أصبحت "دوزيم"، القناة التلفزيونية الحكومية الثانية بالمغرب، مُلزمة بارتداء جلباب ديني لم تعتد عليه من قبل، وذلك من خلال بث أذان الصوات الخمس، بما فيها صلاة الفجر، ونقل وقائع صلاة الجمعة كل أسبوع وصلاة العيدين، بخلاف ما كانت قد درَجتْ عليه منذ سنوات. ووفق المقتضيات الجديدة، التي تحمل لمسات واضحة من وزير الاتصال مصطفى الخلفي القيادي في العدالة والتنمية الإسلامي، ستحرص القناة على تقديم برامجها باللغة العربية والأمازيغية واللهجة الصحراوية، خاصة برامج الأطفال والشباب والنشرات الإخبارية، وبذلك تفقد اللغة الفرنسية التي اشتهرت بها قناة "دوزيم" مكانتها لصالح اللغتين العربية والأمازيغية. ولن تقف القناة الثانية عند هذا الحد من اللباس الجديد، إذ أضحى عليها أن تبث برنامجا دينيا بشكل منتظم كل أسبوع، يحاول تسليط الضوء على "مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي، وتحفيز الاجتهاد والإفتاء في القضايا المعاصرة تبعاً لقيم الوسطية والاعتدال". وعلق الخبير الإعلامي الدكتور يحيى اليحياوي على هذا "التحول" بارتداء القناة صبغة دينية لم تألفها من قبل، قائلاً إنه يرى أن هذا الجلباب الديني أمر طبيعي لكون المغرب في الأصل دولة عربية وإسلامية. ووصف اليحياوي في حديثه ل"العربية.نت" قناة "دوزيم" بأنها كانت "حالة شاذة وشاردة منذ سنوات خلت"، حيث لم يكن يجد قطاع عريض من المشاهدين ضالتهم وبغيتهم الإعلامية فيها. وأضاف اليحياوي أنه وبسبب تمويل هذه القناة الحكومية عبر ضرائب المغاربة فعليها أن تبث البرامج التي ترضي توجهاتهم وأن تعبر عن لغتهم الرئيسية وحضارتهم، ومن ذلك صلواتهم وطقوسهم الدينية. وأشاد اليحياوي ببث أذان جميع الصلوات على هذه القناة الفرنكوفونية، لكنه أبدى تحفظه على بث وقائع صلاة الجمعة بأكملها لما تشغله من حيز زمني طويل نسبيا على حساب برامج أخرى، مقترحاً أن يتم التناوب في بث هذه الصلاة تحديداً مع القناة الحكومية الأولى. وفي ما خص زيادة حصص البرامج باللغة العربية، اعتبر اليحياوي أنه كان من المفروض أن يحدث هذا منذ زمن بعيد، باعتبار أن اللغة الفرنسية دخيلة على المجتمع المغربي الذي يتحدث العربية أساساً بجانب لغات محلية أخرى، متسائلاً "هل القنوات الحكومية في فرنسا أو كندا على سبيل المثال تجرؤ على بث نشرات إخبارية بالعربية لمشاهديها؟".