"عداء ماراثون الرمال٬ لحسن أحنصال٬ فتى من البدو الرحل ونجم من الصحراء" عنوان إصدار جديد لصحافية بلجيكية صدر مؤخرا للصحافية البلجيكية ماري بيير فونسيي كتاب يحمل عنوان "عداء ماراثون الرمال٬ لحسن أحنصال٬ فتى من البدو الرحل ونجم من الصحراء"٬ تصف فيه مسار هذا البطل٬ الذي انطلق من لا شيء٬ وتمكن من رفع جميع التحديات ليصبح رياضيا معروفا. وسيعرض هذا الكتاب٬ الذي أصدرته دار النشر "لارماتان"٬ في المغرب من قبل مؤلفته بمناسبة الدورة القادمة لماراثون الرمال المقررة في الفترة مابين 6 و16 أبريل المقبل. وأوضحت فونسيي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن قصة لحسن أحصنال٬ الذي ناضل طويلا لتحقيق حلمه٬ تعد بمثابة درس في الحياة ورسالة عالمية على أنه بتوفر قوة الإرادة والعزيمة٬ من الممكن بلوغ الأهداف. وكانت الصحافية البلجيكية قد التقت لأول مرة بلحسن أحنصال في عام 2004 بمناسبة فيلم وثائقي أخرجته للقناة التلفزية البلجيكية الناطقة بالفرنسية "أر تي بي إف" حول العلاقة بين الرياضة والتنمية. وقالت "كنت قد سمعت عن هذا العداء الاستثنائي الذي كان نجما لماراثون الرمال. وذهبت إلى زاكورة وقمت بإعداد ربورطاج حوله". وتابعت أنه "منذ ذلك الحين٬ نشأت علاقة صداقة بيني وبينه وقررت أن أكتب كتابا عن مساره. ولهذا عدت إلى المغرب عدة مرات٬ وقمت بزيارة جميع الأماكن المهمة في تاريخه٬ ولا سيما المكان الذي ولد فيه بالصحراء٬ وذلك حتى أتمكن من غمر نفسي في المناظر الطبيعية. كما أتيحت لي الفرصة للقيام بعمل وثائقي عن حياة البدو الرحل". والصعوبة الوحيدة٬ كما تقول الصحفية٬ تكمن في أن لحسن لا يتكلم الفرنسية بشكل جيد وكان يتعين وضع نظام لكرونولوجية وتسلسل الأحداث٬ لأنه كان لا يتوفر على الأرشيف٬ مضيفة أنه على الرغم من ذلك كانت لديه ذاكرة قوية وحكايات ليرويها٬ وهو ما جعل العمل معه ممتعا جدا. وكتبت ماري فونسيي كتابها٬ في شكل سرد عن سيرة ذاتية٬ حيث يقوم لحسن أحنصال برواية قصته٬ وهي قصة طفل ولد في الصحراء وفقد والده لما كان صغيرا جدا٬ والذي عاش في الفقر والبؤس والخلاصة الإجمالية٬ هي لبدوي نشأ في ظروف صعبة٬ حتى أتى يوم عبر فيه مسار إجراء مارطون الرمال٬ والذي سيغير حياته. ومنذ السباق الأول لماراثون الرمال الذي نظم في سنة 1986٬ لم يحلم أحنصال إلا بشيء واحد: هو المشاركة يوما في هذا الحدث الرياضي٬ الذي نظم بمبادرة من الفرنسي باتريك بوير٬ الذي كان قد قام برحلة طويلة تمتد على مسافة 350 كيلومترا في الصحراء٬ وقرر منذ ذلك الحين إحداث سباق ينغمس في هذا المجال الذي أحبه كثيرا. ومنذ مشاركته الأولى حقق لحسن أحنصال أداء جيدا حيث احتل المركز الثالث٬ النجاح الذي حفزه على إطلاق العنان لطاقة هائلة لتتطور. وطوال 23 عام كانت حياة هذا العداء مدفوعة وخاضعة لأجندة هذه المسابقة٬ الأطول في العالم في مجال الجري (250 كلم)٬ والتي تقام في ظروف مناخية قاسية والتي تتطلب في بعض الأحيان قدرات بدنية استثنائية وأيضا صفات كبيرة للتضحية والقدرة على التحمل. وعلى الرغم من العديد من النكسات والفشل فإن إصرار لحسن أحنصال على الفوز مكنه من إطلاق العنان لطاقته٬ وقوته العقلية٬ ومن ترويض معاناته٬ الأمر الذي ساعده في سنة 1998 على تحطيم الرقم القياسي التاريخي لماراثون الرمال٬ قبل التوقيع٬ في عام 2007٬ على فوزه العاشر. وبعد هذا التتويج٬ قرر أحنصال٬ في لحظة لا تخلو من ألم٬ على الانسحاب من المنافسة. وقال في هذا الصدد "لقد حققت الانتصار العاشر مع شعور رائع ببلوغ القمة (..)٬ الفوز الذي يمحو الشكوك والإحباط". وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يتخل عن عالم السباقات٬ حيث قام بمعية شقيقه محمد على الإشراف على تنظيم ماراطون زاكورة٬ الذي عقد دورته الثامنة في دجنبر 2011. هذه المسابقة التي تبرز جميع جوانب السباق في الصحراء والكثبان الرملية٬ والقصبة٬ وواحات النخيل والوديان٬ والجبال٬ كما انه يعد وسيلة للتواصل للتنمية السياحية في المنطقة٬ التي يرغب لحسن أحنصال في المساهمة فيها. وأضافت ماري بيير فونسيي أن نجاح أحنصال هو مصدر أمل للكثير من الشباب. كما أن هذا الكتاب هو أيضا كتاب للسفر ولاكتشاف ثقافة أخرى٬ لأولئك الذين يحبون المغرب٬ والذين يريدون معرفة المزيد عن الصحراء وحياة البدو الرحل