإسقاط الحكومة المؤقتة الحالية برئاسة محمد الغنوشي، كما رفعوا شعارات منها "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء"، و"تونس حرة والتجمع على برة". وتعتبر هذه المظاهرة الثانية من نوعها في غضون أقل من 24 ساعة، حيث تمكنت قوات الأمن التونسية مدعومة بعناصر من الجيش من تفريق مظاهرة كبيرة مساء الجمعة أمام مقر وزارة الداخلية. وكانت مظاهرات مماثلة انطلقت الجمعة الماضي، في عدد من المدن التونسية، ترافقت مع أعمال تخريب وحرق، شهدتها مدينة القصرين (200 كيلومترغرب العاصمة)، ومدينة المتلوي (450 كيلومترا جنوب غرب تونس العاصمة) التي سقط فيها قتيل برصاص قوات الأمن. وحذرت صحيفتان تونسيتان، غداة هذه التظاهرة الضخمة وما تبعها من صدامات،