قدمت الباحثة المغربية في الإثنولوجيا وعاشقة المطبخ المغربي٬ فاطمة حال٬ مساء الثلاثاء أمام جمهور متنوع أسرار وتنوع وعراقة فن الطبخ المغربي٬ "رمز التوافق بين المعتقدات الثقافية "٬ وذلك خلال لقاء نشطته بجامعة جورج تاون في واشنطن. وأوضحت حال مؤلفة العديد من الكتب والموشحة بوسام الشرف بفرنسا في مقدمة عرضها أن المطبخ المغربي يحتل الصف الثالث عالميا بعد الصين وفرنسا٬ مستمدا أهميته من التقنيات العريقة التي عرف كيف يحافظ عليها عبر مختلف الفترات. وأكدت الباحثة المغربية خلال هذا اللقاء ٬ الذي تم تنظيمه بدعم من المصلحة الثقافية في سفارة المغرب بالولايات المتحدة٬ أن "المغرب ظل متشبثا بتقاليده٬ وهو البلد المعروف بتعدديته". ومن خلال سرد جذاب قدمت حال لمحة عامة عن مهارة وحفاوة وفن الطبخ المغربي٬ وانفتاحه على الآخر. واعتبرت حال التي ازدادت بوجدة فن الطبخ "بوتقة لانصهار الثقافة٬ ووعاء للتاريخ بفضل العناصر والأدوات التي يستخدمها ٬ وأيضا بسبب الروابط التي يتم نسجها حول مأدبة جيدة" ٬ موضحة أن المطبخ المغربي كان في عمق تاريخ البحر الأبيض المتوسط حيث أنه من خلال هذا الفن يمكن الاطلاع على تاريخ الأمازيغ والعرب والمسلمين واليهود٬ وكذا التاريخ الحديث لفرنسا ووجودها في المملكة. وأسرت حال لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المطبخ يسمح للمواهب بالالتقاء والتعايش بطريقة متميزة. واعتبرت الاثنولوجية أن "تاريخ كل منتوج يخبرنا عن أنفسنا٬ وعن جيراننا والحضارات التي تفاعلت عبر الزمن أكثر مما تفعل الكتب" . وأبرزت سفيرة المطبخ المغربي الشغوفة بفن الطبخ في بلدها الأصلي."يقولون إن الموسيقى تلين القلوب٬ كذلك فن الطبخ يسهل اللقاء واللغة. إن معرفة تاريخ الطعام يشكل أداة لتقريب الشعوب". وتعتبر هذه الفرنسية المنحدرة من أصول مغربية أن المطبخ هو أكبر من مجرد وصفات وأطباق ٬ إنه طريقة للتقاسم والتواصل ونسج علاقات بين الناس ٬ مبرزة أن الطبخ يشكل "أحد أفضل الوسائل الدبلوماسية٬ ووسيلة لمعرفة ثقافة مختلفة ". المطبخ يعكس ثقافة شعب ٬ مقاومة قوة احتلال.... ووصفت مجلة تايم بحق فاطمة حال بأنها "سفيرة ليس فقط للمطبخ المغربي الذي تعمل من أجل تقاسمه وإعادة إنتاجه ولكن أيضا المطبخ باعتباره تقاسما للتجارب وتواصلا عبر الحدود الوطنية". وحول العلاقة بين المطبخ والهوية٬ تعلق فاطمة حال التي هاجرت منذ عدة سنوات إلى فرنسا٬ إنه ليس من قبيل الصدفة أننا نهيئ في البلد المضيف في كثير من الأحيان أطباقا تقليدية أكثر مما نفعل في بلدنا الأصلي. وأضافت "إنها طريقة لكشف من نحن ". وتابعت فاطمة حال دراساتها الاثنولوجية في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا بباريس٬ قبل أن تفتتح مطعما مغربيا شهيرا في قلب باريس وهي الشغوفة بالطبخ المغربي ونقله ٬ حيث تجمع وتحافظ على الأطباق والوصفات المغربية في الكتب التي تؤلف بهذا الخصوص. وعلاوة على قصة بعنوان "فتاة الحدود"٬ ألفت حال العديد من الكتب نشرت أحدها عن دار "هاشيت"٬ ويتعلق الأمر ب "الكتاب الكبير للمطبخ المغربي". كما كتبت "النكهات والحركات: المطابخ والتقاليد المغربية" و "رمضان: مطبخ التبادل". ومن المقرر أن تنشط فاطمة حال أيضا مساء الخميس في سفارة فرنسابواشنطن ملتقى دراسيا تحت عنوان "المغرب على طريق التوابل"٬ في إطار المهرجان الثقافي للفرنكوفونية (6 مارس - 5 أبريل)٬ الذي سيجمع أكثر من 35 بلدا.