تباينت تحليلات مراقبين بخصوص مستقبل العلاقات السياسية بين المغرب والسنغال، بعد أن فاز "ماكي سال" ب 65% من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية التي نافسه خلالها الرئيس المنتهية ولايته "عبد الله واد" الذي تولى شئون البلاد منذ عام 2000، غير أن أغلب التحليلات تصب في اتجاه بقاء العلاقات بين البلدين في وتيرتها الحالية، حيث تتميز بكثير من التناغم والانسجام لعدة اعتبارات دينية وسياسية وحضارية واقتصادية. وكان عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الحالية قد مثَّل الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس السنغالي الجديد، في الوقت ذاته الذي أجرى فيه الملك الاثنين 2 أبريل الجاري اتصالا هاتفيا مع "ماكي سال"، مؤكدا "إرادته الراسخة لتعميق العلاقات العريقة التي تجمع الشعبين الشقيقين المغربي والسنغالي". وأفاد عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في الشؤون المغاربية وقضايا الصحراء، بأنه لا يتوقع حصول تغييرات في طبيعة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين حكومة الرباط وحكومة داكار، لاعتبارات موضوعية منها أن السنغال يرتبط مع المغرب بالعديد من الروابط الاقتصادية والسياسية والدينية، فضلا عن مسار طويل من العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين تاريخيا وخاصة في عهد حكم الرئيس السنغالي عبد الله واد المنتهية ولايته، وهي كلها قضايا عميقة لا يمكن أن تسمح بتغيير موقف السنغال تجاه حليفاها التاريخي المغرب. وأشار الفاتحي في تصريحات لهسبريس إلى أن هناك ارتباطات جد عميقة بين الشعبين المغربي والسنغالي على المستوى الديني بحكم الانتماء إلى الزاوية التيجانية، إضافة إلى تواصل العلاقات التعليمية والتكوينية، حيث تخرج العديد من الكوادر والأطر السنغالية من الجامعات والمعاهد المغربية. واستطرد المتحدث بأن الارتباطات الشعبية السنغالية قوية تجاه المملكة المغربية، حيث نتذكر كيف تظاهر مواطنون سنغاليون أمام مقر الحزب الاشتراكي السنغالي بدكار، احتجاجا على تصريحات أحد مسؤولي الحزب المعادية للوحدة الترابية للمغرب. ولفت الفاتحي إلى أن الرئيس السنغالي الجديد تشبع بإيديولوجية الحزب الديمقراطي إلى جانب الرئيس عبد الله واد، لا سيما حينما عمل وزيرا أولا معه، ومديرا لحملته الانتخابية سنة 2007، من قبل أن يؤسس حزبه الجديد "التحالف من أجل الجمهورية". وختم المحلل حديثه الذي يبرز فيه أن العلاقات بين البلدين لن تتأثر بذهاب عبد الله واد، بالقول إن المملكة والمغربية والجمهورية السنغالية يرتبطان بعلاقات اقتصادية متينة بحكم الاستثمارات المالية للمغرب في السنغال، ومنها شراء المغرب ل 51 بالمائة من أسهم شركة الطيران السنغالية، وبناء مطار جديد بالسنغال.