احتضنت مدينة أمستردام، بمبادرة من "تنسيق الفعاليات المغربية الديمقراطية"، يوم الجمعة الماضي، لقاء تضامنيا مع ضحايا الإفراط في استخدام القوة العموميّة بالريف خصوصا، وكافة المشاركين ضمن الحراك المغربي عموما، وذلك بمشاركة حضور نوعي امتدّ إلى منحدرين من مناطق بني بوعياش وإمزورن وبويكيدارن وأجمع على الدعوة لإطلاق سراح كافة معتقلي "أحداث" بني بوعياش دون قيد أو شرط. وقال محمّد الرباع، باسم "تنسيق إغاثة بني بوعياش"، إن "العزم حاضر، دون شروط، للعمل على التضامن بفعالية مع كافة نضالات المغاربة التواقين إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".. وأردف أن ذات التنسيق، وهو المشكّل غداة التدخل القويّ لعناصر القوات العموميّة مؤخّرا ببني بوعياش والنواحي، قد توصل بتقارير وبيانات ونداءات وشهادات حيّة "تؤكّد حجم الانتهاكات الحقوقية التي عرفتها المنطقة بشكل يرفعها لدرجة الجسامة". وزاد الرباع، ضمن تدخله بذات الموعد، أنّ دعم الرّيفيّين المتواجدين بهولندا يتوجّه لإبداء التآزر تجاه المعتقلين السياسيّين الموقوفين على خلفيّة الأحداث مع المطالبة ب "رفع كافة أشكال العسكرة عن الريف". رئيس التجمّع العالمي الأمازيغي، محمد بطّيوي، تواجد بلقاء أمستردام منوّها ب "نوعية تعاطي المنحدرين من الرّيف، المتواجدين بمختلف أنحاء العالم، مع القضايا العادلة لساكنة المنطقة".. واسترسل بطيوي ضمن كلمته إلى اعتبار ما وقع ببني بوعيّاش وإمزورن وبويكيدارن "جرائم دولة تساير مثيلاتها التي ارتكبتها الدولة بالريف خلال العقود الماضيّة"، "هذا يستلزم مراسلة الهيئات الحقوقيّة الدوليّة من أجل إيفاد لجان تقصّي تقف على الحقيقة بنزاهة وحياديّة". الحقوقي سعيد العمراني، بصفته منسقا عامّا لمنتدى حقوق الإنسان بشمال المغرب بأوروبا، تطرق لجملة التحركات التي يباشَر تفعيلها من أجل مؤازة معتقلي أحداث بني بوعيّاش.. فيما تدخل البرلماني الهولندي أحمد مركوش، وهو المنحدر من أصل مغربي ريفي والمنتمي لحزب العمل، للتنويه بأداء التنظيمات والتكتلات الريفية بهولندا في "العمل من أجل ديمقراطيّة حقيقيّة بالمغرب"، موردا بأنّ "المسؤوليّة التّاريخيّة ينبغي تحمّلها من لدن الجميع وتحقيق التوحّد لعدم إضاعة الفرصة في تحقيق مكاسب ديمقراطية عبر النضال السلمي". وانتقد الصحفي محمد أمزيان "غياب تجاوب الدولة مع المطالب الاجتماعية المرفوعة بالريف".. مشيرا إلى أن الحراك الذي تعرفه المنطقة "يواجه بالاستخدام المفرط للقوة وأحكام مسبقة تقرنه بالانفصال"، "لم يعد هناك مجال لممارسة سياسة التْقُولِيبْ مادامت الذاكرة الحيّة للشعب لم تعد تحتمل سيل الإهانات" يزيد أمزيان. تجدر الإشارة إلى أنّ اللقاء المنعقد بمدينة أمستردام الهولندية قد انفتح على مشاركات هاتفيّة لكل من زوجة محمّد جلول، المعتقل على خلفية "أحداث" بني بوعياش، زيادة على النّاشط عبد الحليم البقّالي من ذات المنطقة، وممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة.. فيما انفتح الموعد على مشاركات شعريّة وفنّية لكل من أحمد الصادقي وفكري تيسكرين ونجيب أمازيغ.