هاجم معلقون جزائريون على الانترنت عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية على خلفية الحوار الصحفي الذي أدلى به أخيرا لجريدة الشروق الجزائرية، وقال فيه إن الوقت قد حان للإسلاميين حتى يفوزوا في الانتخابات التشريعية في الجزائر، وأنه "سيكون غريبا أن يفوزوا في كافة دول المغرب العربي، وفي الجزائر لا". واعتبر ناشطون على الانترنت تصريحات بنكيران بأنها تدخل في الشؤون السياسية الداخلية للجزائر، وبأنه يأمل فوز إسلاميي الجزائر في الانتخابات المقررة في مايو المقبل، ليس حبا فيهم، وإنما من أجل أن يتخذوا موقفا إيجابيا إزاء قضية الصحراء، فضلا عن فتح الحدود البرية بين البلدين الجارين. وتساءل أحد المعلقين الجزائريين مخاطبا بنكيران بالقول: "ما دخلك في الجزائر؟.. اذهب لاسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وغيّر طقوس تقبيل اليدين والركوع للبشر، واترك الجزائر للجزائريين"، فيما هاجم معلق آخر "..هل تحكم في بلدك حتى يحكم الجزائرَ مثلكم، أم أن مخزنك من بعثك لتجربوا كل شيء بما فيه الإسلاميين مثلك، كي يلين موقف الجزائر حيال قضية الصحراء؟". وشكلت قضية الصحراء دَيْدَن عشرات المعلقين في انتقاداتهم لتصريحات بنكيران، حيث قال أحدهم: "روح، شوف مشاكل بلادك هي الأولى، أما الصحراء لها جيش يحميها"، بينما أردف آخرون: "احلم يا بنكيران، سوف تفتح الحدود؟، حلوا مشاكلكم الداخلية أولا.."، قبل أن يعلق البعض بالقول "إذا كنتم في المغرب تعولون على إسلاميي الجزائر أن يتنازلوا عن قضية الصحراء فأنتم واهمون، وإذا كنتم تعولون على الجزائريين أن يوصلوا الإسلاميين إلى الحكم لمجرد أن الولاياتالمتحدة "عاوزه كده"، فأنتم واهمون أيضا". وكان بنكيران قد خص جريدة الشروق الجزائرية في أحد أعدادها الأخيرة بحوار قال فيه إنه على إسلاميي الجزائر "بذل المجهود وتوحيد صفوفهم وتوضيح ذلك للمواطن"، مضيفا "بالنسبة لنا الجزائريون واحد، وكلهم مسلمون، لكن الوقت مناسب لهذا التيار حتى يفوز في الانتخابات التشريعية في الجزائر". وتابع بنكيران في الحوار ذاته: "التيارات الإسلامية الجزائرية كلها تتصل بنا ونتصل بها"، مبرزا أن "المرحلة مواتية لصعود الإسلاميين في الجزائر، ولكن الإشكال فقط يكمن في تعدد الأحزاب التي لها مرجعية إسلامية، فهي تتجاوز خمسة أحزاب، وهذا قد يضعف نوعا ما حظوظها"، وفق تعبير رئيس الحكومة المغربية. وحول علاقة فوز إسلاميي الجزائر بقضية الصحراء، أفاد بنكيران في الحوار ذاته بأن "الظروف تتحسن ونرجو خيرا.. الآن نحن نسير في اتجاه حل يضمن كرامة الجميع وليس تغليب طرف على طرف، والمشروع المغربي ستدخل عليه تعديلات، ويصبح مقبولا بالنسبة للجميع".