تستعد القناة الثانية "دوزيم" لارتداء جلباب ديني على غير عادتها التي دُفعت إليها دفعا منذ سنوات، حيث عُرفت بنهجها خطا سياسيا وإيديولوجيا يميل إلى التيار الفرنكوفوني والتغريبي، وإلى الاعتماد على كل ما هو ترفيهي وسطحي لا يقترب من نبض الشعب الذي يمول هاته القناة، التي وصفها البعض بأنها قناة كانت شاردة وهائمة إلى أن أطل عليها صبح إسلاميي الحكومة الحالية. وفرض دفتر التحملات الجديد على القناة الثانية بث آذان الصلوات الخمس يوميا، بخلاف السابق حين كانت تبث أذان صلاة المغرب في شهر رمضان فقط، وأيضا بث وقائع صلاة الجمعة وصلاة عيدي الأضحى والفطر، زيادة على بث برنامج ديني كل أسبوع، مع ضرورة الاهتمام أكثر باللغة العربية من خلال تخصيص 50 بالمائة للغة العربية و30 بالمائة من البرامج باللغة الأمازيغية واللسان الحساني الصحراوي، بينما 20 بالمائة فقط للغات الأجنبية. الصلاة والعربية ويعلق الدكتور يحيى اليحياوي، الخبير الإعلامي المعروف، على هذه النقلة في مسار "دوزيم" بأن "بث أذان الصلوات في الإعلام العمومي لا يزعجه شخصيا، مادام أن القناة نفسها تبث إشهار القمور و"الفوطة" الصحية، وبالتالي من حق المشاهد المغربي أيضا أن ينصت إلى أذان صلواته التي يؤديها كأي مسلم في العالم. وشدد اليحياوي، في تصريحات لهسبريس، على أن الرسالة الإعلامية ينبغي أن تُبث باللغة العربية في المقام الأول، مضيفا أن من يرغب في بث البرامج والأخبار بلغات أجنبية أخرى فله ذلك، شريطة أن يكون الوعاء الذي يتضمن هذا التوجه عبارة عن قنوات تلفزية خاصة. وخلص الخبير الإعلامي إلى أن التركيز على القول بارتداء القناة الثانية جلبابا دينيا هو جزء من خطاب علماني وفرنكوفوني يريد لهذه القناة أن تظل على خطها السابق الذي كان بعيدا عن تطلعات واهتمامات قطاع كبير من المغاربة. عورتها غليظة ومن جهته، قال الباحث الإسلامي عبد الكريم القلالي إن ما قام به وزير الاتصال أمر ينتظره المغاربة منذ زمان، والخطوات التي قام بها الوزير تعتبر إيجابية من شأنها أن ترد شيئا من الهوية المسلوبة للقناة الثانية، غير أن هذه الخطوات تبقى غير كافية. وأضاف القلالي في تصريحات لهسبريس بأن المطلوب ليس تقليص البرامج باللغة الفرنسية بل إزالتها تماما، لكون تلك البرامج لا معنى لها، وإن زعم أحد بأنها تخاطب الناطقين بالفرنسية في بلادنا، فلنا أن نسألهم لماذا لا توفر القنوات الفرنسية برامج باللغة العربية على قنواتها للناطقين بالعربية؟. واستطرد القلالي بأن برنامجا دينيا واحدا غير كاف، سيما إذا علمنا ما تبثه القناة من برامج "خليعة" تخالف القيم الإسلامية وتضرب بالديانة الرسمية للمغاربة عرض الحائط، مشيرا إلى أن المطلوب من الوزارة الوصية على هذا القطاع ليس التقليص أو التعديل بل إعادة النظر في برامج هذه القناة، لكونها تخالف قيم الدين الإسلامي، ويرفضها المغاربة وتخدشهم في مشاعرهم وتسيء لسمعتهم وصورتهم. وخلص القلالي في تصريحاته لهسبريس إلى أن هذا "الجلباب" الديني، كما وصفه البعض، لن يستطيع أن يستر عورة القناة؛ لأن عورتها غليظة وتحتاج لجلباب ساتر يكون مقاسه أوسع!"، وفق تعبير الباحث الإسلامي.