حين تصبح نادية ياسين رئيسة للجمهورية المغربية ستصدر أمرا تستفتح به عهدها، تلزم من خلاله المغاربة بوضع خرقة على رؤوس الإناث بعد أن يتجاوزن السنتين وتمنع المرأة من العمل ومن السياقة لأن في ذلك فتنة، وقد تلزم الرجال من الأغنياء يالزواج من أربعة لستر الأعراض، ثم تحرق جميع الكتب التي لا تتفق مع تعاليم الدين الحنيف، ثم تقفل المسارح ودور السينما والمعاهد الموسيقية، وتصادر كل الأرشيفات الموضوعة في الإذاعات والتلفزيونات فتتلف الموسيقى والغناء والأفلام الفنية والوثائقية والبرامج الثقافية وكل ما يخالف التعاليم "السمحة" ثم تنشئ فرعا للمخابرات مختصا بعدّ صلوات المغاربة وإرغامهم على صلاة الفجر خاصة وعقابهم عليها بعد عدد معين من الغياب، ثم تمنع الكتّاب وأهل الفن من الإبداع مطلقا لأن أعمالهم لا طائل منها لكنها ستحث على الأدب التعليمي والفن التعليمي اللذين يرسخان مبادئ الدين في قلوب النشء. وبما أن المجتمع المغربي سيصعب عليه الانحراف بهذا الشكل المفاجئ ويبدر منه بعض العصيان فستطبق الشريعة إلى أبعد حدودها وسيعمل الإفتاء على تحويل تردد بسيط أمام القهر إلى كفر وردة ينفذ على إثرهما الإعدام في الساحات العمومية وستتدخل في شؤون المواطنين الداخلية، لترعانا بنفسها، فنأكل ونشرب ونلبس ونتحدث ونعشق بعضنا البعض وفق نظرتها هي وعلى مقاس إيمانها وبناء على إفتاء الظلاميين من حاشيتها والذين سيتكاثرون مثل الفطر، وسنرى الأيادي والأعناق والأرزاق تقطع حتى دون أن تعلم هي، وسيصل زمن يتجاوز فيه الظلاميون تعاليمها "الرزينة" فيزيدون في العلم ليقع شطط لا نظير له يفني كل جميل وبديع في هذه الأمة. "" نعتذر للسيدة ندية، فهي بريئة من كل هذا التحامل الذي أبديناه، لكننا" نقشب" عليها متخيلين أيام حكمها وفق ما تراه ملائما للمغاربة، بما أنها ترى الملكية غير ملائمة لنا، أما أنا فأرى الملكية جد ملائمة قياسا بجمهوريتها التي سيحكمها الفقهاء ورجال الدين الذين يستفزون غول التأويل والإفتاء وحين يطول ويعرض ويتضخم يعجزون هم أنفسهم عن إيقافه، جنبنا وجنبكم الله شره آمين يارب العالمين، فالملكية اليوم لاتمنعني من التعبير عن كل شيء باستثناء الذات الملكية ولا تلزمني بلباس ولا سلوك ولا مذهب ولا إيمان مرسوم مفصل على مقاس ما . سأظل على موقفي من العلاقة بين الدين والسياسة إلى أن يأخذني الله إليه، وهو أن الخلط بينهما يفترض أن يرأس التأويل والإفتاء فيه رجال قريبون من الملائكة، لأن البشر لا يؤمن شرهم مهما كان علمهم وإيمانهم، ومن ثم فقد وجب وضع آلية علمية لهذا الأمر حتى لايكون مصير الناس في يد الأهواء والميولات والرغبات والإغراءات، ومن المستحسن أن تكون الأمة حازمة في حماية الدين دون أن تضع أمورها بين أيدي الفقهاء، فأحلام المعقدين والمرضى لا حدود لها، وليغفر لي الله لي ولكم آمين. http://el-ouakili.maktoobblog.com