بصدد موسم الولية اللا تعلات جماعة تسكدلت قبيلة هيلالة، شتوكة أيت بها بعد فترة ركود و تفكّك تزامنت مع تبلور الحركة الوطنية و تنامي الفكر الإصلاحي انطلاقا من مطلع القرن المنقضي، راح التصوّف الشعبي يعود تدريجيا بخجل حينا و بشكل مخاتل و مموّه أحيانا قبل أن يفرض نفسه من جديد، منذ ما يزيد على العقدين من الزمن، بوصفه أحد الأشكال الأساسية للممارسة الدينية و التنظيم الاجتماعي. و قد فتح ذلك نقاشا يمكن اختزال إشكالياته في السؤالين التاليين: هل يمثّل هذا الرّجوع مجرّد ظاهرة عابرة مرتبطة بالتشبّث بالماضي، أي بوصفه جزءا من استمرار التقاليد الاجتماعية و ما تستند إليه من عقلية دينية؟ أم أنّه يندرج في سياق هذا الحاضر الآخذ في " الدنيوة" تحت تأثير قيم التحديث؟ و قد أطلق ذلك في حقلي علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا سيرورة بحث في التصوّف الشعبي مكّنت من تجميع الكثير من المعطيات الميدانية في إطار مونوغرافيات مختلفة و سمحت بإعادة النظر في العديد من النماذج النظرية المعتمدة في الأدبيات الكلاسيكية التي دأبت على تحليل هذه الظاهرة لا سيما في إطار المدرسة الكولونيالية. و لئن تمّت مقاربة التصوّف الشعبي بوصفه نمطا من التديّن ذا خصائص بنائية ووظيفية خاصّة قابلة للتعيين في إطار نموذج مثالي بتعبير " فيبر"، فإنّ تمدّد الظاهرة سوسيولوجيا وجغرافيا من جهة، و تعاقب التغيّرات الاجتماعية و السياسية التي راحت تهزّ المجتمع المغربي من جهة أخرى، جعلت من التصوّف الشعبي سيرورة ممارسة أكثر منها مفهوما أو نموذجا ثابتا، بحيث إنّنا نحتاج إلى إعادة قراءته غير مطمئنّين إلى ما يشي به ظاهره من تكرار شعائري يحيل على التعقّم و السكون. وقد تأكد من ملاحظاتنا من خلال أحد المواسم الدينية في الأطلس الصغير الجنوبي وفي المغرب عامة سمات التصوّف الشعبي بهذه الربوع _ للا تعلات_، من خلال ما تسنّى رصده ميدانيا، محاولة تفهّم الدلالات الثاوية فيها بما يحيلنا على مشكلة المعنى بين الاستقرار و الارتحال و التماسك والتشظّي في سياق لم يعد فيه المقدّس يباشر بمنأى عن الأنساق و المراجع المعرفية و القيمية التي أتاحتها ثقافة العصر. من خلال ملاحظاتنا لهذا الموسم يتبين أنّ التصوّف الشعبي ليس فحسب مجرّد استعادة آلية لمخزون رمزي و اجتماعي منغلق و محنّط، و إنّما هو في الحقيقة يتطابق في الكثير من جوانبه مع واقع مجتمع اليوم الموسوم بمفاهيم و تصوّرات و رهانات ملتصقة بنسق التحديث، رغم ما يبديه من نفور و رفض لها وفق تلك الصورة النمطية التي تحشر التصوّف الشعبي ضمن عالم خرافي منبتّ يتعارض مطلقا مع عالم العقل و التجريب. ما كانت هذه السيروة لترى لنور لولا الحركة سلفية جديدة لتي تعمل من داخل النسق الصوفي م اجل تغييره الداخل وبكل هدوء قراءة ذكية لظروف الراهنة حيث كان نقول ولو أن في الأمر كثير م المجازفة أن الموسم في طريق إلى "التسلف" من خلال إعادة كتابة وتأويل تاريخ مناقب والولية وإعادة تشكيل ذهنية الزائرين الذين ليسوا شيئا أخر سوى متثقفي البوادي السوسية حسب بتعبيرديل إيكلمان = الفقهاء الطلبة. لا حظنا التعبيرات الدينية الجديدة متجلية من خلال: - البعد المؤسّساتي وهو المتعلّق بشبكة القواعد و النظم التي تضبط العلاقات داخل الطريقة أو الزاوية، ذلك أنّ التصوّف الشعبي شكّل لحظة في إعادة تشكيل التصوّف المذهبي أو الفكري عبر إعادة هيكلة ممارسته في إطار تخريجة جديدة للطقوس من الحفاظ على روتنتها حسب تعبير ماكس فيبر. - البعد الوظيفي وهو الذي يجسّد اشتغال الزاوية و الطريقة موزّعا بين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وسيكون من المهمّ هنا الوقوف عند التغيّر الطارئ سواء اتّخذ هيئة إعادة توظيف التي لا يمك رصدا فقط من زيارة عابر للمكان. وبدون انخراط حميمي يكمن في رصد مكامن الاستمرار والقطيعة. - البعد الرمزي وهو الذي يشكّل هوية الزاوية و الطريقة و فيه تظهر شبكة الطقوس و المعتقدات و الرموز أي مختلف الأنساق الرمزية المؤسّسة للممارسة الصوفية أو المتمفصلة حولها. فثبات الممارسة لا يعني حتما ثبات الدلالة ومن الواجب التحولات النسق الرمزي استغلال كل مظاهر الثارت و الممارسة في فناء لموسم. - مثلا، تنظامين أي الشعر الشلحوي الذي تنشده كبار السن ، طريقة تلاوة القرآن حيث تقترن القراءة المحلي تحزابت من التجويد المعاصر، صيغ الدعاء في فناء الضريح .. يتبع